العدد 2581 - الثلثاء 29 سبتمبر 2009م الموافق 10 شوال 1430هـ

مطالبات الظهراني «ويش سوت»؟

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

كانت مطالبات رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني بضرورة دمج الأندية الوطنية وتوفير أندية نموذجية متكاملة في التجهيزات والاستعدادات والإمكانات لاستقطاب الشباب واستيعابهم بدلا من كثرة الأندية وتعددها مادة دسمة للنقاش في إحدى المجالس والديوانيات الشبابية التي عادة ما تشتعل بالنقاشات الرياضية والسياسية وغيرهما، فشدني ارتفاع أصواتهم وأنا أهم بالمرور مسلما على مجموع الجالسين، فدعاني أحدهم للجلوس والاستماع للنقاش فيما بينهم بعد أن أكد لي بأن الموضوع المطروح للنقاش رياضي.

نقاط كثيرة خرج بها هذا النقاش، لكن النقاط التي أوردها أحد أولئك الذين يعملون في ناد نموذجي يعيش أسوء أيامه نتيجة تنصل المؤسسات المعنية لمسئولياتها والمواثيق التي عاهدت بها النادي لجعله أحد الأندية النموذجية، فإذا به يصبح ناديا من دون ناد ولولا شفقة الآخرين لبقي أعضاؤه في العراء.

ماذا قال هذا الرجل (سأحاول نقل حديثه بالضبط)، قال: «في الحقيقة لم نتوقع أن تغدر بنا المؤسسة العامة وتضعنا في هذا الحال المزري، والأغرب من هذا أنها ذيلت الكثير من محاضر الاجتماعات بيننا وبينها بتواقيع مسئوليها كرئيس المؤسسة الشيخ فواز بن محمد، وأصبحنا الآن نعاني الأمرين، إذ لسنا الآن ناديا عاديا غير مندمج ولسنا ناديا نموذجيا، لكننا لا نملك في الحقيقة سوى (قرقور) نقوم به بكل شيء، أما الأندية غير النموذجية فهي تعيش أفضل الأحوال ولديها مبان وملاعب متكاملة، هذا هو الدمج الذي تريده الدولة من أجل تحسين صورة الرياضة لدينا».

قاطعه أحد الحاضرين قائلا: «بدل ما يزيدون عدد الأندية لأن عدد سكان البحرين ينمو يقومون بتقليصها، أنا أقترح بعد أن تقوم الدولة بتقليص عدد المراكز الصحية الكثيرة من أجل تحسين الخدمة في المراكز المندمجة حينها لأن كل مركز عنده أشياء مو موجودة عند الآخر وعندها يصير عندنا مراكز متكاملة الإمكانات، أو مثلا تقليص عدد النواب إلى 20 نائب فقط لأن العدد الحالي كبير، وصرف رواتبهم الكبيرة على الشعب».

ضحك الجمع وهم يسمعون اقتراح صاحبهم، لكن فكرة تقليص عدد النواب دخلت فكرهم فبدأ أحدهم يحسب ما مجموع رواتب نائب واحد في السنة، ليخرج المجموع أكثر من ميزانية ناد واحد يصرف ميزانيته على كل شي حتى تمويل الطلبة الجامعيين، فيما النائب يصرفها على نفسه فقط.

دخل رابع على خط المناقشة ليقول: «لدينا منشآت رياضية متهالكة، أندية نموذجية ضعيفة الإمكانات، مراكزُ شبابية فقيرة، أندية تعاني إهمالا واضحا ومقصودا، كلها أمور تحبط الإنسان البحريني الساعي إلى خير هذا البلد، غير أن آخرين لا يسعون نحو ذلك وإنما يحبون الخير لأنفسهم فقط».

وأضاف «أتساءل، هل من يطالب بضرورة دمج الأندية وبناء الأندية النموذجية يرى أن الأندية النموذجية التي بنيت حتى الآن عند الشباب والرفاع تسمى نموذجية، بالتأكيد لا، كل هذه الأندية من المفترض أن تسمى أندية معوقة، لماذا، لأنها لا تحتوي على ملعب بمدرجات كبيرة، ولا تحتوي على حمامات سباحة معتمدة، وإنما قاموا بزراعة ملعب وبنو صالة وقالوا إلينا هذه أندية نموذجية، عجل الأندية القطرية الجديدة ماذا تسمى، أندية خرافية لأنها تناطح في مستواها أندية إنجليزية كما هو الحال مع نادي السد مثلا والذي يشبه ملعب (أولد ترافورد) الخاص لمانشستر يونايتد».

في الحقيقة أصبحت مسألة الأندية النموذجية تثير الضحك والاشمئزاز أكثر من كونه فكرة جيدة، لا سيما وأن المؤسسة غير قادرة على تنفيذ العهود التي وقعها مسئولوها، حتى أن بعض الأندية التي اندمجت حين بدأت الفكرة عادت لتفك دمجها لتعيش بعض الارتياح بعد أن كان البؤس والمعاناة يغلف حياتها اليومية، وهذا دليل على فشل هذه التجربة التي مازال البعض يطبل لها من أجل ماذا.

انتهى نقاش الديوانية من دون الوصول إلى نتيجة سواء بالوقوف مع الدمج أو ضده، لكن آخر المتكلمين قال من باب الدعابة: «انتخبوني وسأعمل لكم ناديا نموذجيا، أو تدرون، عندي أحد المقاولين بخليه يبني النادي بتكلفة بسيطة».

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2581 - الثلثاء 29 سبتمبر 2009م الموافق 10 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً