في العام الماضي اعتزل ديتر هامان اللعب للمنتخب الألماني ومع ذلك مازال يحتفظ برقم قياسي. فقد كان آخر لاعب كرة ألماني سجل هدفاً أمام واحد من المنتخبات الكبيرة وكان تحديدا أمام المنتخب الإنجليزي في السابع من أكتوبر/ تشرين الاول العام في المباراة التي ساعدت الألمان على التأهل لبطولة العالم لكرة القدم العام . وكانت آخر مباراة تجري في استاد ويمبلي قبل إعادة بنائه. كان هذا قبل نحو ست سنوات. وإذا فشل المنتخب الألماني في الفوز على الأرجنتين يوم (الجمعة) فسيستمر هامان بالاحتفاظ بالرقم غير المحبب عند الألمان. منذ ذلك الوقت لم تفز ألمانيا على منتخب كبير.

يتذكر هامان الهدف: أرسلت الكرة من على بعد متراً من ضربة حرة تخطت حارس المرمى سيمان الذي وصفته صحيفة «أوبزرفر» البريطانية بالحارس المرعب لأنه كان مشكلة المنتخب. بعد ذلك اليوم لم يكتب للألمان الفوز على منتخبات كبيرة وخسروا أمام البرازيل، إيطاليا، انجلترا، هولندا وفرنسا حتى لم يتحقق هدفهم بالفوز على منتخب كبير حين نظموا بطولة القارات في بلدهم في الصيف الماضي. فقد تعادلوا مع الأرجنتين وخسروا في نصف النهائي أمام البرازيل. وقال لاعب وسط المنتخب الألماني تورستن فرينغز: «لا نفكر في الخروج خاسرين من المباراة ولكننا نعرف ما ترمي إليه مباراتنا أمام الأرجنتين». الألمان واثقون من الفوز على الأرجنتين وقد استعدوا لهذه المباراة جيدا. في اللقاءين الأخيرين تعادل الألمان مع الأرجنتين. الأولى عند تدشين استاد مدينة دوسلدورف والثانية في بطولة القارات. لكن هذه المرة يرى فرينغز الذي لعب مباراة دولية أن مسلسل النتائج السلبية أمام الكبار سينتهي وستلحق الهزيمة بالأرجنتين. اليوم (الجمعة) يوم مصيري للكرة الألمانية. وقال فرينغز: «سنفعل كل شيء، سنلعب، سنصارع، وسنفعل كل شيء معقول حتى نفوز. وسنلعب دقيقة وإذا اضطررنا سنلعب دقيقة».

لكن فرينغز يعرف كم هي مهمته كلاعب وسط صعبة. فهو سيقف وجها لوجه أمام لاعب وسط الأرجنتين رومان ريكيلمي الذي يعتبر من عمالقة الكرة في أميركا اللاتينية. يعترف فرينغز كم من الصعب مراقبة ريكيلمي وقال: «لن يكون بوسعي مراقبة ريكيلمي دقيقة بالكامل وسيستغل لحظة من اللحظات ليمرر كرة ساحرة لأحد المهاجمين». وأضاف فرينغز: «ريكيلمي لاعب مهم جدا لمنتخب الأرجنتين ومن دونه من الصعب تحقيق الفوز». هدف فرينغز هو عدم السمح لريكيلمي بتمرير الكرة لرأس الحربة وقد تدرب كثيرا مع المدافعين الألمان، بير ميرتيسيكر وكريستوف متسلدر على تمريرات خطيرة كما درس هؤلاء كيف يمكن شل خطورة مهاجم الأرجنتين خافيير سافيولا وكارلوس تيفيز وليونيل ميسي.

ويعتبر سافيولا من أخطر مهاجمي بطولة العالم لقدرته على الفوز بالكرة أمام رقيبه. وقد تبين للمدافع ميرتيسيكر الذي يبلغ طوله , م مقابل , طول سافيولا، بعد دراسة فيديو مركزة لهذا المهاجم كم هو صعب اللعب أمامه لأنه يمتاز بقدرة بدنية عالية وسرعة في الركض. هذا ما يميز لاعبي الأرجنتين من لاعبي ألمانيا. وقال ميرتيسيكر: «إذا واجهك سافيولا وجها لوجه فسيكون من الصعب جدا مواجهته». لكن ميرتيسيكر يوحي الشعور بأنه قادر على أداء المهمة أمام الأرجنتين كي لا يسيء الناس فهمه من أنه يخشى الخصم القادم.

وكان ميرتيسيكر قد حقق قفزة كبيرة تحت قيادة المدرب يورغن كلينسمان. فقد جاء من فريق الشباب التابع لفريق هانوفر وبعد عدد قليل من المباريات مع الفريق الأول لهانوفر لفت انتباه كلينسمان وجعله أحد مدافعي المنتخب الألماني. يوم (الثلثاء) قدم اللاعبون الألمان مرة أخرى استعراضاً به اثبتوا أنهم واثقون من الفوز على الأرجنتين. فقد تدربوا لأول مرة والأوشام على سواعدهم إشارة لكونهم على ثقة من وضع نهاية للرقم السيئ والنتائج العقيمة أمام الكبار. حتى الآن فاجأ كلينسمان الجميع بأربع مباريات انتهت بأربعة انتصارات وهذا رقم جديد للمنتخب الألماني لم يحصل مثله إلا حين فاز منتخب ألمانيا العام لأول مرة بكأس العالم وكتب قصة تاريخية للكرة الألمانية في كتب التاريخ.

سيعتمد كلينسمان على هجومه البولندي. ذلك أن ميروسلاف كلوزه الذي يتصدر قائمة هدافي كأس العالم بأربعة أهداف، وزميله لوكاس بودولسكي ولدا في بولندا ويعيشان منذ سنوات طويلة في ألمانيا. كما سيعتمد على لاعب الوسط مايكل بالاك الذي انتقل من بايرن ميونيخ إلى تشلسي اللندني. وقد راجت معلومات تقول ان أربعة أندية أوروبية كبيرة على الأقل قدمت عروضاً للتعاقد مع كلوزه الذي يلعب لنادي فردربريمن وينتهي عقده في نهاية موسم . حتى الآن كما يقول مدرب الفريق توماس شاف ليست هناك عروض واضحة ولكن هناك خوف من خسارة هذا اللاعب. وقال كلوزه انه لا يشغل نفسه بالعروض حتى نهاية البطولة. شاف واثق أن العروض ستزداد تحديدا بعد نهاية بطولة العالم.

ووفقا لصحيفة «فرانكفورتر ألجماينه» فإن كلوزه لم يظهر كمهاجم كاسر أمام منتخب السويد فحسب بل كان في الشوط الثاني من المباراة أفضل مهاجم في البطولة العالمية وفعل كل ما يتوقعه منه فريقه. قبل البطولة لم يفكر أحد في أن الألمان سيسجلون هذا العدد الكبير من الأهداف. وفقا للصحيفة المذكورة فإن ثنائي الهجوم السابق، كلينسمان ورودي فولر كانا أكثر حظا بتسجيل الأهداف من الثنائي البولندي كلوزه وبودولسكي. فقد سجل كلينسمان وفولر معا في بطولتي العالم العام و تسعة أهداف، خمسة لفولر وأربعة لكلينسمان بينما سجل كلوزه حتى اليوم أهداف وبودولسكي أهداف. الآن يعتقد كثير من الألمان أن كلوزه وبودولسكي سيواصلان تسجيل الأهداف وأن أحدهما سيحضر للآخر ليسجل.

قبل بدء بطولة العالم وقع بودولسكي على كشوف بايرن ميونيخ بعد سقوط فريقه السابق إف سي كولون لمصاف الدرجة الثانية. لكن كلوزه سيكون تحت الأضواء في مباراته أمام الأرجنتين التي تعد أهم اختبار له للعب لأندية كبيرة. لذلك عليه أن يبرهن أنه أهل للعروض الكبيرة وأنه لا يسجل فقط في كأس العالم أمام السعودية والولايات المتحدة وإيرلندا والكاميرون كما فعل في العام أو أمام كوستاريكا والإكوادور في العام . يقول المحرر الرياضي كريستيان كنير من «فرانكفورتر ألجماينه» ان كلوزه اكتسب في المدة الأخيرة صفة المهاجم الذي يسجل الأهداف أمام منتخبات متواضعة إلا أنه الآن أمام اختبار كبير حين تلعب ألمانيا أمام الأرجنتين.

في مباراتي فريقه في دوري أبطال أوروبا لم يسجل كلوزه على سبيل المثال أمام فريقي يوفنتوس ولا أمام برشلونة. بعض الأندية الكبيرة مترددة في شراء كلوزه بانتظار رؤية ما يفعله في المباراة أمام الأرجنتين. يقول كثير من راقب كلوزه في بطولة العالم إنه يثق بقدراته. يريد أن يلعب لفريق أوروبي كبير لكن بريمن متمسك به. لكن حتى بريمن سيتخلى عن كلوزه مقابل عروض الملايين إذا فازت ألمانيا بكأس العالم وأصبح كلوزه هداف البطولة. لكن العارفين بخبايا أمور التعاقد مع اللاعبين يرون وراء تكتيك إدارة بريمن رغبة في رفع سعر التعاقد مع كلوزه وهم يريدون مواصلة المقامرة إذا تغلبت ألمانيا على الأرجنتين ولعب كلوزه دورا في الفوز لزيادة سعر كلوزه إلى مليون يورو.

وقال مدير أعمال كلوزه ألكسندر شوت ان عدة عروض وردت لكن سيتم دراستها بعد البطولة. كلوزه نفسه ترك الرأي العام يتساءل عن مستقبله فقد غير مدير أعماله ليصبح اليوم المحامي مايكل بيكر الذي يشرف على أعمال اللاعب مايكل بالاك. بعض المراقبين يرى من النوادي الأوروبية المهتمة بالتعاقد مع كلوزه: مانشستر يونايتد الذي يبحث عن خلف للمهاجم الهولندي رود فان نستلروي. وريال مدريد الذي يبحث عن رئيس جديد وعن مدرب جديد. حاليا هناك عدد من كبار اللاعبين برسم البيع منهم رونالدو وفان نستلروي وكريسبو ودروغبا وإبراهيموفيتش. من الأندية التي تنازع للفوز بكلوزه أيضا ميلانو. لكن قبل بدء أي المنافسة يتعين على كلوزه أن يثبت نفسه أمام الأرجنتين ويعلم مدربه كلينسمان أن النقاش بشأن مستقبله يشجعه على اللعب.

وقال مدير أعمال بايرن ميونيخ: «ان لاعبا مثل كلوزه مهم لبايرن ميونيخ. لكن الفريق البافاري لم يتقدم بعرض إلى بريمن على رغم أن الموضوع على قائمة أعمال الرئيس التنفيذي لبايرن ميونيخ كارل هاينز رومنيغه ومدير الأعمال هونيس. البافاريون يحلمون بشراء كلوزه ليلعب إلى جانب بودولسكي في الهجوم وبذلك يكون بايرن ميونيخ قد اشترى الثنائي البولندي الذي يصنع انتصارات ألمانيا هذه الأيام»