العدد: 4632 | الأربعاء 13 مايو 2015م الموافق 24 رجب 1436هـ

السفر عبر الجسر

الكاتب: عقيل ميرزا - aqeel.mirza@alwasatnews.com

«طلعت من الخبر بالضبط الساعة 5:35 مساءً وللتو وصلت البيت الساعة 9:45 بالضبط 4 ساعات وعشر دقائق منها 3 ساعات على الجسر في نصف الأسبوع لا إجازة ولا رواتب ولا أي سبب، لو رايح الكويت أو الرياض 500 كيلو متر وصلت بلا هالمشوار 60 كيلو بس، الحمد لله على كل حال، والله الدمعة في عيني».

هذه رسالة وصلتني من أحد القراء المسافرين على جسر الملك فهد، وهي تحكي واقعاً مريراً يعاني منه المسافرون، من وإلى الشقيقة السعودية.

لست في وارد تحديد الجانب الذي يتأخر فيه المسافرون، ولكن لا أظن بأن أحداً ممن يقرأ هذه السطور لا يشعر بالمشكلة أو لم يمر بها، فهي مشكلة وإن اختفت أحياناً إلا أنها دائماً ما تسارع في الظهور مرة أخرى.

صاحب الرسالة يتحدث عن يوم اعتيادي وليس استثنائي، أما الأيام الاستثنائية مثل عطلة نهاية الأسبوع أو أيام الإجازات والعطل الأخرى فتكفيك حالة منظر المسافرين الذين يفقدون جل أعصابهم وهم متسمرون في مقاعد السيارة لا يحيصون ولا يبيصون لساعات طويلة.

وأما المسافرون بالحافلات فالمشهد المتكرر لا يحتاج إلى الكثير من الوصف فالنساء والرجال والأطفال أشبه باللاجئين على قارعة الطريق، فتضيع نصف إجازاتهم في طوابير الانتظار والنصف الآخر في النوم للراحة من تعب ونصب هذا الانتظارعندما يصلون إلى وجهتهم.

بالتأكيد يمكننا أن نقول كل شيء بخير، والطريق سالك من دون أدنى تعب، ولكننا لن نكون بذلك مرآة لواقع نعاني منه جميعاً.

لا يمكننا نكران الخطوات التي اتخذت في سبيل تخفيف هذا الضغط المتزايد على العبور عبر جسر الملك فهد طوال السنوات الماضية من إلغاء الاستمارات الكتابية في الجانبين البحريني والسعودي، إلى مضاعفة أعداد الكبائن، ولكن الواقع يقول أن المشكلة لاتزال تؤرق الكثيرين، من المسافرين هذا فضلاً عن أصحاب الشاحنات الذين ينتظرون لأيام.

أوقات الناس لها ثمن باهظ يجب أن يوضع في الاعتبار، فكثير ممن يعبرون الجسر أصحاب مصالح يجب أن تراعى، وكثير منهم طاقات نوعية تتنقل بين البلدين الشقيقين بشكل يومي، وكل من يعبر الجسر يجب أن يقدر وقته، ولا يجوز أن تهدر ساعات طويلة من أوقات الناس في مشوار لا يستغرق أكثر من نصف ساعة.

الشكر الجزيل لكل العاملين على الجسر من الجانبين، ولكن على المسئولين أن يضعوا حلولاً واقعية للقضاء على المشكلة، فهذا الجسر يربط بين بلدين التنقل بينهما بالبطاقة الشخصية، التي أقرها مجلس التعاون من أجل تسهيل حركة المسافرين بين دول المجلس، فما هو معنى أن أحمل بطاقة اتنقل بها ولكنني أنتظر لساعات في طوابير طويلة في الحدود بين الدول الشقيقة؟!


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/990752.html