العدد 199 - الأحد 23 مارس 2003م الموافق 19 محرم 1424هـ

البحرين - العراق - أميركا: القديم الحديث

أحمد العبيدلي comments [at] alwasatnews.com

-

أقتطِفُ التالي من كتاب صدر أخيرا عن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة في المحرق، بترجمة عيسى أمين والكتاب يتحدث عن البحرين وعن الطبيب الأميركي المبشر بول هاريسون الذي قدم البحرين في بداية القرن. المقارنة مع أيامنا الحالية مغرية:

حول العراق ورد الآتي

«لقد شاخت هذه الأرض وجللها الحزن... لم تطور الامبراطورية العثمانية هذا الجزء من العالم بعد، بل إن كل ما قامت به أدى إلى التأخر والإنحلال. نحن (أي البعثات التبشيرية) هنا من أجل العرب يا بول... إنهم أناس عظماء ولكن لم يترك لهم الأتراك أية فرصة».

وفي العام 1917 ابان الحرب وصف الكتاب:

«شهدت منطقة الخليج كسادا تجاريا نتيجة للحرب المستمرة في شماله، وعلى أرض ما يسمى آنذاك ما بين النهرين. وازداد تذمر الناس من فعل الإنجليز. وكان الشك يساورهم من إمكان انتصار الحلفاء في هذه الحرب... علم المبشرون بسقوط بغداد في مارس/ آذار. وأن لويد جورج مصمم على مواصلة المعارك... إنها سنة الحرب... لقد تغيرت المنطقة العربية هنا... ولكن كان لمنطقة ما بين النهرين الجزء الأكبر من التغيير. لقد سادت الروح المادية التجارية، وأصبحت روح الإسلام عاجزة أمامها. وفعلا هناك تفهم للأديان الأخرى، ولكن الحرب كشفت مدى عجز هذه الأديان عن إيقافها أمام التطلعات الأنانية».

وعن الجزيرة العربية ورد

«امتدت يد التطرف إلى حركة الأخوان، واشتعلت أرض الجزيرة بنار التطرف... وكان بول هاريسون يعتقد أن روح الإخاء المسيحي ربما تكون الجواب على التطرف الطاغي الآن».

أما في البحرين فقد

تحدث هاريسون يوما مع مختار إحدى القرى الذي أشار إلى الرئيس الأميركي ويلسون وقال «حديث (ويلسون) عن حرية الأوطان ونقاطه الأربعة عشرة قد وصلت إلينا. وقوله: إن الناس أحرار في اختيار حكامهم، قد أعجبنا. (هل) حديثه هذا حقيقي؟» وقد أثار حديث المختار الحيرة والأسى في نفس الدكتور هاريسون. كان «إعلان ويلسون عن حرية الأوطان، وحرية الشعوب قد لاقى التشجيع الكامل من كل الشعوب الصغيرة والمستعمرة، وفقد تأييد شعب أميركا، وانتهى ويلسون إلى رجل مهزوم». كان تفسير هاريسون لذلك التناقض الغريب في بلاده «أن السبب هو جهل الأميركيين لتاريخ البلدان العربية، وخصوصا الشرق أوسطية منها».

طبعا لا يخفى من كل المقتطفات السابقة وجه التشابه بين الوضع السابق والحالي وبالتالي يتسرب في العقل العربي الشعور القدري الممتزج باختلاط المرغوب فيه مع الممكن تحققه: ليخلصه إلى النتيجة بأن ما يحدث حاليا في شمال الخليج هو تكرار لما حدث في بداية القرن: وأن جورج بوش ليس ببعيد عن لويد جورج. وأن سبب كل هذه الأزمة هو عدم تفهم الأميركيين لنا. وكثير كثير غيره.

هل يمكن وضع أي من هذه المسلمات أمام التساؤل؟ هل بقي في العقل مجال لإعادة قراءة بعض الأمور؟

العدد 199 - الأحد 23 مارس 2003م الموافق 19 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً