العدد 176 - الجمعة 28 فبراير 2003م الموافق 26 ذي الحجة 1423هـ

جمعية من لا برج لهم (أكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين)

حظك يا مرزوق comments [at] alwasatnews.com

جمعية من لا برج لهم
أكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين

تسلمت هيئة التحرير بصحيفة «الوسط» رسالة من أحد المواطنين لاعتقادهم بأن الرسالة تناسب جمعية من لا برج لهم. الرسالة تتحدث عن قصة حقيقية لأحد الأشخاص (باعث الرسالة) الذي يقول إن حظه تغير 180 درجة بحكم وظيفته البسيطة في ظاهرها والخطيرة في باطنها لأنها تفتح له أبوابا وأبوابا لم يكن يتوقعها...

الشخص الذي أرسل الرسالة لم يعد يقوم بما كان يعمله من أمور فاسدة ولم يعد في تلك الوظيفة.

يقول صاحب الرسالة إنه كان يعمل موظفا في المطار ومن ضمن مسئولياته ادخال الحقائب بعد وزنها ومقارنتها بما هو مسموح به للشخص المسافر.

وبحكم وظيفته اطلع على اسرار كثيرة عن شخصيات «مهمة» لديها «رقيق أبيض» يسافرن بحمولات كبيرة فوق الوزن المسموح به، وان الشخص كان يسهل لهن ذلك لأن الشخصية المهمة تعوضه بسخاء. هذا الانموذج هو واحد من عشرات القضايا التي مرت عليه وتمكن من خلالها العيش في بحبوحة تفوق مستوى دخله. تتحدث الرسالة عن وسائل كثيرة وأسماء كثيرة وممارسات لا يصدقها المراقب البسيط الذي لا يتصور مقدار ما يمكن أن تصل إليه الأمور الفاسدة التي تنفذ في كل شيء وتحوله إلى مصدر للفساد الإداري والمالي...

كاتب الرسالة يقول إنه تاب إلى الله وابتعد عن الممارسات الفاسدة التي دفعها إليه أناس «مهمين» لهم مناصبهم ولهم امكاناتهم الضخمة لمكافأة أي شخص «يتساهل» معهم أو «يسهل» عليهم أمرا ما.

كاتب الرسالة ينصح غيره بالخروج من هذه الممارسات الفاسدة لأنها تحول الانسان الشريف إلى حيوان فاقد لقيمة الانسانية ومستعد لعمل أي شيء من أجل واحدة من المزايا التي يوفرها له «شخصيات مهمة».

قرأ مرزوق الرسالة وشعر بأن العالم المخفي في بلادنا عالم غريب وعجيب لا يهتم بكل ما يدور على السطح ولا يخاف من قوانين صادرة من أية جهة كانت ولا يخاف من مجلس نيابي أو من صحافة...

العالم المخفي يتحرك مثل «شبح الأوبرا»، ولكن بالمقلوب «فشبح الأوبرا» يتحدث عن شبح يعيش في أرضية مسرح (دار الأوبرا) ويقع في غرام فتاة ويبدأ حوارا معها. لا يمكن للفتاة أن ترتبط برجل يعيش مختفيا ولكنه موجود اساسا وواقعه غير مرئي ولكنه ملموس وحقيقي.

«شبح الأوبرا» البحريني ليس غراما وليس حبا وليس شيئا سوى فساد مستشر في أعمال جوانب كثيرة من المجتمع... انه «شبح الجشع والفساد»... فسرعان ما يتحول الهدف إلى أسير للشبح. الهدف هو شاب صغير يبحث عن رزق شريف، وإذا به يقع أسيرا لشبح الجشع والفساد الذي يدغدغ عواطفه ويجرجره إلى كل عمل فيه فساد ورشوة وتمرير خارج القانون.

ربما أن «شبح الأوبرا» يوجد في البحرين، ولكنه تم افساده وتحويله إلى شبح غير أخلاقي وغير رومانسي، اللهم إلا إذا كانت الرومانسية تغير مفهومها واندمجت مع الرقيق الأبيض الذي يمر في المطار وفي كل مكان من دون حساب ومن دون عتاب لأن، الشبح (شبح الجشع والفساد) يحميه كما يحمي «شبح الأوبرا» حبيبته...

لعلنا في عصر الانفتاح نضيع أوقاتنا ونطارد الأشخاص الظاهريين وننسى الأشباح الذين يتحركون خلف الظاهر المرئي ويعيشون فوق القانون وفوق كل ما هو شريف

إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"

العدد 176 - الجمعة 28 فبراير 2003م الموافق 26 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً