العدد 1850 - السبت 29 سبتمبر 2007م الموافق 17 رمضان 1428هـ

لقاء الشيخ علي سلمان

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

في كثير من المجالس التي زرتها خلال اليومين الماضيين كان الحديث قائما على قدم وساق عن المقابلة التي نشرتها «الوسط» يوم الخميس الماضي مع أمين عام «الوفاق» الشيخ علي سلمان.

وكوني من أجريت ذلك اللقاء بالاشتراك مع الزميل مالك عبدالله، فقد كنت ألزم الصمت وأنا أستمع لوجهات النظر المختلفة، حتى أنني تذكرت بيت المتنبي الذي يصف الجدل والاختلاف على قصائده ومضمونها عندما قال:

أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم

وكان المتنبي متفاخرا بشعره عندما نسج هذا البيت، إلا أنني استحضرته لأقنع نفسي بمزيد من الصمت، وعدم الانجرار في دوامة تلك النقاشات الدائرة، ليتسنى لي الاحتفاظ بدور المراقب، خصوصا وأن جزءا لا بأس به مما طرح كان يدور حول الأسئلة التي اعتبرها البعض غير مهمة، أو حتى «سخيفة»، لأنها استغرقت في موضوعات شخصية لا حاجة لها، من قبيل: أين سيارتك المرسيدس؟ كيف تصرف راتبك؟ كم نائب وفاقي «قبض»؟ هل كشفتم الذمم المالية لنوابكم؟ وغيرها، وكانت آراء البعض أن هناك أسئلة أكثر أهمية يمكن أن توجه إلى رئيس أكبر كتلة في البرلمان، وهي آراء محترمة أقدرها بل أتفهمها أيضا.

وبينما كانت أذني تجمع تلك الآراء المزدحمة كنت أدون في ذاكرتي بعض الملاحظات، على بعض الآراء المطروحة، والتي يكفيني أن أحترمها لسبب واحد، وهو أن أصحابها قرأوا اللقاء ولا خير في صحافة لا تحترم قراءها وإن كانت لهم وجهات نظر تختلف مع وجهة نظرها اختلاف الليل والنهار.

من بين تلك الملاحظات التي سجلتها على ردود الفعل على المقابلة أن البعض كان منزعجا جدا من بعض إجابات الشيخ علي سلمان، والبعض الآخر كان يبدي ارتياحا كبيرا، والغريب أن بعض من كانوا غير مرتاحين انعكس شعورهم على مستوى الأسئلة واعتبروها غير نافعة أو حتى «سخيفة» وكأن مهمة السائل أن يتحمل إجابة المسئول! وأولئك ربما غير قادرين على الفصل بين السؤال والجواب، وغير مدركين أن الجواب في المقابلات الصحافية لا يمثل قناعة السائل، وأن هذا الأمر متروك للقارئ وحده. أما فيما يتعلق بآراء البعض في الأسئلة فإن الغريب أن بعض من استهجنوها وسخفوها أيضا كانوا يناقشون إجاباتها بالتفصيل الممل! ويتتبعون تفصيلها حرفيا، والمفترض أن يأتي عن السؤال غير المهم إجابة غير مهمة ولا تستحق كل هذا التتبع.

ثم أنني سألت نفسي إذا كانت الأسئلة لا موقع لها على خريطة الأهمية فما هو سبب هذه النقاشات الساخنة في غالبية المجالس التي دخلتها؟، علاوة على تصفح نحو ألفي متصفح في منتدى واحد فقط فضلا عن ردود الفعل الهاتفية وغيرها، وهل القراء جميعهم مهتمون في أمر غير مهم؟ إذا كنت أحترم القارئ وأنا كذلك فأجزم أن القارئ لا يهتم إلا بالمهم! أخيرا لعل من حق القارئ أن يعرف سبب توجيه تلك الأسئلة «غير المهمة» من وجهة نظر البعض، السبب أنها كانت متداولة ومثارة، في المنتديات، في المجالس، في البسطات، بل وكان يثيرها بعض من تحفظوا على توجيهها، وكانت أسئلة في الهواء الطلق من دون إجابات، لذلك وجهت للمعني بالإجابة عنها، ويبقى القارئ الحكم الذي يستحق الاحترام.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 1850 - السبت 29 سبتمبر 2007م الموافق 17 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً