العدد: 4081 | الجمعة 08 نوفمبر 2013م الموافق 04 محرم 1435هـ
البحرين: المد العمراني يدمر أقدم مقبرة في العالم
شهدت البحرين تطوراً سريعاً، إذ خلال نصف قرن، تحولت الجزيرة الخليجية من صحراء تضم 143 ألف شخص، إلى مدينة مكتظة تضم 1.2 مليون شخص.. أما التغيير الأكبر فقد كان طوبوغرافياً.
ولغاية العام 1960، ضمت البحرين أكبر مجموعة من تلال المقابر لعصور ما قبل التاريخ، وهي عجيبة أثرية خلفتها حضارة دلمون التي استمرت لـ4 آلاف عاماً.
وبحسب تقرير لشبكة سي ان ان الإخبارية العربية، في العقود التي تلت ذلك، فإن 90 في المائة من تلال المقابر وقعت ضحية السكن وضغوط البنية التحتية، وقد تم هدمها لإفساح المجال أمام بناء الجسور والمجمعات السكنية.
وقال خبير الآثار في متحف موسغارد الدانماركي، ستيفن لورسين، إن "المقابر تعتبر أرشيفاً هاماً".. وكان لورسين يتفحص مجموعة من المقابر يشار إلى أنها قد تعتبر "ملكية" في منطقة شمال عالي البحرينية.
وتصنف المقابر بـ"الملكية" بسبب مكانتها، إذ أن بعضها يبلغ طوله 40 قدماً.. أما الأشخاص المدفونين فيها، فمن بينهم قادة المجتمع المحلي، ورؤوساء السلالات التجارية.
وبصرف النظر عن العدد الهائل من التلال الأثرية، والتي تبلغ حوالي 76 ألف مقبرة، فإن أهميتها تكمن في تاريخها، وندرتها، وما تكشفه عن المجتمع القديم.
ووجد لورسين أن التلال الأقدم تعود إلى العام 2050 قبل الميلاد، عندما كان الدلمونيون يشكلون أكبر قليلا من مجموعة من القبائل، إلى العام 1750 قبل الميلاد، وهو الوقت الذي تحول فيه هؤلاء إلى قوة اقتصادية في المنطقة.
ومن جهته، أوضح عالم الآثار روبرت كيليك الذي قاد حفريات في منطقة سار في شمال غربي البلاد، في العام 1990 أن "هناك ضغوط هائلة لبناء المساكن الآخذة في الازدياد.. وهذه القضية ربما موجودة في دول أخرى، لكنها تفاقمت في البحرين بسبب كمية الأراضي القليلة المتاحة."
وأضاف كيليك أن "إدارة الآثار في البحرين تمكنت من تنفيذ أعمال إنقاذ قليلة، على مدى فترة زمنية قصيرة جداً"، موضحاً أن "مساحة الأرض هذه تحولت إلى أرض قافرة ومسطحة مع منازل بني نصفها عليها."
وأشارت المديرة العامة في مؤسسة "ثينك هيرتيج" بريتا رودولف، وهي منظمة تعمل مع وزارة الثقافة البحرينية للحفاظ على الآثار، إلى أن نسبة هائلة من الأراضي التي غطتها التلال، تجعل من الحفاظ عليها أمراً شائكاً، واحتمال غير مجدي في بعض الأحيان."
وأوضحت رودولف أن "توفر المساكن هو حاجة قوية حالياً، إذ يوجد عدد لا بأس به من الأسر الشابة التي تبحث عن الشقق السكنية. ويجب أن تكون الحاجة إلى التطور واستخدام الموارد الثقافية متوازنة بطريقة مفيدة."
ولفتت رودولف إلى أن "البحرين تشعر بمسؤولية كبيرة للحفاظ على التلال المتبقية، ونقلها إلى أجيال المستقبل"، معتبرة أنه إذا أعطت منظمة "اليونيسكو" الموافقة على مطلب حماية التلال المتبقية، فإن هذه المقابر ستمنح الحماية بحلول العام 2016.
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/826875.html