العدد 220 - الأحد 13 أبريل 2003م الموافق 10 صفر 1424هـ

الغزو الأميركي - البريطاني للعراق هو الأقذر في التاريخ البشري

الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد لـ «الوسط»:

تحدث الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد إلى «الوسط» في معرض حديثه عن الحرب العدوانية على العراق. وركز على الأخطاء التي وقع بها التحالف في النصف الأول من فترة الحرب التي دامت ثلاثة أسابيع ، نتيجة المقاومة الشعبية الباسلة التي ميّزت تلك الفترة.

وقال الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد «لعل العامل الأهم الذي أقامت عليه قوى الغزو حساباتها ورهانها الحاسم هو اسقاط العراق بعاصمته بغداد وكل مدنه بزمن قياسي ارادته قوى الغزو اسطورة يقوم عليها ارهاب دول العالم كلها بوهم قوتها الاسطورية، وتحذر من يظل على معارضتها بأن مصيره لن يكون أفضل ان لم يبادر إلى التخلي عن معارضته واعتراضه وينضوي تحت لواء السياسة الأميركية ويستجيب إلى كل املاءاتها وارادتها وأهدافها العدوانية.

والمتتبع لمجرى الحرب في تلك الفترة يجد أن بعض حسابات الغزو واستراتيجية مخططيه ومنفذيه لم يتحقق، والزمن القياسي لحسم الحرب لم يتحقق.

وأضاف الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد قائلا لـ «الوسط»:

وعليه وجدت قوى الغزو الغاشم نفسها في مأزق استراتيجي صعب بعد أسبوعين فقط. وكان المأزق ناجما عن حال الصمود الأسطوري التي سجلها شعب العراق.

وقد أعلن وزير البنتاغون الأميركي دونالد رامسفيلد، وقائد الحملة العسكرية العدوانية على العراق الجنرال طومي فرانكس، في تلك الفترة ما يكفي من الأدلة على تناقض حسابات الغزو مع نتائجه على الأرض، عندما ألقى كل منهما بمسئولية النتائج الصعبة لخطة الغزو على الآخر في محاولة مكشوفة لتنصل كل منهما من الوضع الذي بلغه الغزو.

أما الدليل الأكثر خطورة على تخبط قيادات الغزو في تلك الفترة فيكمن في توجيه الاتهامات الباطلة ضد هذه الدولة أو تلك، وفي حمامات الدم التي ارتكبتها قوة العدوان ضد المدنيين العزل في بغداد وغيرها من مدن العراق، فالتفسير الوحيد لتلك الاتهامات ولهذا النزوع الوحشي نحو ضرب أسواق بغداد وأحياء المدن العراقية الأخرى هو أن هذه الاتهامات وهذه الجرائم يراد لها الانتقام من الشعب العراقي على مقاومته الباسلة، بقدر ما كان يراد بها القاء اللوم على الآخرين في فشل الغزو .

لن يكون عصر الكاوبوي الأميركي

وواصل الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد تصريحاته لـ «الوسط» قائلا:

لم تجد طواقم الحرب الأميركية - البريطانية بزعامة جورج دبليو بوش ووزير حربه دونالد رامسفيلد، مخرجا للمأزق السياسي والعسكري الكبير الذي غاصت فيه حتى آذانها جراء حربها القذرة على العراق، والتستر على جرائمها الوحشية، الأعنف والأكثر عنصرية ودموية ونازية بحق المدنيين، سوى كيل الاتهامات يمنة ويسرة وتحميل الآخرين المسئولية.

وبدت التهم الحربية بكل ثقلها وهمجية استخدامها وقدرتها الواسعة على القتل والتدمير، عاجزة عن ترويع الشعب العراقي الذي يدعون أنهم قطعوا آلاف الأميال (لتحريره وانقاذه)، وليقدموا إليه بحمم نيرانهم وقذائفهم الذكية (!)، وعلى ظهور ورؤوس (الكروز) و(التوماهوك) الديمقراطية على الطريقة الأميركية الساخنة المعروفة والمصدرة إلى الشعوب! وأضاف الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد قائلا لـ «الوسط»:

وبإقرار العالم أجمع وشهادته هي الحرب الأقذر في التاريخ البشري، وكل أبواق الدجل والتضليل والتزوير التي استنفرت، والحرب النفسية بنفوذها واحتكارها لوسائل الإعلام ومحاولتها ترسيخ حال من الخوف والهلع والانهيار والتيئيس والعجز وحسم المعركة من دون قتال، وبأقل الخسائر، مقرونة بالاستعراض الدموي المجرم للقوة، واختبار جيل جديد من أسلحة الدمار الشامل، جميعها رسائل سقطت ولم وتفلح في تسويق الخطاب السياسي للغزو واكسابه المشروعية، ولاسيما أن مقاومة الشعب العراقي وتصديه لقوات التحالف الشيطاني الغازية، قد شكل المحك والصدمة لنهج الغطرسة والغرور وسياسة الاحتواء والترهيب والابتزاز والهيمنة والتدخل الوقح، وأحلام الأمركة والسيطرة الاستعمارية بلبوسها الجديد.

لقد أدان العالم كله، وبحزم، هذه الحرب العدوانية، وأكد عدم شرعيتها، وجهدت الدبلوماسية العربية السورية، بالتعاون مع الأسرة الدولية والقوى الفاعلة والمؤثرة داخل مجلس الأمن، والأشقاء العرب، لتجنيب هذه المنطقة، والعراق، والعالم، ويلات وكوارث الحرب الأميركية - البريطانية - الصهيونية، وأن يتم تغليب منطق العقل والحكمة والقانون الدولي على شريعة الغاب، وحري (بجنرال النفط والمال والسلاح واللوبي الصهيوني) دونالد رامسفيلد وسواه من صقور إدارة بوش، ألا يبحثوا عن مشاجب يعلقون عليها أخطاءهم آو لاثبات أنهم ليسوا طغمة قتل وتجار حروب، بل عشاق حرية وصنّاع سلام!!

واختتم الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد تصريحه لـ «الوسط» بالقول:

ولكننا نؤمن مهما حدث انها لن تكون بداية عصر (الكاوبوي الأميركي)، الذي يغير وجه العالم، ونترقب ظهور معادل موضوعي وتشكل قوة موازية تكسر حال التفرد الأميركي، وننتظر من الرأي العام الأميركي أن يتحمل مسئوليته الأدبية والأخلاقية ويقول كلمته في وجه أولئك حكامه، ويتولى محاسبة من صادروا ارادته وقراره وزجوا بأبنائه في الحرب، وهي بالمطلق لن تكون في مصلحة الشعب الأميركي والسلام.

وهذا ينسحب أيضا على الأمة المعنية بكل ما يجري، والمستهدفة أرضا وحضارة وتاريخا ووجودا، فالشارع العربي باستطاعته التغيير والتأثير وقلب المعادلة واجبار الإدارة الاميركية والسائرين في ركبها على مواجهة حساباتها الخاطئة وايقاف مسلسل جرائمها والانسحــاب الفوري من الأراضي العراقية حقنا للدماء وحماية لأوابد التاريخ في العراق..

العدد 220 - الأحد 13 أبريل 2003م الموافق 10 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً