العدد 2385 - الثلثاء 17 مارس 2009م الموافق 20 ربيع الاول 1430هـ

الأرض مع أصحابها

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

لم تكن الأرض يوما مع أصحابها وهي تعرف النوايا الخبيثة التي تحويها قلوب مسئوليها، فهي لو عرفت ذلك لأطلقت براءتها من كل ذلك، المشهد الكريه النتن الرائحة يعود من جديد ليطل بوجهه القبيح على ملاعب كرة اليد الخليجية، وبعد اعتقادنا بأن البطولات الخليجية ليست صورة طبق الأصل للبطولات الآسيوية، عادت الصورة من جديد لتؤكد عكس ذلك.

الحوادث التي شهدها لقاء الريان القطري والشارقة الإماراتي في البطولة الخليجية لكرة اليد المقامة حاليا في إمارة الشارقة، جعلني أتذكر سريعا اللحظات الحزينة التي شهدتها أيضا في التصفيات الآسيوية لكرة اليد المؤهلة لمونديال كأس العالم في أصفهان العام الماضي، وسط المساعدات الكبيرة التي قدمها لاعبو وإدارة الفريق القطري لضمان تأهل النادي المستضيف الشارقة في الدور نصف النهائي، وهذا ما يبدو الحقيقة التي كانت تدار من ورائها المحادثات السرية التي أجريت بين مسئولي البطولة والنادي القطري.

المباراة كانت تشير لتقدم واضح لفريق الشارقة وحينها لا أمور غريبة حضرت، لكن الفريق القطري قدم صورة مغايرة واستعاد سيطرته المتوقعة على المباراة في ظرف دقائق بسيطة قلب من خلالها الفارق، لأنه كان يخشى الخسارة التي لن تقع أصلا عليه لأنها ستطيح به في المركز الثاني للبطولة وبالتالي مواجهة أول المجموعة الثانية الأهلي السعودي وهذا ما لا يريده بالتأكيد، وحتى الآن لا شيء واضح.

الدقائق التالية كلها كانت تشير إلى خسارة الشارقة وبسهولة كبيرة نظرا لعدم امتلاكها أصلا مقومات الفريق المنافس في وجه الريان، لكن شاءت رغبات المعنيين أن يخفق لاعبو الريان تباعا في تسديد الكرة على مرمى الشارقة من خلال التسديد بقوة خارج المرمى وأن يتعادل الأخير بالنتيجة، لكنه تمادى وهذا ربما ليس بمعلوم لاعبي الشارقة وتقدموا بالنتيجة قبل دقيقة ليعود الريان القطري وبسرعة البرق للتسجيل ومن دون صعوبة تذكر، لتعود نتيجة التعادل، وليؤكدها قائد الفريق القطري الذي كانت له الفرصة لتحقيق هدف الفوز من رمية في الثواني المتبقية، وكانت لديه الفرصة في إعطاء أطول لاعب بالبطولة محترف الفريق الكرواتي ليسدد الكرة وباعتقادي بسهولة كبيرة لقصر قامات لاعبي الشارقة، لكنه أبى ذلك وقام برمي الكرة بسهولة في يد حارس الشارقة ليتأهل الفريقان معا، وليخرج القادسية ومضر السعودي الفريقان الأحق والأقوى من الشارقة من البطولة.

ليست القضية أن يتأهل الشارقة أو القادسية ومضر، وإنما المشكلة هي قدرة الأيادي الخفية من وراء الستار في تحديد تأهل أي فريق، وهو ما يبعد مفهوم الرياضة عن أسمى مفاهيمها من التنافس الشريف والرياضي داخل خطوط أربعة تكون فيه الغلبة للأقوى، لكن وعلى ما يبدو أن كرة اليد الخليجية ستعاني من الكأس ذاته التي عانت منه الآسيوية.


الأهلي قادر على العودة بالكأس

تأهل الفريق الأهلاوي إلى الدور نصف النهائي لم يكن مستبعدا حتى وإن تأخر، غير أن الأهم سيبدأ منذ يوم غدٍ (الخميس) عندما يلعب الفريق مباراته في الدور نصف النهائي، وهذه شخصية الأهلي التي تعشق الدخول في الصعاب وهي قادرة على تخطي تلك العقبات، بشرط أن يتحلى اللاعبون والجهاز الفني بشيء من الفطنة والدهاء المطلوب في مثل مباريات كرة اليد لكي يواصل الفريق مشواره في تحقيق لقبه السابع في البطولة الخليجية.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2385 - الثلثاء 17 مارس 2009م الموافق 20 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً