يفضل المخرج البحريني محمد القفاص، وكعادته في كل عام، أن يتحدث إلى وسائل الإعلام حول أعماله الجديدة بنوع من الحذر الشديد، خشية أن يكشف بعض خطوط العمل الرئيسية وتضيع «المفاجآت» التي يحملها إلى جمهوره في كل مرة.
«ألوان الوسط» قررت أن تقتحم «حصن القفاص» الذي ما عهدنا منه سوى الصراحة والشفافية، لتكشف للقراء أهم الخطوط الرئيسية للمسلسل القطري «قلوب للإيجار» الذي يتعاون فيه القفاص وللمرة الأولى مع الكاتبة المبدعة وداد الكواري، فكان هذا اللقاء:
* أين وصل العمل في «قلوب للإيجار»؟
- قاربنا الانتهاء من تصوير مشاهد وأحداث المسلسل، والتصوير مازال قائما، ومن المقرر الانتهاء منه خلال 20 يوما، وبعد ذلك سيدخل مرحلة المونتاج التي ستتم في دولة الكويت.
* وما القصة التي يدور حولها المسلسل؟
- القصة هي «مفاجأة» سيتعرف عليها الجمهور من خلال متابعتهم للعمل، ولكن عموما، العمل عبارة عن «فنتازيا» تجمع بين الكوميديا والتراجيديا، مشكلة دراما حياتية واقعية تعبر عن خليط من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، رسمتها أنامل الكواري في نص أقل ما يوصف بأنه رائع، شدني إليه وجعلني أعتذر عن عدد من الأعمال الخليجية لمجموعة من الأسماء الكبيرة.
* وما الجديد الذي سيقدمه القفاص في «قلوب للإيجار»؟!
- هناك أشياء كثيرة من بينها: «لون العمل» سيكون مختلفا... الناس تعودت أن ترى النصوص الدرامية للكواري بكاميرا المخرج البحريني المتميز أحمد يعقوب المقلة، ولكنها هذا العام ستراها بكاميرا القفاص وأتمنى أن يتقبلوها.
أضف إلى ذلك أنني اعتمدت أيضا في هذا العمل على رؤية إخراجية جديدة، ولكنها «خطيرة» علينا ونجاحها يعتمد على مدى تقبل الجمهور لها... الرؤية تأتي في إطار مبدأ «السهل الممتنع»، إذ سيظهر الممثلون في أدائهم بشكل عفوي، بعيدا عن التكلف والتصنع والمبالغة.
من الجديد في هذا العمل أيضا أنني ابتعدت عن «فلسفتي الخاصة» التي عادت ما أضيفها في التصوير أو في أداء الممثلين أو حتى في اللقطات وألوانها... واعتمدت على الطبيعة.
وهناك أمر آخر جديد هو تصويرنا للعمل في موقع للمرة الأولى يصور فيه عمل درامي خليجي... فالناس تعودت أن تنصب خيمة في الصحراء، ولكننا في «قلوب للإيجار» نصبناها على البحر، وصورنا فيها أكثر من 300 مشهد، لماذا؟!... ستتعرفون على ذلك عند متابعتكم للعمل.
* كيف ترى التصوير خارج البحرين؟
- بلاشك أن العمل مهما كان جميلا، تبقى مرارة الغربة، ولكن هناك فائدة نحن نجنيها كوننا بحرينيين من عملنا في خارج البحرين، إذ يعد هذا تسويقا لأسماء بعض البحرينيين المبدعين الذين ربما غفل عن إبداعهم الكثيرون... ففي مسلسل «امرأة وأخرى» الذي سيعرض في رمضان المقبل إن شاء الله، أنا استعنت بالفنان البحريني جمال القائد، وهذا شيء جيد سيجعل الجميع ينتبه إلى هذا الاسم البحريني المبدع... نحن بوصفنا فنانين بحرينيين نطمح - كما قلت سابقا - إلى «التفريغ» الذي سيمكننا من رفع اسم البحرين عاليا.
* كالعادة، لابد للقفاص من إبراز أسماء جديدة، ترى ماذا ستقدم إلينا هذا العام؟
- سأقدم هذا العام أكثر من أربعة أشخاص هم شباب قطريون أذكر منهم (حمدة، إسراء، محمد وغيرهم) سيظهرون للمرة الأولى، وستكون أدوارهم رئيسية وليست ثانوية، وهذا ما يجعل الأمر ليس بالبسيط مطلقا... أحب الممثل الذي أراه للمرة الأولى لأنني أظل أفخر به بعد ذلك إذا عمل في مسلسلات أخرى مع مخرجين آخرين، فمثلا الفنانة القطرية نجوى، فقد ظهرت أول مرة معي في مسلسل «جنون الليل»، كذلك بالنسبة إلى الفنانة وجدان التي ظهرت في مسلسل «هدوء وعواصف» ثم ظهرت بعد ذلك في أعمال الفنانة زينب العسكري... أفرح كثيرا عندما أرى الوجوه الجديدة التي أخرجتها.
* من الصور التي وصلتنا لمسلسل «قلوب للإيجار» وحتى «امرأة وأخرى»، نرى أنك اعتمدت سياسة حازمة على ما يبدو في مكياج وأزياء الأبطال؟
- أنا أعترف بخطئي في مسلسل «عيون من زجاج»... الإنسان يخطئ ولكن عليه أن يصحح أخطاءه، بل يجب على المخرج منا أن يعرف ما يفرح أو يغضب جمهوره... في «قلوب للإيجار» يجب أن يظهر الممثلون والممثلات على طبيعتهم، لذلك فإن المكياج الطبيعي هو المناسب للعمل، هم جميعا يعيشون في بيئة طبيعية، أما في «امرأة وأخرى» فلا تقلقوا فقد استفدت من الانتقادت التي وجهت إلي في «عيون من زجاج».
* بعيدا عن التمثيل، من سيغني مقدمة مسلسل «قلوب للإيجار»؟
- مقدمة العمل ستكون من كلمات عبدالرحيم الصديقي، وألحان الفنان البحريني أحمد الهرمي، أما بالنسبة إلى المغني فهو سيكون بلاشك «سوبر ستار»، ولكن لم يتم اختياره بعد، على اعتبار أن لحن المقدمة لم يتم الانتهاء منه حتى الآن.
* ألا توجد أسماء معينة مرشحة لغناء المقدمة؟!
- هناك أسماء مرشحة مثل: حسين الجسمي، راشد الماجد، عبدالمجيد عبدالله، ولكننا لم نستقر على اسم معين بسبب اللحن.
* هل تنوي قضاء رمضان هذا العام بسلام من دون عمل جديد؟!
- خلال رمضان إن شاء الله سأحضر لعمل مسرحي سيعرض في عيد الفطر، وسيكون من تأليف أحمد الفردان، ويحمل اسم «نعم... لا... تعيش الحكومة».
* أليس هذا هو عنوان النص المسرحي الذي سبق وعرضتماه (القفاص والفردان) على الفنان القدير عبدالحسين عبالرضا؟!
- لا، هناك نص آخر موجود لدى الفنان عبدالحسين عبدالرضا، هو شخصيا لم يحدد وقت العمل عليه.
* بعد المسرحية، ألن يكون هناك نص درامي جديد؟
- بلا، فنحن (أقصد أنا والفردان) في صدد تقديم مسلسل «هدوء وعواصف 2»، وسيكون اسمه «سكون قبل العاصفة».
* ماذا عن الفيلم الذي وعدت جمهورك به؟
- مازال المشروع قائما، ولكني بانتظار النص الجيد، فأنا لا أريد أن أقدم إلى الجمهور عملا سطحيا، بل أريد أن أقدم عملا تكون له بصمة في تاريخ السينما البحرينية، وخصوصا أن المنتج أحمد العريان أعطاني موازنة مفتوحة، ولكنني متوقف على نص العمل.
العدد 2486 - السبت 27 يونيو 2009م الموافق 04 رجب 1430هـ
