العدد 2229 - الأحد 12 أكتوبر 2008م الموافق 11 شوال 1429هـ

بعثة الحج الطبية

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

حتى في خدمة حجاج بيت الله الحرام الكلمة الفصل للمحسوبية! ولكي يتم ضرب كل القرارات بعرض الجدار، ولكي يتم تقديم اسمك على طبق من ذهب لتتسلم إحدى المسئوليات المهمة في بعثة الحج الطبية لا تحتاج إلى أكثر من أن تصبح صديقا لابن أحد كبار المسئولين في الوزارة!

ما حصل من «تشطير» للبعثة الطبية، وما صاحب ذلك من استقالات لا يجوز أن يمر مرور الكرام، ولا بد للوزارة أن تمتلك الشجاعة الأدبية وأن تكشف للمئة وستين الذين تقدموا للانضمام للبعثة عن الطريقة التي اختارت فيها فريق هذا العام.

ولا بد للوزارة أن تقر بأنها فرضت على اللجنة التنسيقية المعنية بتشكيل الفريق نائبا لرئيس البعثة وهو لم يتشرف ولا حتى عاما واحدا بالالتحاق بالبعثة!

ولا بد للوزارة أن تقر بأنها رفضت قائمة المفتشين الصحيين الذين أقرتهم اللجنة التنسيقية، وفرضت قائمة أخرى غالبية من وردت أسماؤهم فيها لم يتقدموا حتى بطلب الالتحاق كما تقدم غيرهم!

على مدى ستة أعوام استطاعت بعثة الحج الطبية أن تبيِّض وجه البحرين بشهادة الحجاج أنفسهم الذين كانوا يلحظون تطورا مستمرا في أدائها، وبعد كل هذه الخدمة وهذا الإنجاز جاءت الوزارة، لتكافئ من بُنيت على أكتافهم هذه البعثة بهذه الصفعة، وبدلا من تقليدهم وسام الإخلاص والتفاني، بحثت عن أناس لم يشهدوا عمل البعثة حتى يوما واحدا، وفرضتهم فرضا، غير مكترثة بلجنة تنسيقية ولا هم يحزنون!

ثم أليس العمل الطبي في مثل هذه المهمات دقيقا وتقلد المسئولية فيه أدق؟! إذا كيف يتم اختيار من لا عهد لهم بهذا العمل؟ وموسم الحج موسم مفاجآت؟ فماذا لو حدث مكروه لا سمح الله؟! كيف سيتصرف المسئولون الجدد الذين قدمتموهم على أصحاب الخبرة، وقلدتموهم مناصبهم غير مكترثين بأن هذه المناصب تكليفية وليست تشريفية؟!

يبدو أن أكثر من عشرة آلاف حاج بحريني لا يستحقون أن يتم اختيار من سيخدمهم صحيّا بعناية! وليس من المهم اختيار من يقدم لهم الرعاية الصحية وفق آلية مهنية عالية، هل تريد وزارة الصحة أن يفهم الحجاج البحرينيون الأمر بهذه الطريقة؟!

حتى في مهمة خدمة ضيوف الرحمن، لا تستطيع الوزارة أن تجمد «المحسوبية» وأن تضعها في أحد صناديق مشرحتها وتعطيها إجازة لمدة شهر واحد فقط؟!

ألم تخطر على بال الوزارة القداسة العظمى التي توصم بها مهمة هذا الفريق، وأن من مهمتهم تسكين آلام الحجاج، ومداواة جراحهم، بجوار بيت الله الحرام، فكيف سيقومون بهذه المهمة وبعضهم يعلم جيدا أنه اختير بطريقة لا تمت للقداسة بصلة، بل إنه تسلم مهمة غيره التي سلبت منه سلبا!

لا يزال الوقت يكفي لحل هذه المشكلة، هذا إذا كان لدى وزارة الصحة ما يكفي من الشجاعة لتصحيح هذا الوضع الخاطئ، وأن تتراجع عن تدخلات بعض المسئولين، التي لا نحسبها على كل المسئولين بالطبع، وإن التعاطي مع الموضوع بشفافية لن يسكب قطرة واحدة من ماء وجه الوزارة بل سيلبسها تاجا تفتخر به على سائر الوزارات لأنها تراجعت عن الخطأ، وإن كنت أشك في هذا التراجع الذي لن تنشغل به الوزارة بل ستنشغل بالرد على هذا المقال كما هي عادتها التي أتمنى أن تكون عادة حسنة!

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 2229 - الأحد 12 أكتوبر 2008م الموافق 11 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً