العدد: 3351 | الخميس 10 نوفمبر 2011م الموافق 14 ذي الحجة 1432هـ
التقرير الأممي يتهم إيران بتصميم قنابل نووية والغرب يسعى لفرض عقوبات جديدة
دعت دول غربية أمس الأربعاء (9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011) إلى فرض عقوبات جديدة على إيران بعد الكشف عن تقرير للأمم المتحدة قال إنها عكفت على وضع تصميم لقنابل نووية لكن روسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) أشارت إلى أنها ستحول دون اتخاذ إجراءات جديدة في مجلس الأمن.
وكشف التقرير الذي حصلت «رويترز» على نسخة منه عن معلومات مخابرات تشير إلى أن إيران تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية وتضمن اتهامها بالعمل على صنع أجهزة تفجير للقنابل النووية ومحاكاة التفجيرات النووية باستخدام الكمبيوتر.
وأعلنت واشنطن أنها تدرس طرقاً لممارسة «ضغوط إضافية» على إيران، وقالت فرنسا إنها ستدعو إلى اجتماع لمجلس الأمن. وقالت بريطانيا إن المواجهة دخلت مرحلة أكثر خطورة وإن خطر الصراع يتزايد إذا لم تقبل إيران التفاوض. لكن روسيا أبدت بوضوح معارضتها لفرض عقوبات جديدة.
من جهته، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة: «عليكم أن تعلموا أن هذه الأمة لن تتراجع قيد أنملة عن الطريق الذي تسير فيه». وأضاف «لماذا تلحقون الضرر بكرامة الوكالة بسبب مزاعم أميركا الباطلة؟».
باريس، موسكو - رويترز
دعت دول غربية أمس الأربعاء (9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011) إلى فرض عقوبات جديدة على إيران بعد الكشف عن تقرير للأمم المتحدة قال إنها عكفت على وضع تصميم لقنابل نووية لكن روسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) أشارت الى أنها ستحول دون اتخاذ إجراءات جديدة في مجلس الأمن.
وكشف التقرير الذي حصلت «رويترز» على نسخة منه عن معلومات مخابرات تشير إلى أن إيران تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية وتضمن اتهامها بالعمل على صنع أجهزة تفجير للقنابل النووية ومحاكاة التفجيرات النووية باستخدام الكمبيوتر.
وقالت فرنسا إنها ستدعو إلى اجتماع لمجلس الأمن. وقالت بريطانيا إن المواجهة دخلت مرحلة أكثر خطورة وإن خطر الصراع يتزايد إذا لم تقبل إيران التفاوض.
وفرض مجلس الأمن بالفعل أربع جولات من العقوبات على طهران منذ العام 2006 بشأن برنامجها النووي الذي تشتبه الدول الغربية في أنه يستخدم لتطوير أسلحة لكن إيران تقول إنه مخصص لأغراض سلمية محضة.
ويتزايد القلق من أنه في حالة عجز القوى الدولية عن توحيد صفوفها لعزل طهران ودفعها إلى إجراء محادثات جادة فإن إسرائيل -التي تشعر بأن البرنامج النووي الإيراني يعرضها للخطر- ستهاجم إيران ما قد يفجر حرباً في الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه لإذاعة «آر.إف.آي» «ندعو إلى انعقاد مجلس الأمن الدولي». مضيفاً أنه يتعين تكثيف الضغط بعد سنوات من التحدي الإيراني لقرارات الأمم المتحدة التي تطالبها بوقف تخصيب اليورانيوم. وتابع جوبيه «إذا رفضت إيران الامتثال لمطالب المجتمع الدولي ورفضت أي تعاون جاد فنحن ودول أخرى مستعدون لإقرار عقوبات على نطاق لم يسبق له مثيل». لكن روسيا أبدت بوضوح معارضتها لفرض عقوبات جديدة. ونقلت وكالة «انترفاكس» للأنباء عن نائب وزير الخارجية جينادي جاتيلوف قوله: إن «المجتمع الدولي سيعتبر أي عقوبات جديدة على إيران أداة لتغيير النظام بها. ذلك التوجه غير مقبول بالنسبة إلينا ولا ينوي الجانب الروسي دراسة مثل هذه المقترحات».
وتدعو روسيا - التي لها علاقات تجارية مهمة مع إيران وشيدت لها أول محطة للطاقة النووية - لعملية مرحلية تنفذ خطوة خطوة يتم بموجبها تخفيف العقوبات المفروضة حاليّاً مقابل إجراءات من جانب طهران لتبديد بواعث القلق الدولية. لكن في المحادثات بين إيران والقوى الكبرى التي تعتبر ضرورية لتحقيق هذا الهدف لم يتمكن الجانبان من الاتفاق حتى على جدول أعمال. وانهارت آخر جولة من المحادثات في يناير/ كانون الثاني. وقال مجلس الأمن الروسي في بيان أمس (الأربعاء) بعد اجتماع مع مسئول أمني إيراني رفيع إن موسكو تؤكد مجددا الحاجة إلى التوصل الى حلول مقبولة للطرفين من خلال المفاوضات. وتقر روسيا بأن الغرب لديه بواعث قلق مشروعة بشأن البرنامج النووي الإيراني لكنها لا ترى دليلاً دامغاً على أن طهران تحاول تطوير رؤوس حربية نووية.
ودعت اسرائيل المجتمع الدولي إلى منع إيران من امتلاك أسلحة نووية. وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان «مؤدى التقرير هو أنه يجب على المجتمع الدولي وضع حد لسعي إيران لامتلاك أسلحة نووية وهو ما يعرض السلام في العالم والشرق الأوسط للخطر».
وتقول إيران باستمرار انها لا تريد الطاقة النووية الا لانتاج الكهرباء. وتعهدت أمس (الأربعاء) بعدم التراجع عن مسارها النووي بعد تقرير وكالة الطاقة الذرية الذي استند الى معلومات أجهزة مخابرات غربية وصفتها طهران بأنها مزيفة.
وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة «عليكم أن تعلموا أن هذه الأمة لن تتراجع قيد أنملة عن الطريق الذي تسير فيه».
وأضاف «لماذا تلحقون الضرر بكرامة الوكالة بسبب مزاعم أميركا الباطلة؟» موجها حديثه فيما يبدو الى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو. وإضافة الى عقوبات الأمم المتحدة الملزمة لكل الدول فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات إضافية من جانبهما.
وقال مسئول أميركي انه بسبب معارضة روسيا والصين؛ فالفرصة محدودة لصدور قرار جديد من مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على إيران. وقد توسع واشنطن عقوباتها على البنوك التجارية أو الشركات الإيرانية لكن من غير المرجح أن تستهدف قطاع النفط والغاز أو البنك المركزي الإيراني.
وقال المسئول: «حقيقة الأمر أنه ما لم نتمكن من فرض عقوبات إضافية تستهدف هذه القطاعات الحيوية؛ فلن يكون لنا تأثير أكبر مما لنا بالفعل».
وقال مصدر دبلوماسي غربي في أوروبا إن جهوداً ستبذل لإحياء الحوار مع إيران، مضيفاً «ما نحاول القيام به هو تجنب القنبلة (النووية) والقصف بالقنابل». لكنه لا يرى أية فرصة لتحرك جديد من جانب مجلس الأمن.
وقال: «تعلمون المناخ السائد في المجلس. نحن في وضع معقد بعد ما جرى في ليبيا ونحن نراقب ما يجري في سورية وبالنسبة لإيران فإن مثل هذه الأشياء لن تكون ممكنة».
ويمكن أن تدفع زيادة حدة التوتر أسعار النفط إلى الارتفاع على رغم تراجع أسعار خام أزمة الديون في إيطاليا التي ألقت بظلالها على توقعات النمو العالمي. وقال رئيس وحدة الأبحاث في مؤسسة «إي.تي.إف» سيكيوريتيز نيكولاس بروكس «مع وجود تقرير أكثر شمولاً الآن يفيد باحتمال أن إيران تواصل السعي لامتلاك سلاح نووي وتزايد احتمال تعرض منشآتها للهجوم وهو ما من شأنه على الأرجح عرقلة صادراتها النفطية فمن المحتمل أن يتصاعد القلق من حدوث ارتفاع في أسعار النفط في أعقاب مثل هذا الحدث».
وفي تصريحات منحت سوق النفط بعض الدعم تحدث وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن إجراءات يمكن فرضها على إيران وعن فترة قادمة أكثر خطورة. وقال هيغ أمام البرلمان: «نبحث فرض إجراءات إضافية ضد القطاع المالي الإيراني وقطاع النفط والغاز وتضمين (قائمة العقوبات) كيانات إضافية وأشخاصا آخرين ضالعين في برنامجها النووي».
واضاف «نحن ندخل مرحلة أكثر خطورة. ومادامت إيران ماضية قدماً في تنفيذ برنامج للتسلح النووي دون الاستجابة بشكل مناسب لدعواتنا الى التفاوض فسيزيد خطر نشوب صراع نتيجة لذلك».
وتابع هيغ ان البرنامج النووي الإيراني يزيد احتمالات إقدام دول أخرى في الشرق الأوسط على السعي إلى امتلاك أسلحة نووية.
وفي بكين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي إن الصين ما زالت تدرس التقرير، وكرر الدعوة الى حل المسألة سلميا من خلال المحادثات. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن وكالة الطاقة الذرية مازالت تفتقر الى «أدلة دامغة». وأضافت»لا يوجد شهود او أدلة مادية لإثبات أن ايران تصنع أسلحة نووية... من الخطورة الشديدة الاعتماد على الشكوك في التعامل مع القضية النووية الإيرانية والعواقب المدمرة لأي عمل عسكري ستستمر لفترة طويلة».
وايران ثالث اكبر مورد للنفط الخام للصين وأرسلت لها 20.3 مليون طن في الأشهر التسعة الأولى من العام في ارتفاع بمقدار الثلث تقريباً عن التوقيت نفسه من العام الماضي وفقا لما تشير اليه بيانات صينية.
وكانت اسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط قالت إن جميع الخيارات مطروحة بما في ذلك الخيار العسكري لوقف مسعى ايران لانتاج الوقود النووي الذي يجري نقله الآن الى مخبأ جبلي تحت الأرض يحظى بحماية أفضل من أي ضربات جوية محتملة.
وعندما هزت عاصفة رعدية قوية النوافذ في أنحاء طهران في وقت متأخر يوم الأحد استيقظ بعض سكان العاصمة الإيرانية وهم يعتقدون ان اسرائيل نفذت تهديدها أخيراً بشن هجوم. لكن بعد يوم من تقرير وكالة الطاقة الذرية بدا المواطنون الايرانيون واثقين وقالوا انهم يخشون تشديد العقوبات أكثر من احتمال نشوب حرب.
وقالت مديرة أحد المكاتب في طهران وتدعى نهال (26 عاماً) «ما أخشاه هو فرض مزيد من العقوبات على شركات الطيران»
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/607338.html