العدد 1588 - الأربعاء 10 يناير 2007م الموافق 20 ذي الحجة 1427هـ

إعدام الطاغية صدام

لم أفكر يوما أن أكتب شيئا ليتم نشره في الصحافة، ولكنني ضقت ذرعا (وكما يقال طفح الكيل) وأنا أقرأ تلك الكلمات التي تشجب وتندد بإعدام الطاغية الدكتاتور صدام حسين، بل وتنعته بالشهيد والمجاهد! إن الشهداء الحقيقيون في العالم أجمع يتعرون من لقب الشهادة إذا كان يحمله شخص كصدام! آمل أن يصل صوتي هذا، والذي أعبر عنه بأسلوبي البسيط والمتواضع، إلى سمع كل من يستنكر عملية إعدام صدّام حسين... هل نسي هؤلاء - أم أنهم يتناسون - تلك الجرائم البشعة التي ارتكبها المجرم صدام بحق شعبه والشعوب الأخرى؟! هل يقلدون اليوم الجاني صفة المجني عليه؟! حقا أعجب لهؤلاء ولموقفهم! لن أتحدث هنا عما فعله في دولة الكويت الشقيقة التي مازالت تذكر أيام الغزو الغاشم بكل مآسيه وتنتظر أسراها المفقودين، وقبلها إيران (ومن يدري ربما كنا نستيقظ في صبيحة يوم جميل في تلك المرحلة السوداء لنرى جنود صدام في بيوتنا!). سأذكركم يا من تناسيتم ما فعل صدامكم البطل في العراق... أما كنتم تشاهدون وتسمعون صيحات الأمهات العراقيات الثكلى، والأطفال اليتامى، والنساء المفجعات الأرامل، بل وحتى صرخات الرجال والشيوخ المعذبين؟! أما رقّت قلوبكم لضحايا حلبجة... ناهيكم عن تلك القبور الجماعية هنا وهناك؟! أما أصابتكم القشعريرة عند رؤية مشاهد التعذيب الوحشية واللاآدمية بجميع ألوانها والتي كانت تجرى في العراق ضد من كان جرمه الأوحد أنه مشتبه به بمخالفة نظام البعث البائد، أو بالخيانة له كما كان يدعي ذلك المجرم وأتباعه؟! كل ذلك مع عدم السماح لذوي الضحايا بالتعبير عن حزنهم أو إقامة مجالس العزاء - كتلك التي تقام الآن لصدام! أين كانت أحاسيسكم المرهفة آنذاك؟! ألم تجرح مشاعركم حينها؟! أم كنتم تغضون السمع والأبصار والأفئدة عن تلك الحقائق؟! أي عيد ذلك الذي كان يحتفل به العراقيون طيلة العقود السوداء الماضية؟! أتستنكرون اليوم أن يتم القصاص من الجاني؟! إن ما لقيه الطاغية صدام من عقاب لهو قليل ويسير في مقابل ما ارتكبه من جرائم بحق الإنسانية يا من تتشدقون بحقوق الإنسان! إن صدام مجرم بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ مزرية، وحكم الإعدام كان رحمة لمن كان لا يرحم... «... ولعذاب الآخرة أشد وأبقى»!

لست بصدد الحديث عما يجري في العراق اليوم، فتلك مؤامرة أميركية صهيونية بحتة، وليست صفوية مدعومة من إيران - كما يزعم البعض - ممن يدركون هذه الحقيقة جيدا ولكنهم يضحكون على أنفسهم ويستغلون سذاجة الآخرين لإقناعهم بذلك. ولم يكتفوا بترويج تلك الأفكار الباطلة لتنحصر في العراق فحسب، بل ويسعون جاهدين لنشر تلك السموم داخل البلاد لخلق الطائفية وما يتبعها من فتن. لست بارعة في التحليل السياسي يا سادة ولكن عقلي لا يقبل بتحليل غير ذلك!

نعيمة طاهر

العدد 1588 - الأربعاء 10 يناير 2007م الموافق 20 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً