العدد 185 - الأحد 09 مارس 2003م الموافق 05 محرم 1424هـ

طلبة الثانوية... بين ناري اختيار التخصص والتحويل!

في غياب التوجيه والإرشاد للتخصصات الجامعية

يعاني أكثر الطلبة المتخرجين من الثانوية العامة والراغبين في استكمال الدراسة الجامعية في البحرين من مشكلة اختيار التخصص الجامعي والمساق الأكاديمي الذي يتوافق مع ميولهم وقدراتهم، واختيار الجامعة التي تنفتح على المستقبل وتحقق حلم الطفولة، وتضمن الوظيفة المناسبة في سوق العمل. ويضطر عدد غير قليل منهم الى اختيار أي تخصص كان، وحال لسانهم يقول: «ندرس أي شيء في الجامعة، خير من أن ندرس كل شيء خارجها...»، وهو ما يسبب لهم مشكلات لاحقا في التحصيل الدراسي والانضباط والمداومة على متابعة المحاضرات والمادة العلمية، وبالتالي الحصول على مخرجات طلابية ضعيفة في مستوى تخصصها، وتؤثر على سير نظم العمل التي ينضمون اليها بعد التخرج.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، بلغ عدد الطلبة المنتسبين إلى تخصص الإعلام والعلاقات العامة في جامعة البحرين حوالي 800 طالب وطالبة (بحسب الاحصاءات غير الرسمية) على رغم أن هذا التخصص لم يكن يجذب الكثيرين قبل ذلك ولم يكن يتعدى عدد الطلبة بضع مئات، فما السبب الذي جعل هذا التخصص «قطعة اللحم» التي يحبذ جميع الطلبة مضغها حتى صار القسم لا يقبل أية طلبات تحويل جديدة؟ وقامت «الوسط» بالتحدث مع بعض الطلبة عن هذه المشكلة، وتساءلت: كيف يختار الطلبة تخصصاتهم الجامعية ؟ وأي الاسس يتبعون في ذلك؟ وما الذي يجبرهم على الإقدام على عملية تغيير التخصص التي يخسر فيها الطالب ساعات أكاديمية كان قد أنهاها؟

لا توجد صعوبة

يذكر الطالب (س.ع) تخصص خدمة اجتماعية، سنة ثالثة، أنه لم يجد أية صعوبة تذكر في اختيار تخصصه، لعدة أسباب أهمها أنه كان قد حدد اختياره قبل التخرج أثناء الدراسة الثانوية، واستفاد أثناء ذلك الوقت من الخبرات والتجارب السابقة من الطلبة الذين يكبرونه سنا، وقد كان الفضل كله لـ «المشورة والسؤال». يقول الطالب (س.ع): «دفعتني قوة ميولي وحبي للعمل الاجتماعي وخدمة الناس الى اختيار تخصص الخدمة الاجتماعية الذي يقل فيه الطلبة الذكور، ما يزيد من فرصة الحصول على وظيفة في سوق العمل أكثر منها احتمالا لدى البنات».

إجبار على الاختيار

الطالبة فرح عبدالله، تخصص اعلام وعلاقات عامة في جامعة البحرين، سنة ثانية، كانت قد حولت أخيرا من تخصص الجغرافيا التطبيقية إلى تخصص الاعلام. تقول فرح: «لم يكن تخصص الجغرافيا رغبتي أبدا، وقد أجبرت على دراستها لمعارضة أهلي بادئ الأمر دخولي تخصص الاعلام والعلاقات العامة، ظنا منهم أن الاعلام يشمل الاذاعة والتلفزيون فقط. ولكنهم سرعان ما تحولوا عن هذا بعد أن استيقنوا أن تخصص الاعلام يشمل العلاقات العامة والصحافة والسياحة ومجالات كثيرة أخرى. وللاسف حصل هذا بعد قطعي شوطا في مواد الجغرافيا التطبيقية». وتذكر أنها تقدمت بطلب تحويل ولكنه رفض، ثم قدمت طلبا آخر وتوفقت في ذلك. وتضيف: «اشعر الآن بالمتعة في دراستي للاعلام؛ لأنه التخصص الذي يناسبني، ولكوني اجتماعية وجدت ضالتي في مجال العلاقات العامة».

ظروف قاهرة...

وتبين الطالبة فاطمة محسن، سنة ثانية، متحولة من تخصص اللغة الفرنسية الى القانون، أن «ظروفا قاهرة» هي التي وضعتها في تخصص لا تحبه، فهي لا تميل إلى دراسة اللغة الفرنسية، ولكنها اضطرت إلى دراستها بعد قبولها في هذا التخصص. تقول: «لقد أدرجت تخصص اللغة الفرنسي في الترتيب الرابع في سلم الأولويات، ولكني صدمت بقبولي في التخصص نفسه».

وتسرد فاطمة قصتها ومحاولتها تعديل ما حدث، فوقعت مشكلات كثيرة لعدم تلاؤمها مع التخصص الذي لم تختره اضطرتها إلى مواجهة الواقع وتقديم أكثر من طلب للتحويل إلى دراسة القانون، وبعد أن اصطدمت بما أسمته «بيروقراطية بعض الاقسام الجامعية» تم قبولها في التخصص الذي أرادته. وتقول «تخصصي جميل، ولي مستقبل فيه، وهو يملأ طموحاتي، ولن أفكر في التحويل عنه مهما جرى».

تحويل متأخر

يتحدث الطالب علي عبدالله حسن، سنة رابعة، متحول من تخصص الهندسة إلى الخدمة الاجتماعية عن اندفاعه إلى دراسة الهندسة إذ تخرج من المرحلة الثانوية العامة من القسم العلمي، وقد فرض عليه ذلك أن يختار التخصص الذي يتناسب مع ما درسه، ولكن سرعان ما اتضح له عدم ملاءمة ما ذهب اليه. ويقول: «مستقبلي ليس في دراسة الهندسة، فالقسم يعاني من مشكلات كثيرة في الخطة الدراسية والمواد، والمدرسين أيضا... وقد بحثت عن تخصص آخر أميل اليه، فكان الخدمة الاجتماعية. لقد تأخرت كثيرا حتى وصلت إلى قناعة التحويل، وضاعت عليَّ ساعات كثيرة أنهيتها، ولكني أحاول التغلب على هذه المشكلة عبر معادلة الساعات الاكاديمية». وأكد أنه لن يتراجع في أي حال من الأحوال وأنه «يسابق» الريح من أجل التخرج.

إعداد الطالب

وعن اعداد الطالب للمرحلة الجامعية يبين المشرف الاجتماعي بمدرسة النعيم الثانوية ابراهيم عيسى أنه يتم التعامل مع طلبة الثانوية على ثلاثة مستويات: المستوى المهني، والزيارات الخارجية، والتوجيه والارشاد. ويقول: «نعلم الطالب مهارات اتخاذ القرار لكي يختار بنفسه، ثم نجري اختبارات للميول بمساعدة نادي الروتاري، ونعطيه معلومات كاملة عن الجامعات والمعاهد ونترك له حرية اختيار التخصص المناسب بعد ذلك. ونعرض الطلبة أيضا لاختبارات أخرى مثل التعامل مع الآلة، والعلاقات العامة، وبها يثبت الطلبة مقدرتهم على اختيار التخصص الذي يناسب قدراتهم الحركية أيضا».

ويضيف عيسى أن معظم هذه الاجراءات اجتهادات شخصية منه، وقد أثبتت نجاحها، ويطالب الجامعات والمعاهد بضرورة زيارة المدارس الثانوية، وتعزيز الارتباط فيما بينها، ليتم توجيه الطالب على وجه أكاديمي صحيح.

الاهتمام بطلبة الثانوية والجامعات من ناحية اختيار تخصصاتهم هو توجه مطلوب في وسطنا التعليمي، ويترتب على اهماله أن يذوق الطلبة مرارة التحويل، وضياع الجهد والوقت الذي بالامكان استثماره في وجود الارشاد والتوجيه المبكر من حياة الطالب المتخرج من الثانوية العامة.


حلول مقترحة

تكثيف التثقيف والارشاد للطلبة، عبر خلق برامج محددة، تجريها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع المدارس بطريقة منتظمة.

الاهتمام بصقل المهارات والقدرات لدى الطلبة، وتوجيهها للتخصصات المناسبة التي تحتويها، لكي تستفيد منها كل الاستفادة.

خلق تعاون بين الجامعات والمعاهد الطلابية والمدارس الثانوية خصوصا عبر الزيارات المتبادلة واقامة المحاضرات ومعارض المهن بصورة مستمرة.

اجراء احصاءات لحاجة سوق العمل، وتوجيه الطلبة للتخصصات المناسبة بناء على هذه الاحصاءات.

تطوير المناهج اللغوية لئلا تكون اللغة سببا في هروب الطلبة من تخصص ما.


مشكلة اختيار التخصص المناسب

غياب الارشاد الاكاديمي في كثير من المدارس الثانوية في مملكة البحرين، وهذا ما يوقع الطالب في حيرة اختيار التخصص الجامعي المناسب.

رغبة الأهالي التي تتعارض مع رغبة الابناء، اذ يسارع كثير من الآباء والامهات الى اجبار الابناء على اختيار تخصص لا يناسب ميولهم ولا قدراتهم، ما يؤثر على تحصيلهم العلمي.

ضعف اللغة عند بعض الطلبة يجعلهم يسارعون الى التسجيل في تخصص يخلو من اللغة الانجليزية، أو هروب بعض الطلبة الذين لا يتقنون اللغة العربية عن التخصصات الادبية، الى التخصصات الاخرى.

عانى بعض الطلبة القدامى والذين هم على أبواب التخرج اليوم، من غلاء بعض التخصصات غير المدعومة في الجامعة، ما جعلهم يختارون تخصصا أقل حظا وأوفر مالا، الا أن هذا السبب صار منتفيا اليوم بعد تخفيض الرسوم الجامعية

العدد 185 - الأحد 09 مارس 2003م الموافق 05 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:24 ص

      انا الحين 2 ثنوي احس روحي غبية ليحين ماعرف شابي اصيير احس ان مافي وقت افكر .... ماحب هاي الشعور كلش كل ما اسمع عن شغل شكله فن اقول ابي اصير مثلا اول شي ضابط في الداخلية و بعدين قلت لا معلمة انجلينزي فله و عقب قلت انا و ايد اجتماعية و احب الاعلا و الكتابة فقلت ابي اصير اعلامية مشهورة و عقب اخر شي قلت بس بادرس علاقات عامة ! بس انا يصيدني جي ولا ؟ ادري بقالي سنة بس من وجهة نظري الي مايعرف و مايخطط مستقبله من الحين غبي ! و شكلي انا غبية ......باي

    • زائر 3 زائر 2 | 11:05 ص

      هههه انا نفسج ولله بس انا توجيهي ادبي احس روحي ضايعه انا مقررة على اعلام ان شالله بس مو عارفة شنو التخصص الي بدشة في الاعلام ???????? لله يوفقنا???? وجداا اتوتر اذا افكر في المقابلة وهالأمور ????

    • زائر 1 | 9:59 ص

      ماذا ادرس

      ماهي التخصصات التي فائضه من عدد الطلاب ؟

اقرأ ايضاً