العدد 2087 - الجمعة 23 مايو 2008م الموافق 17 جمادى الأولى 1429هـ

أفضل 100 جامعة في الشرق الأوسط

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

الجامعات التعليمية هي الوجه المشرق لكل دول العالم وهي مقياس على تقدم تلك الدول في ميدان العلم والتطور ونتاج لعملية معقدة من تحضير استراتيجيات عملية ورؤى واضحة لتحضير أجيال من الشباب للمنافسة في أسواق العمل.

هناك الكثير من التصنيفات للجامعات العالمية كتصنيف التايمز للتعليم العالي، والتصنيف الأكثر شهرة في الأوساط الأكاديمية من قبل جامعة شنغهاي الصينية، وتصنيف مجلة “نيوزويك” الأميركية. لكن المؤسف أنه لا يمكن الرجوع إلى هذه التصنيفات عند مقارنة جامعات منطقة الشرق الأوسط، فالبون شاسع بين هذه الجامعات ونظيراتها في الكثير من مناطق العالم.

التصنيف الذي يمكن الرجوع إليه عند عمل مقارنة بين الجامعات الشرق أوسطية هو تصنيف الويبمتركس الإسباني.

هذا التصنيف يعرض معلومات لأكثر من 15.000 جامعة دولية ويعتمد مؤشر التصنيف على سعة المحتوى الإلكتروني لموقع الجامعة ووضوح الوصلة الخارجية للجامعة لمستخدمي الشبكة العنكبوتية وحينها يرتبط مركز الجامعة في هذا التصنيف بسياسة المؤسسة التعليمية بإصدار صفحات إلكترونية ذات محتوى عالي الجودة على موقعها الإلكتروني.

لقد قمت بعمل فرز لتصنيف الويبمتركس لأفضل 100 جامعة في الشرق الأوسط بحسب الدول والممالك وقد وجدت أن النتيجة هي كالآتي: إيران (55)، السعودية (9)، فلسطين (8)، الإمارات (8)، الأردن (7)، لبنان (6)، البحرين (2)، وجامعة واحدة لكل من عمان، الكويت، قطر، اليمن، وسورية. الأرقام بين الأقواس تمثل عدد الجامعات المختارة من قبل التصنيف في تلك الدولة.

بتحليل نتيجة الفرز فإنه يمكن الوصول إلى الكثير من النتائج. أولا، كان من الممكن اختفاء معظم الجامعات العربية من اللائحة في حال قيام تصنيف الويبمتركس بإدراج الجامعات التركية والإسرائيلية فالمعروف أكاديميا بتفوق مؤسسات التعليم العالي لكلا الدولتين. ثانيا، استحواذ الجامعات الإيرانية على أكثر من نصف التصنيف وهذا دليل على اهتمام المجتمع والقيادة الإيرانية بالتعليم العالي.

ثالثا، ارتفاع مستوى الجامعات الفلسطينية مقارنة بنظيراتها العربية على رغم قلة توافر المنابع المالية.

رابعا، احتلت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران المرتبة الأولى في الشرق الأوسط وهذا يدل على المنزلة المرموقة لهذه الجامعة في المنطقة وارتفاع مستوى خريجيها ومن المتوقع أن تحتفظ المملكة العربية السعودية بهذا المركز وخاصة مع افتتاح جامعة الملك عبدالله وانطلاقتها العالمية.

خامسا، تضمنت اللائحة من مملكة البحرين كلا من جامعة البحرين والجامعة العربية المفتوحة وكانتا في منتصف التصنيف لكن بترتيب يتجاوز مرتبة 5000 جامعة عالميا.

لا يستطيع مقال واحد تقديم إجابة عن أوجه القصور في شئون التعليم العالي. فمشكلات الدول الخليجية مثلا ليست معقدة كبعض الدول العربية وحينها انخفاض تصنيفها بين الجامعات العالمية يثير الحيرة. فهل هناك قصور من تلك الدول بحجب مخصصات مالية كافية لتنفيذ استراتيجية التعليم العالي؟ أم هناك قصور من الهيكل الجامعي في عدم تبني الحداثة وفن الإدارة وضبابية الهدف والرؤية؟ أم هناك قصور من الأكاديميين في تنفيذ أهداف الجامعة؟ أم هناك قصور من الطلبة والأسرة والمجتمع للنهوض والترقي؟ أم هي نتاج عدة عوامل متداخلة وغير مستقلة؟

قصص النجاح للجامعات كثيرة وكل جامعة تمر بفترة متأزمة نتيجة الأوضاع المحيطة بها، ولكن المفترض أن تكون دائما في مرحلة ديناميكية وحرية وتحمل راية القيادة والابتكار في المجتمع.

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 2087 - الجمعة 23 مايو 2008م الموافق 17 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:04 م

      رد

      لا ادري لماذاهذا التأخير العربي في مجال التعليم على الرغم من توفر جل السبل والامكانيات لدى الامه العربيه للوصول بالطالب العربي الي ارقى من ذالك بكثير
      ولا ادري الي متى سوف يضل هذا الوضع على حاله على الرغم من ان العرب كانو في الايام الخوالي هم اسياد العلم والاختراع والابتكار وهم اصل كافه العلوم

اقرأ ايضاً