العدد 2448 - الثلثاء 19 مايو 2009م الموافق 24 جمادى الأولى 1430هـ

كيف لمنتخبات لا تحب لاعبيها؟

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

القرار الصعب التي اتخذه لاعب المنتخب الوطني لكرة السلة وفريق المحرق محمد حسن الدرازي باعتزال اللعب الدولي لم يكن ليعجب الكثيرين ممن يرون في هذا اللاعب قدرة على التألق الدائم، لكنه في الوقت ذاته لم يكن مستغربا «البتة» في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها هو وغيره من اللاعبين المتميزين الذين يعانون لتمثيل المنتخبات الوطنية، وكأنهم أمسوا مطالبين بمساعدة الدولة على تحقيق البطولات الخارجية من دون أن تعمل هذه الأخيرة على مساعدتهم في توفير أبسط الأمور وهي توفير الحياة المعيشية التي تعينه على قضاء حقوقه وواجباته على أكمل وجه.

الموقف الذي يتعرض له الدرازي ليس وليد المصادفة وليس اللاعب الأول الذي تتمثل له هذه المشاكل في كل مشاركة دولية للمنتخبات الوطنية أو حتى ناديه، فجميع اللاعبين يعيشون بين نارين، أولهما أن يكون في خدمة الوطن مهما يكن وفي أي وقت، وثانيهما أن يكون متواجدا وبشكل منضبط في عمله الوظيفي من أجل أن يحصل على قوته اليومي ليصرف به على عائلته التي يعيلها، وكل هذه الأمور مطالب أن يقوم بها في وقت واحد، فكيف له أن يقسّم نفسه إلى نصفين ليخدم كل طرف كما يراد، ونحن نعرف أن الاتحادات الوطنية تعاني الأمرين عندما تكون هناك مشاركة خارجية، لتبدأ معها مشاكل الحصول على إجازات للاعبيها، وإذا بمؤسسات وشركات ترفض ذلك إلا في حال خروجه في إجازة من دون راتب، وهذا ما لا يرضاه العقل، ليصبح اللاعب بين نار «الولاء واللعب للمنتخب» أو «نكران حب الدولة» وعدم الخروج في إجازة والمشاركة مع المنتخب.

هذا الموقف يؤكد لنا أن اللاعبين بشتى المنتخبات الوطنية يعانون الكثير عندما يعملون على تمثيل الوطن، وأنهم بحاجة ماسة إلى أن تتدخل الدولة لمساعدتهم، لا أن تضعهم في خندق لا يعرفون الخروج منه وهي تطالبهم بأن يساهموا في رقي منتخباتها، إذ ومن غير المعقول أن يسافر اللاعب مع أي منتخب ويخسر حياته التي هي في الكاد جيدة، في ظل الحياة الصعبة التي يعيشها المواطن البحريني أصلا، فهل من المنطقي أن يقوم اللاعب بمساعدة الدولة على تحقيق البطولة من دون أن تقوم هي بمساعدته بتوفير وظيفة كريمة كما هو الحال لكثير من اللاعبين المشاركين مع المنتخبات الذين لا يزالون عاطلين عن العمل كحارس باربار لكرة اليد تيسير محسن ولاعب داركليب للكرة الطائرة ميرزا عبدالله، وكأنهم الحكومة التي تنفق على دولتها.

المشكلة ليست وليدة الصدفة، ومعناها أن تدخل الحكومة في فرض قانون معين يساعد اللاعب هو الحل الأمثل، كما هو الحاصل مع اللاعبين المستوردين من الخارج وقد أعطيت لهم الجنسية البحرينية الذين يلعبون براحة نظير الوظيفة الكريمة التي تحصلوا عليها، هذا إذا كانوا يعملون في الحقيقة لأن غالبيتهم وعلى ما يبدو ليسوا في البحرين، ويسافرون للعب باسم البحرين من دون خوف قطع الرزق الذي هو أهم شيء في هذه الحياة.


البحرين غير

بينما يعاني اتحاد القدم من «الورطة» الكبيرة في إقامة مباريات المحرق المتبقية وطريقة إنهاء الدوري العام، نجد الاتحاد السعودي يعلن عن برنامجه للموسم المقبل وموعد انطلاقته التي ستكون في العشرين من شهر أغسطس/ آب المقبل، بينما نحن في البحرين نعاني من أجل إنهاء مسابقة تلعب فقط من 18 جولة، فكيف بنا لو لعب من 36 جولة.

دائما ما نقول أن فارقا شاسعا يفصل بين كرتنا والدوريات القريبة منا في دول الخليج، فلدينا لا تعرف الفرق متى ستلعب، ولديهم يعرفون حتى مواعيد مبارياتهم المؤجلة، ولدينا لا نعرف مسمى المباريات المقدمة من الأسبوع المقبل مثلا، ولديهم يلعبون مباريات هي في الأصل تابعة للجولة الأخيرة في الأسابيع الأولى من الدوري، ولدينا جداول تصدر بشكل يومي، وهناك جداول توضع لموسم بأكمله، ولدينا جولات تلعب بشكل ناقص، ولديهم الفرق تلعب مبارياتها بشكل متساو، ولدينا الكثير الكثير، فدائما نحن في البحرين غير.

ليست الحجة الملاعب، فهي لا دخل لها بمباريات لم تحدد في الأساس ولم توضع في الجدول الرسمي الذي يتغير دائما، كل هذا يؤثر بالطبع حتى على مستويات المنتخب الوطني الذي لا يعرف متى يبدأ إعداده لمبارياته الدولية.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2448 - الثلثاء 19 مايو 2009م الموافق 24 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً