العدد 2329 - الثلثاء 20 يناير 2009م الموافق 23 محرم 1430هـ

فضائح «المستوردين» تتواصل

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

كثيرة هي تلك الغرائب التي تكون في دولة صغيرة مثل وطننا. عجيبة تلك الغرائب التي تجعل مشاهدها وسامعها يموت في دوامة من الضحك المبكي، تلك- يا حبيبي- هي «البحرين» التي يكثر بين أحشائها الكثير من الغرائب التي تجعلنا وتجعل العارفين بالرياضة في هذا البلد يضحك، أو يبكي، وربما الاثنين معا.

ولعلّ التجنيس الرياضي الفاشل المتواصل ليومنا هذا في بلد صغير «وهو المثال الأبرز» يجعلنا نبكي على الوضع الحرج الذي وصلت إليه رياضتنا بسبب هذا التجنيس الذي لا يغذي الرياضة بالشكل الصحيح بقدر ما يعطيها دافعا سلبيا نحو السقوط إلى الهاوية، وقد يستغرب الكثيرون من تركيز كتاباتي على هذا الموضوع بالذات، حتى أن أحد القراء علق على موضوع سابق لي بأنني دائما ما أنظر إلى السلبيات من دون الإيجابيات، ذلك لأن التجنيس الذي تقوم به المؤسسة العامّة للشباب والرياضة يعد خاطئا بكل ما تحوي الكلمة، والأدلّة والبراهين كثيرة ولا تحتاج منّا أنْ نوضح الأخطاء.

آخر غرائب وفضائح التجنيس الفاشل الحاصل لدينا هو الحديث الذي أدلى به اللاعب جيسي جون لـ «مجلة سوبر» الإماراتية، بعد أقل من شهرين على فضيحة اللاعب العداء الكيني الأصل يوسف سعد كامل الذي تخلى عن الجنسية البحرينية والتي -وعلى ما يبدو- أصبحت رخيصة الثمن تعطى لكل من هب ودب.

بالتأكيد ستأتي ردود المعنيين بهذا التجنيس ليؤكدوا أن اللاعب لم يقل ذلك وأن الصحافي الذي قام بإجراء المقابلة لم يحترم المهنة بنشره أقوال لم يكن اللاعب يريد نشرها، بل والأدهى من ذلك أنه كان يضحك وهو يجيب عن السؤال بندمه على تمثيل البحرين لأن المنتخب النيجيري بدأ يسأل عنه.

لفتة بسيطة في معناها وكبيرة في مغزاها تلك التي قالها لي أحد اللاعبين الشبان «المحروقين» لخروج منتخبنا الوطني من الدور الأوّل لكأس الخليج وهي «أن المجنسين هم سبب الخسائر التي تلقتها البحرين في هذه البطولة»، هذا الكلام أجبرني على سؤاله عن سبب إطلاقه لهذا النوع من الأسباب التي تبين خروج المنتخب من دون النظر إلى الأسباب الأخرى كاللاعبين أو حتى المدرب ماتشالا، فقال متسائلا: «يا ترى ما هي الفائدة التي تحصل عليها المنتخب منذ بدأ عملية التجنيس هذه»، فأكدته له أن الإجابة فقط عند المسئولين الذين دفعوا الغالي والنفيس من أجل حصول هؤلاء على الجنسية وأخذ مكان اللاعب المواطن، والأدهى من ذلك هو أن تفرض هذه الأسماء على أي مدرب سيأتي لتدريب المنتخب، كما حدث في زج اللاعب جيسي في مباراة الكويت في البطولة الخليجية من دون أن يكون جاهزا، حتى يقول المدرب بأن أحدا ما أوصل له معلومات خاطئة تؤكد جهوزيته، ولعل إجابة اللاعب ذاته في هذه المقابلة «الفضيحة» تؤكد خطأ التغييرات التي أجراها المدرب ماتشالا، عندما يجيب بأن تغيير المدرب للتشكيلة التي حققت الفوز على العراق في المباراة الأولى السبب الرئيسي للخسارة من الكويت، قائلا: «ما دام لديك فريق ناجح وفائز لماذا تغيره؟».

وسط ذلك تطرح الأسئلة نفسها حول جدوى وصوابية التجنيس الذي تقوم به الجهة المعنية بعد الفشل الذريع لهذه الخطط في مناسبات عدّة سابقة.

الكل يتساءل هل حقق تجنيس لاعبين أمثال النيجيريين جيسي جون وفتاي والمغربي فوزي عايش وعبدالله عُمر وغيرهم ممن هم وراء الستار، الفائدة والإنجازات المرجوة التي يتمناها كلّ مواطن أصيل ولد على هذه البقعة، على رغم أنّ الفترة الطويلة التي تم من خلالها التجنيس في المنتخبات الوطنية لم تكن سهلة على الإطلاق من أجل اتخاذ قرارات حاسمة بنجاح أو فشل التجنيس الفاشل المتبع في منتخباتنا.

لو قارنا الفترة التي سبقت فترة التجنيس بالتي تلتها، فإننا سنرى وبسهولة كبيرة أنّ الفترة الأولى كانت صاحبة الإنجازات والأفراح والأتراح، فيما الفترة الثانية كانت مليئة بالتشاؤم والحزن، فهل يا ترى سيهتدي المعنيون؟ بالتأكيد الإجابة ستكون لا!

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2329 - الثلثاء 20 يناير 2009م الموافق 23 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً