العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ

عن فرجان المنامة...

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

هناك اصرار كبير لشريحة ليست قليلة من البحرينيين بضرورة الابقاء على اسماء فرجان و(أزقة) المنامة القديمة كونها تمثل جزءا من التاريخ والهوية لان لكل اسم قصة والقصة ترجع إلى حوادث وقعت، أو مهن، إلى غيرها من الأشياء التي سميت بها هذه الفرجان.

فهناك فريج الفاضل والمخارقة والحمَّام ورأس الرمان وعين الحدادة والحطب والعوضية والذواودة وفريج الشيوخ والكثير الكثير الذي لا يسعنا ان نذكرها جميعا.

هذه الاحياء الشعبية كانت كما قرأت وسمعت ولا ادري ان كان البعض أو حتى الجهات المعنية بالدولة وثقت تاريخ اسماء هذه الفرجان فقد كانت غنية بمياه العيون العذبة وباشجار الرمان الكثيفة كما ورد في مجلدات الرحالة البريطاني المعروف «لوريمر» في القرن التاسع عشر الميلادي ومن هنا يأتي اسم فريج راس الرمان.

بينما جاء اسم فريج المخارقة نظراً لتمركز الحرفيين البحرينيين لمهنة خرق اللؤلؤ التي كانت تعد مهنة دقيقة وصعبة للغاية، والتي هجرها البحرينيون ليحل مكانهم الآسيويون الهنود.

في حين، جاء اسم فريج الحمّام القريب من مدرسة فاطمة الزهراء لتتوسطها دالية كبيرة قرب بيت عائلة عبدعلي بن رجب التي كانت غنية بالنخيل والعيون الطبيعية وينابيعها الممتدة حتى منطقة السقية.

ايضا، كانت هناك عين الخضرة التي اصبح مكانها «مدرسة الزهراء» وأخرى عين الخواجة الكبيرة جداً التي كانت أمام جامع الخواجة، إذ كانت مقسمة إلى قسمين الأول للنساء والآخر للرجال، إذ استخدمت لاغراض الاستحمام والغسل وأيضاً لملء قوارير الشرب بالماء.

اما فريج العوضية فقد كان مشهوراً بفنه المعماري المستوحى من الشرق والإسلام، إذ تميزت مبانيه بابراج منافذ الهواء(البادجير)، أيضاً هذا الفريج كان غالبا يقطنه كبار تجار البحرين أمثال يوسف علي رضى والشيخ مصطفى وغيرهم من العوائل البستكية، والعوضية التي مازالت بيوتهم موجودة حتى اليوم مثل منزل رضى الذي تحول إلى مطعم راق ونادٍ صحي خاص للنساء في طابع بحريني جميل.

اما منزل «فاروق» الذي كان بمثابة قصر يملكه الثري فاروق عرشي فقد أصبح مكانه مركز ابن سيناء الصحي وقد لا يكون المبنى الوحيد الذي اختفى عن أعيننا، لكن علينا ان نتعلم ان خصوصية المنامة التي تمثل ثقافات مختلفة انعكست على طبيعة مهنة أهلها وأسماء أزقتهم وعاداتهم إلى تصاميم ابنيتهم لدرجة انها جمعت في فريج واحد مقبرة للشيعة وكنيسة للمسيحيين الإنجيليين وجامع الفاروق للسنة، بينما الطرف الآخر من الفريج تضمن مقبرتين واحدة لليهود وأخرى للمسيحيين... فهل نلتفت إلى قيمة تاريخنا المتسامح وتبقي الدولة على اسماء فرجان المنامة؟

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً