مره أخرى بل هي مرات حتى أصبحت هذه الملاحظة كالاسطوانة نكررها سنويا على "وزارة الاشغال" من مآسٍ نعيشها فعلا في شوارعنا الجديدة منها والقديمة المُخطط لها وغير المُخطط لها داخل الازقة وخارجها في شوارعها العامة والداخلية، ملاحظة بحّت أصواتنا وجفت أقلامنا وطلعت بلاعيمنا ونحن نصرخ من فرط مأساتها، ولم نر إلا أذناً من طين وأخرى من عجين!

فهل يعقل يا عالم أن يسقط علينا مطر لمدة نصف ساعة لنعاني من توابعه أياما وأياما، على مستوى الحوادث من جهة وعلى مستوى تجمع مياه الامطار من جهة أخرى. تتجمع لنا مياه الامطار وكأن المعنيين يقولون لنا: لربما تحتاجون إلى هذه المياه مع انقطاع الماء كالعادة عليكم، نرى "النقع" تتسابق في أحجامها وألوانها وسعة لزوجتها وتفننها في تخريب وتوسيخ سياراتنا على جميع المستويات، نرى النقع أشكالا وألوانا واحدة بشكل طولي وأخرى بشكل دائري وثالثة بشكل مُعين وأشكال كثيرة لا حصر لها ولا عد... نوعية بحفر وأخرى بمطبات، ولا كأن هناك أنظمة مُحترمة لتصريف مياه الامطار أو الاستفادة منها للزراعة، وكأن قدرنا أن نتساوى مع الدول المتخلفة جداً جداً في التعامل مع نعمة مياه الامطار في الوقت الذي يصرخ مسئولونا من شحة المياه الجوفية ووجوب الاقتصاد والحفاظ على ما تبقى.

فأحدهم يقول لي: تتعامل مع مشكلة تجمع مياه الامطار في الشوارع وكأنها المشكلة الوحيدة، ليذكرني بالزحمة وكيف ان سيارته تزحف زحفا في شوارعنا وكبارينا الجديدة عند السيف وجسر سترة ودوار السلمانية وغيرها من فرط الزحمة.

فإن لم تكن هناك خطة واضحة للاستفادة من مياه الامطار فأنا أقترح أن يُساهم المواطنون في سد هذا الفراغ، وذلك بأن يضعوا صفاري المطبخ فوق سطوح منازلهم عندما يسقط المطر ليتم تجميع ما تجمّع من مياه لتصب في التانكي الرئيسي للمجمع الذي يسكنه وبذلك أعتقد أننا ساهمنا أو نحن أشركنا المجتمع في الاستفادة من مياه الامطار بدلاً من خسارتها وتجمعها لنا في الشوارع!

وإن لم تكن الحكومة حريصة على هذه الثروة المهدورة... فأعتقد أننا كمواطنين سنثبت حرصنا عليها بطريقتنا الابداعية هذه! وإلا ويش رايكم؟