العدد 2539 - الثلثاء 18 أغسطس 2009م الموافق 26 شعبان 1430هـ

عاداتنا لا مجال للتراجع عنها

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

لم يكن أحد يستغرب خروج أعضاء إدارة نادي التضامن إلى الصحافة ليعرضوا المعاناة التي يعيشها كل من له صلة بهذا الكيان ودامت 7 سنوات عجاف، وليناشدوا المعنيين للتدخل لحل المشكلة التي أدخلتهم فيها المؤسسة العامة للشباب والرياضة، لا سيما وأن الحياة في البحرين أصبحت تعتمد على الخروج إلى الشارع أو الاعتصام أو التحدث عبر الصحف من أجل إيجاد حلحلة لهذه المواضيع العالقة طوال هذه السنوات.

لم يكن أحد يتوقع، بل لا، فالحقيقة تؤكد أن الكل توقع أن تنكر المؤسسة العامة حقيقة نادي التضامن الذي كان أول الأندية المندمجة موافقة، بل وأولها من يتشرف ولي العهد بوضع حجر الأساس لهذا الصرح قبل 7 سنوات، وأصبح هذا النادي أحد أكثر الأندية تهميشا من قبل المؤسسة، ونست تلك التواقيع والمواثيق التي وقعتها عبر مسئوليها ولا زالت محفوظة في الأدراج لديها، بل وحتى لدى الحكومة التي كانت أول السعداء بهذا الدمج، وما حضور ولي العهد إلا دليل ذلك.

لكن صدقت المؤسسة كما يقال، هذا النادي سيخدم أبناء القرى الفقيرة والتي قد تقلب الرياضة البحرينية ناحيتها وتبعد الأندية الكبيرة، فلماذا نعمل على إهدائهم ناد نموذجي يحتوي على كل المرافق التي من شأنها تطوير لاعبي هذه القرى، في الأساس لماذا نعطيهم الميزانية التي تم الاتفاق عليها قبل عملية الدمج من أجل تسيير أمور النادي ما دمنا لا نود استفادته، بالتالي دعونا نواصل مماطلتنا بالوعود والتوقيعات والأوراق الرسمية التي يعرف الجميع أنها لا تعني شيئا بالنسبة للمعنيين وهي كما يشار إليها كما لو لم تحدث، فهذه هي عاداتنا.

الكثير استنكر على نادي المالكية عدم دخوله في عملية الدمج مع نادي التضامن كما هو الحال لداركليب، وباعتقادي فإن عدم اشتراكها في هذا الجرم كان هو الصحيح، لأنها خاضت سابقا تجربة فاشلة مماثلة مع اتحاد الريف تحت مسمى نادي الجزيرة ولا تريد تكرارها، لأنها لم توافق على الاندماج إلا بعد البناء النموذجي، وهذه هي العملية الصحيحة لعملية دمج الأندية كما هو الحال في الأندية العمانية التي اندمج بعضها ولكن بعد تواجد النادي النموذجي، ولعل دعوة أهالي بوري لمركزه بالعودة عن الدمج والخروج المسبق لاتحاد الريف، دليل واضح على الإهمال المتعارف عليه من قبل المؤسسة العامة المعنية من قبل الحكومة البحرينية بالرياضة لأندية القرى.

يتضح لنا من خلال هذه الأمثلة أن المعني بهذا الإهمال هي أندية القرى التي لا تسير حسب قناعات المعنيين، وتفكير المؤسسة -على ما يتصوره على أقل التقادير أهالي هذه القرى- بأنه لو أعطيت هذه القرى أمثال هذه الأندية النموذجية، فإنها ستقلب صورة الرياضة البحرينية هو الصحيح، لأنها قادرة على تغيير سيطرة الكبار على مقدرات الرياضة، ليس فقط بالمال، بل بالعنصر البشري الذي تحتويه، وما محاولات الأندية الكبيرة شراء وإغراء الكثير من لاعبي الأندية الصغيرة إلا دليل على خوفها من التحولات المستقبلية، وبالتالي فإن تطوير منشآت ناد كالمحرق على رغم وجوده، أفضل من تطوير ناد لا يملك سوى حجرة مستأجرة من قبل مركز كرزكان للاجتماعات وغيرها، أو مقر عبارة عن مجموعة محلات متلاصقة كنادي الاتفاق أو شقة سابقة تدار من خلالها أنشطة نادي النصر، لأن ذلك يعني قلب الصورة التي يراد توضيحها دائما، على رغم الوعود والمواثيق التي وقعها المعنيون لكل هذه الأندية، لأن خلاف ذلك يعد خروجا على عاداتنا.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2539 - الثلثاء 18 أغسطس 2009م الموافق 26 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً