العدد 1543 - الأحد 26 نوفمبر 2006م الموافق 05 ذي القعدة 1427هـ

كأنه تفاؤل الواهمين!

خليل الأسود khalil.Alaswad [at] alwasatnews.com

بدأ الفلسطينيون منذ مدة طويلة حواراً معمقاً للتوصل إلى قيام حكومة وحدة وطنية من جميع الفصائل الأساسية باستثناء حركة الجهاد الإسلامية التي ترفض الدخول في أية حكومة مادامت تحت نير الاحتلال.

تابعنا مراحل هذه الرحلة الطويلة منذ بدايتها ونلاحظ ما يعتريها من مشكلات مختلفة لأسباب مختلفة يفرضها الاحتلال الإسرائيلي والهيمنة الأميركية والمصالح الفلسطينية الداخلية.

ومن خلال المتابعة تجد نفسك تائهاً؛ لأن تصريحات الفلسطينيين تحيرك تماماً وتبعث بداخلك الكثير من التشاؤم. فكثيراً ما تسمع التصريحات الصحافية اليومية المتكررة بأن حكومة الوحدة الوطنية «سترى النور قريباً»، ولم تبقَ سوى بعضِ الأمور التفصيلية التي يسعى الفرقاء إلى التوافق عليها، وفي اليوم ذاته أو في اليوم اللاحق يصرح مسئول آخر ويؤكد أن الأمر الوحيد الذي تم التوافق عليه هو اسم رئيس الوزراء. حتى هذا الأمر لم يعلن رسمياً حتى اليوم. ويؤكد آخرون أن هناك الكثير من الخلافات بخصوص توزيع المناصب في الحكومة ومنظمة التحرير الفلسطينية والسفراء وغيرها من الأمور.

وفي خضم هذا كله، يموت الفلسطينيون كل يوم وبأعداد ما عاد حتى الناس أنفسهم يحتملونها لدرجة أن بعضهم طلب من المقاومين مواصلة مقاومتهم ولكن بعيداً عن مناطق سكنهم لكيلا تعود قوات المحتل الإسرائيلي وتقتل بلا رحمة وتهدم البيوت على رؤوس أهلها.

كلا الفريقين (فتح وحماس) لديه وجهة نظر مقتنع بها ويناقش الآخر وكأنه ليس هناك أي مجال للتفاوض والاتفاق، وفي الوقت نفسه تفاجئك التصريحات وكأنها تصريحات متفائلين «واهمين» بأن الأمل موجود وقريب، ما يدفعك إلى السؤال: متى تظهر هذه الحكومة إلى النور؟ وحين تظهر ماذا سيكون مصيرها من ناحية القبول بها والاستمرار؟

الناس سئمت «التفاؤل الوهمي» والتكتيكات السياسية مقابل تعذيب الناس وتجويعهم، فأظهروا للعالم تكاتفكم وقدرتكم أنتم على الاتفاق في مواجهة الأعداء?

إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"

العدد 1543 - الأحد 26 نوفمبر 2006م الموافق 05 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً