يتوجه خلال هذه الأيام مئات وربما آلاف الطلبة من البحرينيين والبحرينيات إلى العواصم العربية لإجراء امتحانات نهاية الفصل الدراسي، إذ تزايد في الفترة الأخيرة توجه البحرينيين نحو الانتساب إلى الجامعات في الخارج الأمر الذي يوفر لهم مرونة أكبر في الاستفادة من الوقت الذي يستغرقونه للدراسة في البحرين وبالتالي يمكنهم من العمل لتوفير لقمة العيش بما يمكنهم من تطوير مستواهم العلمي.

والسؤال الذي يجب ذكره هنا، أن نظام التعليم في بعض الدول العربية مثل لبنان ومصر والأردن مثلا هو أكثر مرونة من أنظمة التعليم في البحرين، فقبل سنوات خفضت جامعة البحرين ساعات الدراسة في بعض الخطط الأكاديمية واعتمدت نظما للتعليم الإلكتروني عن بعد، لكن هل وصلنا إلى مرحلة أن يكون التعليم لدينا بالانتساب في المجالات الممكن أن يتم فيها ذلك مثل تخصصات الأدب والفنون وغيرها.

الجامعات في البحرين لن تستطيع الموازنة بين أمرين هما الزيادة المستمرة في أعداد الطلاب ومواءمة ذلك مع جودة التعليم، هذه المعادلة صعبة جدا ولا أحد يستطيع الجزم بأن نظام التعليم العالي في البحرين سيستطيع ذلك على رغم تزايد الجامعات الخاصة.

الحل المجدي الآن لمواكبة التطلعات نحو إصلاح التعليم وهو أحد الأضلاع الثلاثة لعمليات الإصلاح التي تقودها المملكة إضافة إلى إصلاح سوق العمل والإصلاح الاقتصادي، هو بإعطاء الجامعات الخاصة هامشا أكبر من الحرية على أن تكون هناك رقابة مشددة ولكن ليست متشددة وربما في هذا السبيل يحبذ أن تكون هناك هيئة عليا للتعليم العالي تكون مستقلة وعلى رغم أنه تم الحديث عن ذلك إلا أنه لا شيء حتى الآن على السطح. ومن المهم أيضا في سبيل توفير التعليم العالي لجميع المواطنين، زيادة مساحة الاعتراف بشهادات الجامعات في الخارج فليس من المقبول أن يقبل مصرف كبير شهادة يأتي بها أحد المتخرجين ليتم توظيفه فيما ترفض هذه الشهادة من وزارة التربية والتعليم، الأمر يحتاج إلى توضيح!

لماذا لا توجد في البحرين جامعات عربية وعالمية معروفة تفتح المجال للانتساب من أجل التعليم بأسعار معقولة لتتمكن شريحة واسعة من ذوي الدخل المحدود من الدراسة والعمل؟!