العدد 2371 - الثلثاء 03 مارس 2009م الموافق 06 ربيع الاول 1430هـ

سقوط تاريخ أم كبوة جواد؟

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

لم يكن أحد ينتظر أو يتمنى مشاهدة المنظر المؤثر الذي عاشته كرة اليد النجماوية بعد سقوطها إلى مصاف درجة الصغار في دوري الاتحاد وبيت التمويل الخليجي لكرة اليد، لما لهذا الكيان من رمزية كبيرة في خريطة المنافسة الدائمة على ألقاب البطولات المحلية والقارية والدولية، إذ لا يتصور الكل كيف سيكون حال الدورة السداسية من دون النجمة، وكيف سيكون النجمة في دوري الدرجة الثانية إن صح التعبير بعد سقوطه من عرش الكبار.

فبعد 35 عاما من الإنجازات، هاهي قبضة النجمة القوية تخبو لتصبح ضعيفة غير قادرة على الضرب بقوة، ولعل النتيجة التاريخية التي حققها فريق الشباب ومن قبله انتصار لم يحدث من قبل لفريقي الاتحاد والاتفاق على النجمة، الدليل الواضح على أن كرة اليد النجماوية أمست تعاني من شيء مفقود، وأن هناك خللا يعلمه القريبون من هذا الكيان من إداريين ومسئولين ولاعبين وجهاز فني، لم يكن أحد حقيقة يتمنى ما وصل إليه مستوى كرة اليد بنادي النجمة، وهو الذي يعد أحد أكبر الأندية الداعمة للمنتخبات الوطنية، ولا ينسى أحد أن المنتخب الوطني الأول شارك في التصفيات الآسيوية في العام الماضي بأصفهان بـ 7 لاعبين من النجمة كدليل واضح على أن المنتخبات الوطنية لا يمكنها الاستغناء تماما عن هذا الكيان.

لكل مشكلة أسبابها، هكذا يقال، فالكل شاهد كيف كان الفريق يترنح يمينا وشمالا وهو يريد أن يبدأ الإعداد للموسم الحالي، كيف كانت التدريبات الإعدادية تكتفي بحضور عدد بسيط من اللاعبين، ثم قضية قائد الفريق محمد عبدالنبي المعروفة للجميع مع الإدارة، وبعدها مشكلة اللاعبين محسن حبيب وحسن محمود، والعلاج البطيء لإصابات الأخوين جاسم وعبدالرحمن محمد وسيد مجيد الموسوي، إلى عدم قبول أكثر من عضو استلام دفة رئاسة جهاز الكرة بالنادي، ونهاية ربما بنسيان وسقوط لاعب بقيمة كريم بخش من القائمة من دون مبالاة واهتمام من أحد، كل هذه الأمور أدت إلى البصم على نهاية مأساوية لكرة اليد النجماوية في موسم شهد الكثير من المفاجآت، لعل أبرزها هذا الخروج الحزين.

ولعل الحديث الغاضب من قبل أحد من ارتبط اسمه بهذا التاريخ وهو الإداري السابق بالنادي وعضو لجنة الإعلام والتطوير في الاتحاد الآسيوي لكرة اليد محمد طالب دليل واضح على وجود خيط مفقود في الحال المزرية التي وصلت إليها اليد النجماوية، التي ليس فريقها الأول هو المشكلة، وإنما أصبحت كرة اليد في هذا النادي مشكلة بأكملها، إذ أمست الفرق المختلفة غير قادرة على المنافسة على ألقاب المسابقات السنية كما كان في الماضي، وأصبح المركز الأخير ملازما للنجمة.

وفي قبال عجز كرة اليد النجماوية عن الضرب بقوة، ها هي طائرة النصر تسقط يوميا وأصبحت غير قادرة على التحليق في سماء دوري الكرة الطائرة، وكأن قضية النجمة هي نفسها مشكلة النصر، فمن بطل يلعب المسابقة وهو حامل للقب يدافع عن لقبه، ويخاف منه الخصوم، أصبح الفريق يلعب من أجل اللحاق بركب المتقدمين والأندية الأخرى لا تهابه وتتجرأ عليه وعلى اسم كنادي النصر، وأخذت المشكلة تتفاقم بشكل أكبر مع الغياب الكبير للرابطة الجماهيرية للنادي الذي عرف عنه أنه أحد المعسكرات المهمة في خارطة الكرة الطائرة البحرينية، وبالتأكيد لهذا السقوط أسبابه ومسبباته كما هو الحال مع يد النجمة.

منظر بكاء مدرب الفريق الأول الحالي للطائرة بالنادي الأهلي والسابق للنصر رضا علي، جعل الكثير يبكي للحالة المأسوية التي يعيشها هذا الكيان أيضا، وتصريح بوزن لاعب سابق للفريق كصادق علي بوجود مشكلات مؤثرة في الطائرة النصراوية، دليل واضح على أن مشكلة ما تحتاج إلى حل من أجل عودة الفريق لحاله الطبيعي في المنافسة على لقب البطولات المختلفة، وإلا فإنه سيلاقي مصير ما لاقته يد النجمة، وستكون المنافسة على تجنب الهبوط للدرجة الأولى هم الفريق.

سيكون النجمة والنصر مطالبين بتصحيح الوضع وإعادة الفريقين لخارطة المنافسة، ليس لأن وجود كيان كالنجمة والنصر في قلب المنافسة يهم الناديان فقط لتحقيق البطولات، وإنما لصالح المسابقتين في البحرين التي تحتاج لمثل هذه الكيانين، وبالتالي التأكيد على أن ما حدث ليس إلا «كبوة جواد».

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2371 - الثلثاء 03 مارس 2009م الموافق 06 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً