العدد 2558 - الأحد 06 سبتمبر 2009م الموافق 16 رمضان 1430هـ

أكوام من الفحم في البحرين وأنابيب للمياه في الظهران حصيلة الغارة

تنشرها «الوسط» بالتزامن مع «القبس» الكويتية... تفاصيل مذهلة لما حدث في البحرين ليلة 18 أكتوبر 1940 (2-2)

الكويت - يعقوب يوسف الإبراهيم 

06 سبتمبر 2009

بمناسبة إحياء العالم هذه الأيام الذكرى السبعين لاندلاع الحرب العالمية الثانية تنشر «الوسط» بالتعاون والتزامن مع صحيفة «القبس» الكويتية تحقيقا يتكون من حلقتين عن قصة ما حدث ليلة 18 أكتوبر/ تشرين الأول العام 1940 خلال الحرب، إذ أغارت طائرات إيطالية على مصفاة البحرين لمنع الوقود عن القوات البريطانية. والتحقيق الشيق عبارة عن رواية بذل فيها كاتبها الكويتي المهتم بدراسة تاريخ الخليج العربي جهدا غير عادي بالجمع والتوثيق.

تناولت الحلقة الأولى دخول إيطاليا الحرب العالمية الثانية، وكيفية قيام سرب من أربع طائرات من نوع «سافويا» من قاعدة رودس اليونانية أقلعت يوم 18 أكتوبر 1940 في رحلة امتدت نحو 15 ساعة طيران لتهبط في مطار مصوع بأريتريا، لتقوم بالإغارة على منشآت نفطية في مطار المنامة بالبحرين وكيف حصلت الغارة وماذا عن الطائرات التي ضلت طريقها، لكن الطائرات أخطأت الهدف لتعود عن طريق بنغازي في ليبيا التي كانت تحت سيطرة إيطاليا، وفيما يلي حديث عن تقارير الدبلوماسيين بشأن الغارة:


قصة «الممر الفارسي» وميناء أم قصر

جاء ذكر كتاب «الممر الفارسي» PERSIAN CORRAIDOR من قراءات أحد المهتمين الشباب أحمد عاطف السالم، كما ذكره مقال الزميل أحمد الصراف بتاريخ 12 يوليو/ تموز 2009، ولا اختلاف على ما ذكر فيه، ولكن الجدير بالذكر أن الحكومة الأميركية لم تجد ميناء عاملا في الخليج العربي العام 1942 لتلبية احتياجات البواخر ذات الغاطس العميق لنقل المساعدات والذخائر الأميركية إلى الاتحاد السوفياتي. فوقع نظرها على ميناء أم قصر، فأنشأت في الجانب الغربي منه رصيفا جلبت أخشابه من الهند وأوصلته بفرع من سكة حديد بصرة - بغداد - خانقين قصر شيرين - كرمنشاه - طهران، ثم إلى قزوين والاتحاد السوفياتي، كما أنشأت فرعا آخر من سكة حديد من محطة المعقل (ماركيل) عبر شط العرب، حيث أقيم جسر خشبي ضخم أنشأه أحد المهندسين البريطانيين هول HALL، وأطلق اسمه على ذلك الجسر إلى وقت قريب، ومن خلال هذين الخطين شحنت تلك الكميات الضخمة من المعدات، حيث كانت القاطرات الروسية تعمل عليها طوال الفترة المتبقية من الحرب.

وبعد أن وضعت الحرب أوزارها بيعت كل المخلفات المنقولة. أما أخشاب ذلك الرصيف العملاق فقد انتهت في بناء الكثير من سفن أهل الخليج. ونترك هذا البحث إلى المهتمين بالنشاط البحري خلال فترات الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، ما يلقي الضوء على ذلك، فربما يكون ما بحوزتهم فائدة تردف التوثيق.

في سعينا إلى الإلمام بالموضوع من جميع أطرافه، لابد لنا أن نعرج نحو الجانب الرسمي لتكتمل الصورة، فليس لنا إلا الرجوع إلى التقارير التي تبعثها الدوائر الرسمية كالسفارات والقنصليات ودور الاعتماد السياسية في منطقة الخليج بأسرها، وهي معين لا ينضب لرصد الأحداث مهما كانت درجة أهميتها، وأبرزها باعتقادنا تقارير الخليج السياسية لعامي 1940 - 1941.

عندما نقلب هذه التقارير نجد إعلانا صادرا عن حكومة البحرين برقم 25-1359هـ، وتاريخ 17 رمضان 1359هـ، الموافق 19 أكتوبر 1940 نجد فيه ما يلي:

«نعلن لجميع المواطنين الكرام أنه في ليلة السبت 17 رمضان 1359هـ، حلقت طائرات معادية مخترقة أجواء وطننا في محاولة تخريبية لقصف مصفاة شركة نفط البحرين (بابكو) في المنامة.

وعلى رغم عدم وجود عوائق دفاعية للمجابهة، فإن الطائرات التي كانت تحلق على ارتفاع ألفي ذراع، قد ألقت قنابل بلغ عددها نحو أربعين قنبلة سقطت كلها خارج محيط المصفاة بمسافة نصف ميل.

وحمدا للعناية الإلهية لم تقع أي إصابة بشرية أو خسارة مادية تذكر، وتقوم حكومة الدولة البريطانية العلية بجميع إجراءات الدفاع، وكل ما يحفظ سلامة الأمن في الوطن.

ونسأل الله ونعقد عليه بأن يحمي المؤمنين من كل الشرور. سكرتير حكومة البحرين».

وعقب ذلك جاء تقرير مفصل للإغارة بعد زيارة للموقع قام بها الوكيل السياسي في البحرين الذي كتب ما شاهده يوم 19 أكتوبر 1940، كتب بتاريخ 20 أكتوبر 1940: في نحو الساعة الرابعة إلا ربعا من فجر 19 أكتوبر شاهد احد حراس مصفاة النفط طائرة مضاءة جميع مصابيحها، متجهة من الجنوب كانت في مقدمة سرب قوامه ثلاث طائرات ألقت قنابلها تباعا، كل على حدة وكان مسارها فوق المصفاة مباشرة، وعلى ارتفاع ألفين إلى ثلاثة آلاف قدم، ومجموع القذائف الملقاة نحو أربعين قنبلة لم ينفجر بعضها.

وحين مشاهدة الحارس الطائرات اخبر مسئول الدفاع، فتم إطفاء الأنوار لجميع منشآت المصفاة بعد سقوط القنابل الأولى مباشرة، ولكنه لم يستطع إطفاء مشاعل عزل الغاز FLARES التي كانت هدف الطائرات.

ومن المعلوم أن تلك المواقع تم تغييرها قبل أيام قليلة للتضليل، وربما ساعد ذلك عدم دقة التصويب، حيث وقعت جميع القنابل على بعد ثلاث مئة ياردة إلى الشرق من محيط المصفاة.

كانت القنابل من العيار الخفيف، لأن مساحة ما خلفته من حفر يتراوح بين ثمانية وعشرة أقدام وعمق أربعة أقدام.

ولم تحصل إصابات بشرية أو مادية. وقد قمت بالكشف على الموقع مع الضابط البحري الأعلى فجر ذلك اليوم.

تم وضع حراسة على مواقع السقوط، وقد وصل خبراء القنابل اليوم على طائرة بلينام BLENHEIM لفحص العبوات التي لم تنفجر.

وبينما كنت في الموقع تسلمت إشارة بأن طائرة ألقت سبع قنابل قرب الظهران أيضا وقد اتضح أن عدد الطائرات ثلاث ومجموع القنابل الملقاة نحو أربعين قنبلة وكما نشر فإنه لم تحصل خسائر مادية أو إصابات بشرية تذكر.

أما تقرير الوكيل السياسي في الكويت رقم 20/1940 في الفترة من 16 إلى نهاية أكتوبر 1940. وتحت عنوان فرعي «أخبار محلية»، فجاء فيه:

فقرة ف - القصف الجوي للبحرين أثار مخاوف الكويتيين ولكنه لم يغير رأيهم في الحرب حيث يعتقد الكثيرون أن أقوال هتلر وموسوليني دعاية واهية.

وفي موقع آخر من التقرير نفسه وتحت عنوان «استخبارات عامة»:

فقرة 122 - غداة يوم قصف البحرين زار نائب القنصل الاميركي ببغداد زميله القنصل الايطالي (لم تكن الولايات المتحدة حينها قد أعلنت الحرب على دول المحور) والذي كان لا يؤمن بالحكمة من قصف السعودية، لكنه في الوقت ذاته أخبره بأن الطائرات الايطالية قد تم تزويدها بالوقود بواسطة غواصة خاصة.

وعلى الوتيرة نفسها، حينما زارني احد المواطنين الأميركيين في اليوم التالي للحادث انه قد سمع من راديو نيويورك بأن غواصة ايطالية خاصة قد زودت الطائرات بالوقود في مكان ما. وهذا يدل على سرعة انتشار الإشاعات الايطالية في الخارج ولو أنها لا تعني شيئا يستحق الاهتمام.


الوكيل السياسي الميجر غالاوي

أما المقيم السياسي في البحرين فقد أرسل برقية إلى المعتمد السياسي في بوشهر تحمل رقم س 382 بتاريخ 19 أكتوبر 1940، تحت عنوان: «مهم جدا».

«قُصفت مصفاة البحرين حوالي الرابعة فجر هذا اليوم من قبل طائرتين أو ربما ثلاث من مقاتلات العدو غير معروفة الطراز من ارتفاع قدره ثلاثة آلاف قدم.

لم تحصل إصابات بشرية أو خسائر مادية، مع العلم أن نحو خمسين قنبلة من العيار الخفيف قد ألقيت جميعها خارج منطقة الهدف. كما قصفت طائرة واحدة مواقع C.A.S.OC أدت إلى أضرار بسيطة بأنابيب المياه والنفط ما بين الظهران والخبر.

ثم أضاف:

أخبر كل من:

1 ـ الضابط البحري الأعلى عدن قيادة القوة الجوية الملكية العراق.

2 ـ تم تعميم إطفاء جميع الأنوار في منشآت النفط ابتداء من هذه الليلة.

وفي 19 أكتوبر 1940 أرسلت البرقية التالية:

من المفوضية البريطانية - جدة

إلى الخارجية البريطانية - لندن

أعلمتنا الحكومة السعودية أنه ليلة 18/19 أكتوبر أغارت طائرات مجهولة وألقت نحو ثلاث وعشرين قنبلة من عيار 25 إلى 30 باوندا. على منشآت CASOC في الظهران، وقد أحدثت خسائر طفيفة لشبكة الأنابيب ولم تنفجر قنبلة واحدة. وهربت الطائرات باتجاه الجنوب.

لم تعرف أنواع القنابل ولكن وجدت شعلات للمظلات PARACHUTE FLARES من صناعة ايطالية وعليها تعليمات باللغة الايطالية.

وفي برقية أخرى:

من المفوضية البريطانية - جدة

إلى وزير الخارجية - لندن

رقم 773 - 21 أكتوبر 1940

أرسل لي الأمير فيصل (وزير الخارجية حينها) رسالة تقول إن الطائرات سمعت فوق بلدة ليلى LAILA قبل فجر 19 أكتوبر وفوق بلدة أبها بعدها بساعات.


اختراق المجال الجوي السعودي

هذه المعلومات تثبت اختراق المجال الجوي السعودي لمسار الطائرات من البحرين إلى أريتريا. فبلدة ليلى تقع جنوب غرب الظهران وتبعد عنها بمسافة خمس مئة وخمسين كيلومترا تقريبا، كما أن موقعها جنوب الرياض بمسافة مئتين وسبعين كيلومترا تقريبا، وتبعد ليلى عن أبها في العسير مسافة ست مئة وخمسين كيلومترا فتكون المسافة بين الظهران وأبها نحو ألف ومئتي كيلومتر.

فتكون مدة الطيران نحو 4 ساعات بواقع مئتين وخمسين كيلومترا في الساعة هي سرعة الطائرة.

أما خط سير الطائرات من البدء فإنه كالآتي: رودس - بيروت - دمشق - مأدبة (جنوب عمان) - طريف - سكاكا - حفر الباطن - جنوب الكويت - المنامة - الظهران - ليلى - أبها - مصوع - زولا، وهي في مسافتها الكلية تبلغ أربعة آلاف وخمس مئة كيلومتر، استغرق طيرانها خمسة عشر ساعة ونصف الساعة، ابتدأت من الخامسة وعشر دقائق مساء 18 أكتوبر إلى الثامنة والنصف من صباح 19 أكتوبر، نفد فيها ألف ومئتان وستون غالونا من الوقود.

في رواية لفيوليت ديكسون (أم سعود) في كتابها «أربعون عاما في الكويت» ص 151 كشاهدة عيان، فقد كانت معلوماتها مختصرة وغير دقيقة، حيث ذكرت أن تاريخ الليلة هو 20 أكتوبر، والصحيح هو ليلة 18 أكتوبر، وان الطائرات شوهدت فوق الكويت ولم تذكر عددها.

ومن استعراضنا للوثائق البريطانية فقد اتضح أنها مع زوجها لم يكونا متواجدين في الكويت خلال تلك الفترة. فتقرير الوكيل السياسي رقم 19/1940 عن الفترة أكتوبر إلى 15 منه يذكر تحت عنوان «تنقلات»: 113 فقيرة أ ــ في يوم 14 أكتوبر غادر الكولونيل هـ.ار.بي. ديكسون ممثل شركة نفط الكويت المحلي وزوجته إلى البصرة بطريق البر في إجازة لمدة عشرة أيام وفي تقرير بعده رقم 20/1940 من 15 أكتوبر إلى 30 أكتوبر، يذكر تحت عنوان «تنقلات» أيضا ما يلي: 119 ــ عاد الكولونيل ديكسون وزوجته من العراق يوم 23 أكتوبر.

أما برقية المعتمد البريطاني في الكويت إلى المقيم البريطاني في البحرين رقم س / 477 بتاريخ 23 أكتوبر 1940 فقد جاء فيه: «لا يوجد أي اعتقاد بأن أصوات الطائرات قد سمعت فوق الكويت ليلة الغارة. وسوف أقوم باللازم للتحقق من ذلك. وقد أمر الشيخ بإطفاء الأنوار بعد الساعة العاشرة ليلا ومن ضمنها الإشارات البحرية في دسمان والوكالة البريطانية وان إشارة رأس الأرض مطفأة حاليا. وقد أخذت شركة نفط الكويت الإجراءات نفسها». ولم نجد بعد ذلك أي إشارة عن الموضوع نفسه، ما يعني أن مسار الطائرات هو بمحاذاة الحدود الجنوبية للكويت.

وختاما لما ذكرته التقارير الرسمية عن هذه الحادثة هو ما كتبه الوكيل السياسي في المقيمية بالبحرين عن الفترة من 15 أكتوبر إلى 31 منه تحت رقم 20/1940 وبعنوان «أمور محلية»:

أصيبت مصفاة البحرين يوم 19 أكتوبر 1940 نحو الساعة الثالثة والربع فجرا من قبل طائرتين أو ثلاث أتت من جهة الغرب وبعد تحليق على الموقع من ارتفاع ألفين إلى ثلاثة آلاف قدم ألقت مجموعة من القنابل بلغت أربعا وثمانين قنبلة، والتي لم ينفجر بعضها كلها من العيار الصغير، وكان وقوعها خارج الهدف وعلى بعد مسافة منه، ولم تحدث إصابات بشرية أو مادية، كذلك ألقيت قنابل على منشآت شركة ستاندرد كاليفورنيا العربية للنفط C.A.S.O.C في الظهران صباح اليوم نفسه، ولم تحدث خسائر بشرية بل بعض الأضرار في أنابيب النفط والماء.

وكان احتمال وقوع مثل هذه الغارة ضئيلا جدا بل غير وارد، فكان التركيز لحماية المنشآت من اعتداءات التخريب الفردية بنشر الإضاءة القوية على جميع المباني لإجهاض أي عملية تسلل.

وكان من جراء ذلك عدم التمكن من إطفائها بسرعة قبل سقوط القنابل. وقد كان الهدف في غاية الوضوح، بالإضافة إلى غياب وسائل الدفاع المضادة جعلت من الأمر غاية ما يتمناه أي هجوم جوي معاد. ولكن لماذا لم يصب هذا الهدف؟ هو أمر محير يبقى خارج نطاق المعقول.


اكتتاب المقاتلة «الخليج الفارسي»

في التقرير السابق نفسه وتحت عنوان «آراء محلية»: «كانت ردة فعل السكان العرب في البحرين والسعودية على الغارة الجوية في البداية بأنها حركة قامت بتدبيرها السلطات البريطانية لإثارة السخط ضد الايطاليين الذين انضموا إلى جبهة ألمانيا في حربها، ولخلق إشكالات بين حكومة المملكة العربية السعودية المحايدة والحكومة الايطالية ولتحريض الاميركان ضدهم أيضا.

ولكن كل هذه الظنون قد تبددت بعد أن بدأت الإذاعات الايطالية والألمانية تجهر بالمبالغة بمقدار الأضرار في البحرين وتضخيمها بدرجة عالية.

إضافة إلى ذلك، فقد اخذ توقيت الغارة منحى دينيا لوقوعها في منتصف شهر رمضان ذي المكانة المقدسة الخاصة عند المسلمين.

وحيث أن حجم الخسائر كما اتضح لا يستحق أي ذكر ولا يستدعي أي خوف من المهاجمين على الرغم من وضوح الهدف وعدم وجود أي حماية أو مقاومة إطلاقا ضد هجوم جوي، مما أدى إلى تفاقم درجة الازدراء عن إمكانات الايطاليين الحربية ومقدرتهم في الفوز والنصر».

ما سبق هو التسجيل الرسمي البريطاني لواقع الأحداث بمنظار محلي وهو استباق لما حصل فعلا، وكيف أدت تلك التداعيات إلى موجة من الغضب والاستياء من هذا العمل العدائي. فظهرت لدى الرأي العام في البحرين والكويت وبقية بلدان الخليج نغمة تبعها بروز حملة لجمع التبرعات لدعم المجهود الحربي بشراء طائرة مقاتلة تساهم في الجبهات القتالية. وهو ما فسره تقرير أعده الوكيل السياسي في البحرين رقم 1940/22 عن المدة من 17 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 30 نوفمبر 1940 فقرة 129 - تحت عنوان «اكتتاب مقاتلة الخليج الفارسي» THE PERSIAN GULF FIGHTER FUND جاء فيه:

«في اجتماع لأعيان البلد وفعالياته التجارية حول جمع الأموال (لاكتتاب مقاتلات الخليج الفارسي) برئاسة الشيخ سلمان بن حمد الخليفة، وقد عقد الاجتماع في حديقة البلدية يوم الاثنين الموافق 25 نوفمبر 1940. وقد تعهد المجتمعون على جمع مبلغ عشرة آلاف روبية لهذا الاجتماع يتبعه اجتماع آخر بعد وقت قريب».

أما تقرير رقم 23/ 1940 فإنه يذكر أن مجموع الأموال التي تبرع بها بلغت حتى منتصف ديسمبر/ كانون الأول 1940 ثمانية عشر ألفا وأربع مئة وتسعة وعشرين روبية وست آنات.

كما شاركت طوائف أخرى بالتبرع ومنها مبلغ ثمان مئة وسبعة وثمانون روبية تبرعت بها مجموعة من الإيرانيين. وشاركت جاليات مقيمة كالهنود وغيرهم في حملة التبرع. أضحى الإقبال كبيرا وأكثر من المتوقع، فجمع ما يفوق شراء طائرة واحدة، والذي كان هدف الحملة.

ووصلت حصيلة التبرع بعد ما يقارب بضعة أشهر من بدء الاكتتاب، كما يوضحه لنا تقرير بعثة المقيم السياسي في البحرين إلى مكتب حكومة الهند - لندن رقم ت/7 بتاريخ 18 فبراير 1941، إلى ما يلي:

1 - تحويل عشرة آلاف باوند استرليني من «اكتتاب مقاتلة الخليج الفارسي» لأجل شراء طائرتين مقاتلتين، وسنكون مسرورين إذا أطلق عليهما اسما البحرين والكويت.

2 - ازدياد تعاطف المواطنين العرب والهنود وغيرهم من المقيمين من طوائف مختلفة في جمع المال للاكتتاب.

وفي برقية من المقيم السياسي - البحرين إلى سكرتير حكومة الهند - لندن رقم ت/31/23 فبراير/ فبراير 1941. وفيها ما يلي:

1 - البرقية رقم ت/7 - 18 فبراير، هل تم تسلم المبالغ المحولة؟ الرجاء إذاعة ذلك في محطة الـ BBC باللغة الإنجليزية ونقترح إذاعته في الوقت المفصل (16.00) الرابعة مساء بحسب توقيت غرينتش.

2 - ربما استمعتم ما أذاعته محطة باري BARI الايطالية عن احتمال زيارة المقاتلات الايطالية مرة أخرى ردا على تبرع الشيخ حمد الخليفة (وكان الحاكم قد تبرع بثلاثين ألف باوند استرليني).

3 - أذيعت أخبار تسليم أول طائرتين مقاتلتين من إذاعة البحرين العربية يوم الخميس 20 فبراير الساعة 15.00 (الثالثة مساء)، نطلب أن يذاع الخبر نفسه باللغة الإنجليزية من محطة الـ BBC.

4 - لقد جمعت مبالغ مالية من أبناء التبعية البريطانية في مدن الجانب الفارسي من الخليج، ولأسباب معلومة اقترح أن تكون إذاعة أي خبر من ذلك باللغة الإنجليزية على أساس أن التبرع من المواطنين العرب والتبعية البريطانية وطوائف أخرى لاكتتاب المقاتلات الحربية للخليج العربي.

وكان الشيخ حمد بن الخليفة قد تبرع إلى الحكومة البريطانية بثلاثين ألف باوند استرليني - كما ذكر آنفا - وهو ما جاء في رسالة بتاريخ 4 نوفمبر 1940 من مستشار الهند إلى المعتمد البريطاني - البحرين الميجر تي. هكينونام.

طيا حوالة مصرفية من المصرف الشرقي - لندن إلى وزير الخزانة البريطانية THE CHANCELLOR OF EXCHEQUER هي تبرع الشيخ حمد إلى الحكومة البريطانية.

العدد 2558 - الأحد 06 سبتمبر 2009م الموافق 16 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً