العدد 2582 - الأربعاء 30 سبتمبر 2009م الموافق 11 شوال 1430هـ

فضاءات تقرأ

صدر للقاصة أمينة هاشم الكوهجي المجموعة القصصية الثانية بعنوان «الزائرة الغريبة» وقد احتوت المجموعة على 15 قصة قصيرة، بدأت بحب في الثلوج، ثم عبرت إلى دهاليز الماضي، فوخزت بأشواك في القلب، وألقت عن كاهلها القرار الأخير ببقايا أم، وخفقة قلب، ثم صدفة تسرد المهمة المستحيلة، فتعبر إلى لقاء مع الماضي، وسكون في العاصفة، تجرها إلى لحظة غادرة، وكلمات متناثرة، ثم حكاية المدمن، لتقول في الختام وداعا للماضي، هكذا ربما يحيلنا السرد إلى تخلص من معاقرة لحظات صاخبة أرقت القلب في ما مضى فاستراح منها باللجوء للحكاية، استغرقت القصص 149 صفحة من القطع المتوسط، صمم الغلاف وأخرج المجموعة شركة آر ميديا المحرق البحرين، وقد صدر للمؤلفة مجموعة قصصية سابقة بعنوان «جحيم المطلقات».


بنية المتخيل في نص ألف ليلة وليلة

صدر عن دار الحوار للنشر والتوزيع بسورية «كتاب بنية المتخيل في نص ألف ليلة وليلة» لمؤلفه المصطفى مويقن من الحجم الكبير، وهذا الكتاب في الأصل رسالة جامعية أشرف عليها الدكتور إدريس نقوري، والكتاب يقع في 270 صفحة.

ضم الكتاب مقدمة ومجموعة من المباحث في ثلاثة فصول، في الفصل الأول تحدّث الكاتب عن بنية المتخيّل في الثقافة الإسلامية وفيه رصد المؤلف فعل التخيل ونظرية المعرفة ثم توقف مع ثنائية الخيال والوهم عند التهناوي ثم توقف مع مفهوم الخيال في بيئة البلاغيين حيث عبدالقادر الجرجاني وحازم القرطاجني، ثم مع مفهوم الخيال في بيئة الفلاسفة حيث رصد ثنائية التصوّر والتخيّل عند اليونان والمسلمين ثم توقف مع المفهوم التخيلي عند العرفانيين خالصا إلى نظرية الخيال عند ابن عربي.

وفي الفصل الثاني دخل الكاتب في غرضه الأساسي من الدراسة وهو تشكل المتخيل في نص ألف ليلة وليلة راصدا طبيعة هذا المتخيل عبر التوقّف مع ألف ليلة وليلة كنص متمثلا استراتيجيات الخطاب فيه محددا هوية المرسل والمرسل إليه وصيغة الحكي وما تفترضه من مواجهة وهيمنة متحدثا عن نفعية الخطاب من الكلمة للتجربة وتجاوز الواقع عبر فعل الحكي الموجّه من شهرزاد لشهريار في شكل ثلاثة أحداث هي الحدث المساعد والحدث المعيق والحدث العنيف.

ثم حدد الكاتب في المبحث الأخير من هذا القسم أهم مقومات النص في ألف ليلة وليلة حيث انفتاح النص، والوسائط النصية، ومقولات الخطاب، والمسافة النصية بين زمن السرد وزمن بناء النص نفسه واندماجهما في السياق، ثم رصد ثنائية السحر والمرأة في نص ألف ليلة وليلة.

أما في الفصل الثالث فعنونه الكاتب بآليات اشتغال المتخيل في نص ألف ليلة وليلة حيث درس في المبحث الأول العناصر المؤسسة للتخيّل في النص فتوصّل إلى سبر كل من العناصر التالية: العنصر المقامي، والقضوي، والحدثي، ثم اللفظي التوالدي، وفي المبحث الثاني درس آليات اشتغال الفعل العجائبي من خلال بنية السرد والتضمين، والتناوب، ورصد الفعل الغرائبي عبر توظيف عقيدة المسخ ورصد الحيوان في ألف ليلة وليلة، وفي المبحث الثالث أشار إلى تجليات البطل محاولا أن يمسك بالأنواع الأساسية للبطولة في نص الألف ليلة حيث البطل الأسطوري والبطل الخرافي والبطل الشعبي وقد ذيّل الدراسة بكشف لأهم المصطلحات الواردة في الكتاب ثم بمجموعة المصادر والمراجع.

وقد عمد الكاتب في هذه الدراسة إلى محاولة الكشف عن شفرات ألف ليلة وليلة بوصفه نصا ناجزا متجاوزا النظرة إليه على أنه يقع خارج الصيغة الأدبية لكونه خارجا من الهامش، ليس صريح الملامح كجنس أدبي محدد، موظفا الحوار كآلية للدخول في مسارب هذا النص، عبر فهم مراجعه السابقة محاولا كشف العقلية الاجتماعية التي أنتجته وجاء في سياقها، ولذلك عمد إلى دراسة مفهوم المخيلة في البيئة اللغوية والبيئة الفلسفية والعرفانية من خلال بعض أشهر رموز هذه البيئات.

وقد بيّن الكاتب سبب اختياره نص ألف ليلة وليلة باعتباره نصا مؤسسا في الثقافة العربية الإسلامية مبينا أهمية هذا النص بما يضم من قصص متنوعة الأصول والجذور بما يكشف عن اعتباره أحد الأعمدة الهامة في التراث الإنساني، وبما يعكس انفتاح الثقافة العربية على الآخر إنسانيا وإبداعيا وثقافيا.

العدد 2582 - الأربعاء 30 سبتمبر 2009م الموافق 11 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً