صباح الخير...

صباح الوسط...

معكم تلك القارئة التي تناولت أطراف الصحيفة في عمر قد هرب من طموحه وأسدل ستاره وراح يغطُ في نوم عميق...

قلتُ: هشش فلتنصتوا لي...

لطالما اغتالتني الأقدار, ولطالما عبثت بي كلمات الآخرين وهي تفتشُ عن طموحي وأنا ابنة الثامنة عشر... ولطالما تناولتُ أطراف الفراش ورحت ضحية الدموع في ليله...

وماذا بعد؟

نعم... هناك حكاية ما...

حكاية نسجها اليأس وراحت تتفنن فيها إبرة اللامبالاة...

عن طموحي عن حُلمي قال: كانت هُناكَ صبيةٌ لم تتجاوز الرابعة عشر من عمرها بعد... خاضت الحياة بدلال الأهل واستمرت في بعثرة الطموح وأجادت رصد الأحلام لتأخذها إلى سلة المهملات... أصابها مرض المراهقة عند أعتاب المرحلة الإعدادية فتنازلت عن التفوق وأضاعت الجد والاجتهاد... حتى حان موعدها مع مرحلة أخرى...

وفي يوم كانت تتسللُ فيه إلى ضياع وقتها...

وقد بدأت الامتحانات تخطو بقربها...

وفي الثالث الإعدادي حينها...

جلست تلهو كعادتها...

وتتجاهل نصيحة أهلها...

حتى تلك الصرخة من أختها...

والتي ألقت بدورها...

«الوسط» صحيفتها...

كفي عن الكسل... ولتقرئي ما حصل...

شباب بلا عمل...

وشهادات بلا أمل...

وأزمة سكن...

كفي عن الكسل...

صارت الوسط في أحضانها...

أخذتها إلى غرفتها...

وعند الليل...

تناثرت حروفها...

وراحت تمدها...

بمقال قاسم حسين والعاطلين عن العمل حينها...

حتى أصبح الصباح بثقل همها...

وصار الكتاب رفيقها...

ولُقبت من مُدرستها...

بمثقفة الصف لكثرة قراءتها...

للوسط وأخبارها...

وصارت تكتبُ نثرها...

في كل يوم يمرها...

حتى أفاقت من غشيتها...

وصارت تذكرُ «الوسط» في حياتها...

وشاركت بفكرها في الكثير من فعاليات مدرستها... قريتها ...

ووطنها...

وكبر أملها...

ولم تنتهِ بعد حكايتها...

بالوسط طموحها...

بعد كل هذا...

ما زلتم في ذاتكم تقولون تبالغ..

أبدا...

فالصباح مع «الوسط» صباحٌ أبيض... وسماءٌ زرقاء... وغيمةٌ ماطرة...

الصباح مع «الوسط» لا يشبه فضاءاتهم الخاوية, ولا يشبه حبرهم المنافق ولا ورقهم الأصفر...

لـ»الوسط» وللعاملين فيها...

لأقلامها الشاهقة...

لضمائرها المرفوعة بالحق...

لحروفها الجارة للخير...

لواقعها الصادق...

لمن فيها... لرئيس تحريرها...

غيمةُ شكر لا تتوقف عن مطرها...

وللوسط... بأكملها...

وفي عامها الجديد بالخير والتوفيق أتمنى لها...

بتول إبراهيم أحمد