العدد 2435 - الأربعاء 06 مايو 2009م الموافق 11 جمادى الأولى 1430هـ

شرعية «البوق»

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

كل أنواع التلاعب وأشكاله في كفة، والتلاعب بتبرعات المحسنين في كفة، فحرمة هذه الأموال مضاعفة، ولا بد أن تكون عقوبة نهبها مضاعفة أيضا، وإذا كان من حسن الطالع أن تحظى البحرين بعوائل كريمة مثل عائلة كانو تحرص أن يكون في أموالها حق معلوم للسائل والمحروم، فإن من سوء الطالع أيضا أن تُبتلى البحرين بأناس يتعقبون هذه الأموال تعقب السباع لفريستها، ويترصدون لها ترصد الضباع الجياع لضحيتها، حتى يملأون بها بطونا جوفاء إلا من السحت، والحرام الذي يستحلبونه من أثداء الصفقات الفاسدة، وهم يعلمون أنهم يأكلون في بطونهم نارا.

قبل أيام انقشعت الغيوم في وزارة الصحة عن فضيحة من العيار الثقيل، وهي فضيحة أرصدة الأربعة ملايين التي تبرعت بها عائلة كانو للأدوية التي كان سعرها أقل من مليونين، ولو فاحت رائحة هذه الفضيحة في إحدى الدول الديمقراطية لأحدثت هزة أيسرها أن تطير فيها الرؤوس وتطيح فيها الأيدي، ولكنها في بلد الديمقراطية الواعدة لم تستطع أن تقلب جلباب شعيرة من على ظهر نملة تمشي في أزقة وزارة الصحة، بل لم يزدد المسئولون بعد شياع هذا النبأ المقرف إلا أنفة وحمية حتى جاء رد الوزارة مقتصرا على دعوة الطبيب أحمد العريض الذي كشف الغطاء عن هذه الفضيحة عندما تطايرت من مكتبه صحف الفساد، تطاير الصحف يوم الفزع الأكبر، بأنه كان يتعين عليه أن يلتقي المسئولين في الوزارة ويعرض عليهم المستندات السود، بدلا من نشر الغسيل في الصحفة!

لا ألوم تجار الأدوية في الوزارة واللذين بوأتهم تجارة الأدوية المقاعد التي يتم من عليها الموافقة على شراء هذا الدواء ورفض غيره، ولكن اللوم كل اللوم على هذا الوضع البرلماني الذي يجعل من الطائفة معيارا أوحدا لإدانة هذا الوزير أو ذاك، ولا أخال مسئولين ووزراء في العالم كله ينعمون بحصانة كالحصانة التي ينعم بها مسئولونا، وإذا كنتَ مسئولا في الدولة فإياك إياك أن تسمح للخوف أن يدخل في جوفك، بل احرص على أن لا تقوم من مقامك الذي أنت فيه متقلدا منصبا من المناصب العامة، إلا وجيبك أثقل من وزنك، وإذا لم يحالفك الحظ بأن تفوز بوزنك ذهبا مع أيمن زيدان، فسيكون بمقدورك وبأسهل من شرب كأس الماء البارد أن تكنز أضعاف وزنك ذهبا في ديمقراطية نوابها لا يبصرون إلا طائفتك، فلو ابتلعت كل شيء بل حتى اللقمة التي تسكن أفواههم وأفواه أولادهم فلن يمسونك بسوء إذا كنت على دينهم وعلى ومعتقدهم، حتى وإن رأيت ألسنة هؤلاء النواب طوالا ثقالا فلا تبتئس بما كانو يلهجون!!

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 2435 - الأربعاء 06 مايو 2009م الموافق 11 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً