العدد: 1500 | السبت 14 أكتوبر 2006م الموافق 21 رمضان 1427هـ
خذونا لحم... ورمونا عظم
خمس وعشرين سنة وأنا أشتغل، لا كليت ولا مليت، خمس وعشرين سنة وأنا أنحت في الصخر وأبذل كل جهدي في شغلي وطاقتي في شغلي، علشان هالمعاش اللي ما يسوى اللي يعطوني إياه بشق الأنفس نهاية كل شهر. خمس وعشرين سنة، ضاع فيها شبابي، وأعصابي تلفت، ومخي فقد قدرته على التفكير، خمس وعشرين سنة وأنا كل يوم أشقى وأتعب فيهم، لحد ما وصلت إلى قمة التعب، وخاطري أتقاعد، تعبت ومليت من الشغل، أتمنى أرتاح في يوم من الأيام، أقعد في بيتي بكرامتي مثل باقي هالناس، اللي أدوا واجبهم للمجتمع، ويبون ألحين المجتمع يرجع لهم اللي قدموه وتعبوا فيه، مو جذي يقولون لنا؟ لكن هالخمس وعشرين سنة ضاعت مع الأسف هدر. ما أقدر أتقاعد ولا عندي تأمين محترم، ولا حقوقي محفوظة، ولا القانون يحميني، اللي يقول لي: روحي وزارة التربية، واللي يقول: وزارة العمل، واللي يقول: النقابة بتطالب بحقوق العمال، وأنا مو فاهمة أي شي، ضايعة بين هني وهناك، ما أبي شي من أي جهة، ما أبي تكرم من أحد، أبي بس حقوقي، وأعيش بكرامة، بعدما تعب جسمي وما قدرت أتحمل الشغل. صدق المثل “خذوني لحم ورموني عظم”.
عاملة في روضة أطفال
توظفت في عملي الحالي عن جدارة، اختارتني الشركة اللي أشتغل فيها لشهادتي العالية، وخبرتي الجيدة في مجال عملي. أعطتني مركز جيد، وأنا عطيتها كل وقتي وجهدي، علشان أثبت قدرتي وكفاءتي على العمل، كنت أول وحده تداوم في الشركة وآخر وحده تطلع منها، العمل بالنسبة لي عبادة، ما أعرف أأديه إلا بكل إخلاص وتفاني، أقدم فيه كل اللي أقدر عليه، وأكثر بعد. توقعت أن الشركة راح تقدرني، بعد سنوات الخدمة اللي قدمتها فيها، وتعيّني رئيسة قسم؛ لأني بشهادة الجميع أفضل من يقوم بهذي المسئولية، وأكفأ الموجودين، سعيت وايد واجتهدت علشان أوصل لهالمنصب، مو حباً فيه، بس تقديراً لجهدي طول هالسنين. لكني تفاجأت بتعيين زميل ثاني في هذا المنصب. رغم أحقيتي وأقدميتي وكفاءتي، سألت، بحثت، تفحصت، ليش يا جماعة؟ شنو السبب في عدم اختياري رغم كل هالتقدير اللي أحصله في الشركة؟ في النهاية وصلت للجواب؛ لأني امرأة، وهو رجل.
موظفة كانت على أعتاب رئيسة قسم
طول عمره مديرنا في الشغل يقول لي إني أحسن وحده في المحل اللي أشتغل فيه، أكثر وحده تعرف شلون تتعامل مع الزباين، وتجذبهم للمحل، وتلبي طلباتهم، طول عمره يقدرني ويقدر شغلي وكفاءتي، ويقول لي إن المحل ما يسوى بدوني شي. لكنه تغير علي أخيراً، وزادت المشاكل بيننا، لحد ما أوقفني عن العمل. كل هذا ليش؛ لأني حملت، ومتوقع إني أولد خلال أشهر، وطبعاً كنت أستأذن وايد علشان أروح مواعيدي في المستشفى، أو أسوي فحص، وطبعاً متوقع أني آخذ إجازة الوضع، وبعدها ساعة الرضاعة كل يوم بحكم القانون، ومديرنا مو مستعد لكل هالمصاريف والخساير علشاني. منو أنا يعني؟ حتى لو كنت أفضل العاملات عندنا، حتى لو كنت أيام أقعد لبعد الدوام علشان أخلص الشغل اللي علي أو حتى أسوي شغل إضافي، حتى لو كنت عطيت الشغل كل طاقتي وإمكاناتي، المهم عند مديرنا هو الدوام، والشغل، وبس. ظروفي الخاصة، لو حملت أو ولدت أو مرضت مو مهمة، ما دام أسوي العمل.
عاملة في أحد المحلات
من زمان وأنا أحارب مع زميلاتي في النقابة علشان نحصل حقوقنا من أرباب عملنا، صار لنا سنين واحنا نطالب ونطالب، ونتكلم عن حقوق المرأة العاملة، ومشكلاتها، وشلون تقدر تحصل عليها في هالزمن اللي علشان يصدر فيه القانون اللي يحفظ للضعيف حقه، لازم تمر أجيال وأجيال، لكني يأست من المطالبة بحقوق المرأة العاملة لمّا اكتشفت أن “رب العمل” على قولتهم في حالتي هو “ربة العمل”، يعني امرأة مثلي والمفروض تكون أكثر من يحس فيني وفي غيري من النسوان، ويأست أكثر لمّا عرفت إن اللي تعطيها الاستشارات القانونية ضدنا هي امرأة وقانونية لا وناشطة نسائية بعد. واكتشفت إنه في هالدنيا المصالح هي اللي تحكم، لا رجال ولا نساء، كلهم سوية إذا أعمتهم المصالح. لكن ما أقول إلا الله لينا...
أنثى
إن لم تعجبكم...
فاحسبوها ثرثرة
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/680903.html