العدد: 4051 | الأربعاء 09 أكتوبر 2013م الموافق 04 ذي الحجة 1434هـ

المتطرفون في ليبيا متعاطفون آيديولوجياً مع «القاعدة» لكنهم ليسوا تابعين لها

تتواجد مجموعات متعاطفة آيديولوجياً مع «القاعدة» في ليبيا مستفيدة من الفوضى الأمنية السائدة في البلاد لكن التنظيم الإسلامي يمتنع عن التحرك علناً على الآراضي الليبية كما يقول خبراء.

وقد اعتقلت القوات الخاصة الأميركية السبت الماضي في طرابلس أبو أنس الليبي الملاحق من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) خلال عملية في طرابلس.

والإسلاميون الذين تعرضوا للقمع والاضطهاد في ظل نظام معمر القذافي، فروا من البلاد في تسعينيات القرن الماضي للإقامة خاصة في أفغانستان أو العراق حيث يتبع بعضهم تنظيم «القاعدة».

وعاد العديد منهم مثل أبو أنس، إلى ليبيا خلال فترة الانتفاضة ضد نظام القذافي في 2011.

وانخراطهم إلى جانب الثوار الليبيين أتاح لهم الظهور وجمع ترسانة عسكرية كبرى وتشكيل مجموعات مسلحة كسبت نفوذاً لا سيما في شرق البلاد.

وأقام بعضهم في معسكرات تدريب وقاموا بتجنيد شبان ليبيين وأجانب وخصوصاً لإرسالهم من أجل القتال في سورية بحسب دبلوماسي معتمد في بنغازي (شرق) رفض الكشف عن اسمه.

وبحسب عدة خبراء ليبيين فإن هذه المجموعات الإسلامية أصبحت كبيرة إلى حد أنها رفضت أن تتبع «القاعدة» وفضلت التحرك وحيدة تحت قيادة أميرها.

وهكذا تم توجيه أصابع الاتهام إلى المجموعة السلفية الجهادية القوية «أنصار الشريعة» الناشطة جداً في شرق البلاد، في هجوم 11 سبتمبر/ أيلول 2012 على القنصلية الأميركية في بنغازي الذي قتل فيه السفير كريس ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين.

لكن حتى الآن، لم يمكن إقامة أي رابط بين هذه المجموعة التي تدعو إلى تطبيق الشريعة، و «القاعدة».

وتقول كلوديا غازيني المحللة لدى مجموعة الأزمات الدولية، والمتخصصة بشئون ليبيا «هناك عدة مجموعات تشاطر القاعدة آيديولوجيتها بحيث أنها تدعو إلى دولة تعتمد فيها الشريعة الإسلامية وتغذي عدائية ضد الغرب».

وتضيف «هناك أيضاً أدلة على أن أشخاصاً أقاموا في السابق اتصالات مع قادة «القاعدة» موجودون حالياً في ليبيا. لكن لا شيء من كل هذا يدل على أن هؤلاء الأفراد والمجموعات يتبعون حالياً هذا التنظيم بشكل مباشر».

ومنذ سقوط نظام القذافي في 2011 استهدفت اعتداءات المصالح الغربية وأجهزة الأمن في ليبيا مثل ذلك الذي نفذ في أبريل/ نيسان ضد السفارة الفرنسية في طرابلس.

ويقول مدير المركز الإفريقي للدراسات في طرابلس، فرج نجم «بالتأكيد هناك مناصرون لتنظيم القاعدة في ليبيا مثل في أي مكان آخر حتى في الولايات المتحدة، لكن ليس هناك جهاديين من القاعدة في ليبيا».

ويضيف «ليس هناك أي دليل ملموس على وجود القاعدة في ليبيا».

وفي ما يتعلق بوجود أبو أنس الليبي في البلاد يقول نجم إن هذا الأخير أوقف كل نشاط مرتبط بـ «القاعدة» منذ وصوله إلى البلاد في 2011.

أما عمر بوشعالة الخبير المقيم في بنغازي، معقل الإسلاميين في شرق ليبيا، فيرى أن «الأدلة على وجود القاعدة في ليبيا ليست ثابتة حتى الآن وسلسلة الاغتيالات والهجمات التي نفذت في شرق البلاد ونسبت إلى إسلاميين، لم تعلن القاعدة مسئوليتها عنها».

لكن بعض المراقبين لا يستبعدون احتمال وجود اتصالات بين هذه المجموعات وتنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي أو «الموقعون بالدم» الجماعة التابعة لمختار بلمختار.

وهكذا تناقلت وسائل إعلام أخباراً عن إمكانية استفادة الكوماندوس الإسلامي الذي نفذ عملية احتجاز الرهائن الدموية في مجمع الغاز أن أميناس في الجزائر، من «مساعدة لوجستية» من إسلاميين في ليبيا.

ويرى خبراء غربيون من جانب آخر أن العديد من الجهاديين الذين طردوا من مالي بعد الهجوم العسكري الفرنسي استفادوا من الفراغ الأمني في ليبيا لإقامة قاعدة خلفية لهم في هذا البلد.

ويقول نجم «هذا الأمر غير صحيح» موضحاً أن «الطوارق وعناصر أزواد قاتلوا إلى جانب القذافي ولا يمكنهم العودة إلى ليبيا» لأنهم يمكن أن يتعرضوا لملاحقة من قبل مقاتلين سابقين في صفوف الثوار.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/817881.html