العدد 1236 - الإثنين 23 يناير 2006م الموافق 23 ذي الحجة 1426هـ

القمة الإفريقية والتحديات

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

بدأت في العاصمة السودانية الخرطوم أمس أعمال مؤتمر قمة الاتحاد الإفريقي السادسة بمشاركة نحو 50 من قادة ورؤساء الدول الإفريقية تحت شعار «التعليم والثقافة في إفريقيا» وذلك لتفعيل دور المنظومة الدولية في الارتقاء بالتعليم. تعتبر القمة فرصة مهمة لمراجعة الخطوات والإجراءات التي اتخذت لتفعيل العمل الإفريقي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبلورة موقف إفريقي مشترك إزاء المشكلات الإفريقية التي أصبحت اليوم أكثر من الهم على القلب. فالصراع في دارفور، والخلاف التشادي السوداني، وازدياد التوتر بين إثيوبيا واريتريا، والاضطرابات في ساحل العاج، وقضية تسليم الرئيس التشادي السابق حسين حبري الى بلجيكا، ومن سيمثل إفريقيا في مجلس الأمن وانتشار مرض الإيدز في سكان القارة السمراء وقضايا أخرى كلها بحاجة الى حلول عاجلة. ومع ذلك جاء القادة الأفارقة الى الخرطوم وحكوماتهم منقسمة بشأن محاولة السودان الحصول على رئاسة الاتحاد الإفريقي وفقا لتقليد سائد بأن تصبح الدولة المضيفة الرئيس التالي. لكن الرافضون لهذه الخطوة يقولون إن ترأس السودان للمنظمة يمكن أن يعرقل محادثات السلام الجارية في أبوجا بشأن دارفور ويضر بجهود إفريقيا لتحسين صورتها في الخارج. وعلى رغم الانتقادات الغربية الموجهة له بشأن انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة، يقول السودان إنه يتمتع بتأييد دول شرق وشمال إفريقيا لنيل رئاسة الاتحاد الإفريقي. بيد أن دول جنوب ووسط وغرب إفريقيا تعمل من وراء ستار (وتحت ضغوط السفارات الأميركية) لتشجيع الخرطوم على التراجع عن مسعاها. فقد صرح وزير في دولة بوسط القارة أن منطقته تضغط من أجل مرشح أقل إثارة للانقسام من السودان ربما يكون الرئيس الكونغولي دينيس ساسو نغيسو.وفعلاً نجحت هذه الضغوط في تخفيف السودان للهجته المطالبة بالرئاسة. وعلى أية حال اعتقد أن القمة التي ستستمر يومين فقط ليست بحاجة الى ضياع وقت في مشكلات إضافية وهامشية لا تمت الى شعارها بصلة مثل من سيترأس الاتحاد بقدر ما هي بحاجة الى مناقشة قضايا أساسية كإيجاد الدعم لموازنة الاتحاد المتضعضعة والتي بسببها سيسحب الاتحاد الإفريقي قواته لحفظ السلام من دارفور في مارس/ آذار المقبل لشح التمويل. وعلى القمة ان تركز على مشروعات التطوير وفي مقدمتها محو الأمية في القارة والنهوض الفعلي بالتعليم والارتقاء بمستوى الثقافة باعتبار أن التعليم حجر الزاوية ومفتاح التقدم والطريق الوحيد الى التنمية المستدامة.

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 1236 - الإثنين 23 يناير 2006م الموافق 23 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً