العدد: 3636 | الإثنين 20 أغسطس 2012م الموافق 02 شوال 1433هـ

نظام نوبات العمل يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب

خلصت دراسة جديدة إلى أن العمال الذين يعملون وفقاً لنظام نوبات العمل المتغيرة أكثر عرضة للإصابة بأزمات القلب أو السكتة الدماغية مقارنة بالعمال الذين يعملون بساعات النهار المعتادة.

ويشير تحليل لدراسات تضم 2 مليون عامل نشر بالمجلة الطبية البريطانية إلى أن العمل في نوبات يمكن أن يصيب ساعة الجسم البيولوجية بالاضطراب، ويكون له أثر عكسي على نمط الحياة.

ومعلوم أن نظام نوبات العمل يرتبط بزيادة مخاطر ارتفاع ضغط الدم والإصابة بمرض السكري.

وأشارت الدراسة إلى أن تقليل نوبات العمل الليلية يمكن أن يساعد العمال على التأقلم مع هذا النظام.

وحلّل باحثون من كندا والنرويج 34 دراسة سابقة للتوصل إلى هذه النتائج، وخلصوا إلى نحو 17 ألفاً و359 حالة إصابة بالشريان التاجي، وستة آلاف و598 حالة أزمة قلبية، و1854 ‎حالة سكتة دماغية ناجمة عن نقص وصول الدم إلى المخ.

وكانت كل هذه الحالات شائعة في عمال النوبات الليلية أكثر من غيرهم من العمال.

وقالت الدراسة التي نشرت بالمجلة الطبية البريطانية إن العمل بنظام النوبات كان يرتبط بزيادة في مخاطر الإصابة بأزمات القلب بنسبة 23 في المئة، و24 في المئة زيادة في مخاطر الإصابة بمرض الشريان التاجي، و5 في المئة زيادة في نسبة الإصابة بمرض السكتة الدماغية.

ولكن الدراسة قالت أيضاً إن نظام نوبات العمل لم يكن مرتبطاً بزيادة معدلات الوفاة بسبب أمراض القلب، وإن المخاطر النسبية المرتبطة بمشكلات القلب كانت «متواضعة».

وأخذ الباحثون العوامل الأخرى مثل الحالة الاجتماعية والاقتصادية للعمال ونظامهم الغذائي والصحة العامة في الاعتبار عند التوصل لهذه النتائج.

وقال الأستاذ المساعد بجامعة ويسترن في أونتاريو بكندا دان هاكام، إن عمال النوبات الليلية كانوا أكثر عرضة لمشكلات تتعلق بالنوم وتناول الطعام.

وقال هاكام: «يبقى عمال النوبات الليلية مستيقظين طوال الوقت وليست لهم فترات راحة محددة، ويكونون في حال نشاط دائم للجهاز العصبي، وهو شيء ضار لأمور مثل البدانة ونسبة الكوليسترول».

ويقول الباحثون إن برامج الفحص الطبي قد تستطيع تحديد ومعالجة عوامل الخطورة لدى عمال النوبات، مثل ضغط الدم المرتفع ومستوى الكوليسترول.

وأضافوا أن عمال النوبات يمكن أيضاً أن تتم توعيتهم بشأن الأعراض التي ينبغي عليهم التعرف عليها والتي قد تكون مؤشراً لوجود مشكلات بالقلب في وقت مبكر.

وقالت مدير قسم البحوث والمعلومات بمعهد السلامة المهنية والصحة جين وايت، إن هناك أموراً معقدة تحيط بموضوع العمل في نوبات.

وقالت وايت: «يمكن أن تؤدي إلى اضطراب الشهية والهضم، والاعتماد على المهدئات أو المنشطات، بالإضافة إلى المشاكل الاجتماعية والعائلية».

وأضافت «هذا بدوره يمكن أن يؤثر على الأداء في العمل ويزيد من احتمالية حدوث أخطاء وحوادث في العمل، وكذلك يكون لها تأثير سلبي على الصحة»، لافتة إلى أنه ينبغي أن تكون هناك إدارة جيدة لنظام نوبات العمل.

وأشارت إلى أن «هناك حلولا بسيطة وعملية يمكن أن تساعد الأفراد على التكيف مع نوبات العمل؛ مثل تجنب النوبات الليلية الدائمة، ووضع حد لساعات العمل اليومي لا تزيد على 12 ساعة كحد أقصى، وضمان أن يحصل العمال على نوم لمدة ليلتين كاملتين على الأقل بين النوبات المتغيرة بين النهار والليل».

وقالت إلين مايسون، وهي ممرضة قلب رفيعة المستوى بمؤسسة القلب البريطانية، إن وجود مخاطر متزايدة لدى أفراد نوبات العمل «أمر ضئيل نسبياًّ».

وأضافت «لكن الكثير من البريطانيين لا يعملون في نوبات العمل المعتادة من التاسعة إلى الخامسة، وبالتالي تعد هذه النتائج ذات أهمية كبيرة».

وأضافت مايسون: «سواء كنت تعمل في نوبات عمل ليلية، أو في المساء، أو في ساعات العمل المعتادة؛ فتناول الطعام الصحي، والقيام بالتدريبات، والإقلاع عن التدخين يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً لصالح صحة قلبك».


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/695779.html