العدد 2658 - الثلثاء 15 ديسمبر 2009م الموافق 28 ذي الحجة 1430هـ

«الشرق الأوسط» تنشر القصة الكاملة لخلاف وول مجلس التعاون على مرشح البحرين (محمد المطوع)

مرشح البحرين محمد المطوع
مرشح البحرين محمد المطوع

الكويت: سلمان الدوسري (صحيفة الشرق الاوسط) 

تحديث: 12 مايو 2017

حصلت «الشرق الأوسط» على القصة الكاملة للخلاف البحريني القطري على تسمية المرشح البحريني محمد المطوع كأمين عام لمجلس التعاون خلفا للقطري عبد الرحمن العطية، وهو ما تسبب في تأخير للجلسة الافتتاحية التي قضاها القادة في محاولة لتضيق هوة الخلاف، قبل أن يصدر البيان الختامي بصيغة توافقية تشير إلى أن المجلس الأعلى وافق على تعيين «مرشح لمملكة البحرين»، كأمين عام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لمدة ثلاث سنوات تبدأ من أول أبريل (نيسان) 2011، خلفا لعبد الرحمن العطية الذي تنتهي فترة عمله في نهاية مارس (آذار) 2011، لكن البيان لم يذكر صراحة أن المجلس وافق على تعيين محمد المطوع بالاسم.

وأكد مصدر رسمي مسؤول في الوفد البحريني لـ«الشرق الأوسط»، المعلومات التي تشير إلى أن هناك تحفظا قطريا على تسمية المطوع على وجه الخصوص، وقال إن البحرين تصر على أن يكون مرشحها هو محمد المطوع لا غيره، «بعد موافقة أربع دول على ترشيحه.. ولن نغير اسم المرشح طالما حصل على موافقة الغالبية».

وبحسب المصدر، وافقت كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت، بالإضافة إلى البحرين، على تسمية المطوع، الذي كان ضمن الوفد الرسمي المرافق لملك البحرين خلال مشاركته في القمة، كأمين عام للمجلس.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول موقف المنامة من التحفظ القطري على مرشحها وزير الإعلام السابق محمد المطوع، قال المصدر البحريني المسؤول: «نحترم التحفظ القطري، لكن في نهاية الأمر غالبية دول المجلس وافقت على مرشحنا المطوع».

وبحسب المعلومات التي توافرت لـ«الشرق الأوسط»، فقد كانت الموافقة القطرية في تصريحات الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية، تتركز على ترحيبها بـ«مرشح بحريني»، لكن الدوحة لم توافق أساسا على المطوع على وجه الخصوص، وهو ما أشارت إليه «الشرق الأوسط» في عددها ليوم أمس.

ونظرا لعدم التوافق الخليجي على تسمية المطوع، فقد طلبت البحرين التصويت على مرشحها، حيث وافقت السعودية والكويت والإمارات، بينما تحفظت كل من قطر وعمان، التي طلبت من البحرين تغيير مرشحها المطوع، طلبا للتوافق على مرشح مقبول من الدول الست، وهو ما رفضته البحرين بشدة.

وتشير مصادر إلى أن السبب الرئيسي للتحفظ القطري على محمد المطوع، أنه أساء لقطر إبان فترة تسلمه سدة وزارة الإعلام، التي تزامنت مع الخلاف البحريني القطري على جزر «حوار» الواقعة في الخليج العربي، قبل أن يتجه الطرفان لمحكمة العدل الدولية، التي حكمت بالجزر لصالح المملكة البحرينية.

وتولى المطوع وزارة الإعلام خلال الفترة من 1995 وحتى عام 2002، عندما حل محله الوزير الأسبق نبيل الحمر، الذي يتولى حاليا منصب مستشار الملك للشؤون الإعلامية ورئيس مجلس أمناء معهد العلوم السياسية.

وفيما يخص ما يقول عنه الجانب القطري من أن المطوع أساء لقطر إبان توليه وزارة الإعلام، بالطبع من خلال الإعلام المحلي في البحرين، تقول مصادر بحرينية إن التذكير بمراحل سابقة بما تحمله من ظروف معينة، أمر من الصعب التعاطي معه «خاصة أن هناك من المسؤولين القطريين الحاليين من نتعامل معهم وهم كانوا ممن أساء إلينا بشدة خلال تلك الفترة».

ويخشى مراقبون من أن يكون التحفظ القطري بداية لحساسية من التعامل مع المطوع، خاصة أنه سيمثل المجلس التعاوني، ولن يمثل البحرين، وهو الأمر الذي يبدو أن قطر لا تريد أن يتسبب في حاجز بينها وبين عمل الأمانة العامة خلال الفترة المقبلة.

ولعل اللافت في الخلاف البحريني القطري على تسمية المطوع، هو مسارعة البحرين بعيد انتهاء أعمال القمة، ومن خلال إعلامها الرسمي، إلى التأكيد على أن القمة الخليجية وافقت على ترشيح محمد المطوع كأمين عام للمجلس التعاوني، على الرغم من أن البيان الختامي أشار إلى الموافقة على تعيين «مرشح لمملكة البحرين»، وهو ما عده مراقبون رغبة بحرينية في التأكيد على أن مرشحها هو المطوع ذاته لا غيره.

وفي تصريح صحافي، أعرب وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة عن شكر وتقدير مملكة البحرين للدول الخليجية كافة «على دعمها لمملكة البحرين ومرشحها محمد إبراهيم المطوع لتولي منصب الأمين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلفا للأمين العام الحالي عبد الرحمن بن حمد العطية».

وفي قمة مسقط عام 1996 تحفظت قطر على تسمية المرشح السعودي حينها جميل الحجيلان كأمين عام للمجلس، خلفا للإماراتي الشيخ فاهم القاسمي، حيث كانت الدوحة راغبة في أن يكون المرشح من مواطنيها، إلا أن دول المجلس مضت في الموافقة على تسمية الحجيلان للمنصب بالتصويت بالغالبية، لكن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني استقبل فيما بعد جميل الحجيلان، وهو ما عنى حينها موافقة قطرية على ترشيحه.

وفي يونيو (حزيران) من العام الحالي، رشحت البحرين وزير إعلامها السابق محمد إبراهيم المطوع ليكون أول بحريني وخامس خليجي يتولى منصب أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

ومن المنتظر أن يباشر مطوع عمله فعليا في أبريل (نيسان) عام 2011، خلفا للأمين العام الحالي القطري عبد الرحمن العطية، الذي تنتهي ولايته العام بعد المقبل. ورشحت البحرين رسميا المطوع، الذي يشغل حاليا منصب مستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية، ليتولى منصب الأمين العام لمجلس التعاون، حيث تقول مصادر بحرينية إن المنامة «تنازلت» أكثر من مرة عن أن يكون الأمين العام من مواطنيها، لصالح دول «شقيقة»، غير أن المصادر تؤكد أن البحرين اكتفت بالتنازل وتريد هذه المرة أن تمارس حقها في أن يكون الأمين العام لمجلس التعاون بحرينيا.

وخلال الأشهر الماضية قامت البحرين بجهود دبلوماسية كبيرة للترويج لمرشحها للأمانة العامة، وتوجت هذه الجهود بجولة خليجية قام بها وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة لقادة دول المجلس، حيث سلمهم رسالة من الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، يطلب منهم فيها الموافقة على المطوع مرشحا عن البحرين لمنصب الأمين العام لمجلس التعاون.

وبالفعل أثمرت هذه الجهود الدبلوماسية عن موافقة لأربع دول هي: السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، على الترشيح البحريني، إلا أن المفاجأة كانت حاضرة في أن قطر، التي سبق وأن تنازلت البحرين عن دورها في الأمانة العامة لصالح مرشحها عبد الرحمن العطية، لم ترد على رسالة الملك البحريني. وظل المراقبون في انتظار مفاجآت اللحظة الأخيرة برسالة قطرية تصل قبل انعقاد القمة تؤيد الترشيح البحريني، إلا أن ذلك لم يحدث وظلت الأمور معلقة، حتى صرح الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء القطري ووزير خارجيتها، بأن بلاده ترحب بـ«مرشح بحريني»، لكنه لم يزل كل الغموض حيث لم يعلن موافقة بلاده على المرشح المطوع.

ولم تعلن أي دولة خليجية، باستثناء البحرين، عن رغبتها في ترشيح أحد مواطنيها لمنصب الأمين العام، وأثير أن قطر ترغب في التمديد للأمين العام الحالي عبد الرحمن العطية لفترة رابعة، الذي تولى المنصب ثلاث فترات متتالية، لكن ذلك لم يصدر بشكل رسمي من قبل السلطات القطرية. وشغل المطوع، بالإضافة إلى وزارة الإعلام، منصب وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، وكان مستشارا خاصا لملك البحرين، قبل أن يشغل منصبه الحالي، كمستشار للأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء للشؤون الثقافية. ودخل المطوع الوزارة أول مرة عندما عين في يونيو (حزيران) من عام 1995 وزيرا للإعلام ووزيرا لشؤون مجلس الوزراء، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2002 تم تعيين نبيل الحمر وزيرا للإعلام واستمر المطوع في التشكيلة الوزارية كوزير لشؤون مجلس الوزراء، حتى عام 2006 عندما خرج من الحكومة بعد أحد عشر عاما قضاها وزيرا في حكومة بلاده. ويشغل منصب الأمين العام لمجلس التعاون أمناء من الدول الأعضاء بالتناوب، وتبلغ مدة كل فترة ثلاثة أعوام، حيث كان الكويتي عبد الله بشارة أول أمين عام للمجلس (1981 ـ 1993) لأربع دورات، ثم الإماراتي الشيخ فاهم القاسمي (1993 ـ 1996) لدورة واحدة فقط، تلاه السعودي جميل الحجيلان (1996 ـ 2002) لدورتين، وكان الدور حينذاك على البحرين، إلا أن قطر طلبت منها التنازل لها فوافقت البحرين، فتم اختيار القطري عبد الرحمن العطية (الأمين العام الحالي 2002 ـ 2011) لثلاث دورات متتالية.
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 30 | 2:24 م

      جسر المحبه

      إلا جسر المحبه لا تييبون طاريه لا تفاولللللللللون علينا الهل في قطر ناطرينا

    • زائر 29 | 2:08 م

      مصيبة

      حده يكون موظف عادي وليس منصب رفيع المستوى مانبي مطوع مزعج لا يعرف ينطق اللغة العربية صحيحأ.. ملاحظة نرجوا من جلالة الملك النظر في التعيين

    • زائر 28 | 1:48 م

      فاشل

      اول تصريح له بعد الترشيح رايح يقول ما نبي جسر المحبة

    • زائر 27 | 1:44 م

      بال

      يسبب ازعاج الى الدول الشقيقة نرجوا النظر

    • زائر 25 | 12:43 م

      محمد المطوع

      المطوع الشخص الغير مناسب ولا يعرف شي في السياسة الخليجية وغير كفاءة في كفاءت بحرينية افضل من المطوع

    • زائر 24 | 12:34 م

      الأمانة صمام

      يشتكي العالم من الصمام الحقيقة وان كان صماما للأمان وجب عليهم تعينة ولاكن لا ارى انا هذه الشخصية هي الشخصية الامينة على الرغم من انتقاداتي للمجلس الخليجي بشكل عام كون القضايا العالقة لا تحل ...

    • زائر 21 | 12:22 م

      المطوع من أفضل الكفاءات

      ان ترشيج المطوع هو عين العقل فهو من افضل الكفاءات البحرينية لتولي هذا المنصب.
      نتمنى للسيد محمد المطوع كل التوفيق في منصبه الجديد.

    • زائر 18 | 10:32 ص

      راي البحرينين

      لماذا لايؤخد راي البحرينين في هذا الشخص فهل هو مؤهل لهذا المنصب من عدمة ماذام هناك تحفظ عليه من الشقيقة قطر لان اهل مكة ادرى بشعابها

    • زائر 17 | 9:27 ص

      هل المطوع؟

      اذا كان التاخير فقط بسبب المطوع لملذا هو لا يتنازل لشخصية اخرى يعني في النهاية لانزال نحن (الجميع) المسفيدين

    • زائر 16 | 8:45 ص

      بالعكس

      بالعكس يا اخوان ذو شخصية رزينة محترمة ويستاهل

    • زائر 15 | 8:43 ص

      الى زائر رقم واحد .. ندري

      نقدر ونتعاطف مع الاخوة فى قطر . لكن عفى الله عما سلف

    • زائر 13 | 7:59 ص

      جعجعه بلا طحين

      جعجعة بلا طحين

    • زائر 12 | 7:34 ص

      البحرين تطلب من قطر المستحيل

      الكل يعرف ما نقله تلفزون البحرين ايام الخلاف مع قطر

    • زائر 11 | 7:08 ص

      خير خلف لخير سلف

      انا برايي لو انهم يشوفون ليهم شخص انسب من محمد ابراهيم المطوع لكان افضل

    • زائر 10 | 7:03 ص

      معلم متحلطم

      لا يستحق هذا المنصب، فهو في نظري (فشخرة على الفاضي). أذكر إبان الميثاق الوطني خرج علينا ببدعة إنشغال واشتغال الجمعيات السياسية ظنا منه أنه يمكن أن يتلاعب بالألفاظ ويحرز هدفا في مرمى المعارضة... لكن خرج بعدها الملك وصرح باشتغال الجمعيات بالسياسة... كما أنه كما ذكر الأخ (1) فإنه ثقييييييييييييييل

    • زائر 9 | 6:45 ص

      الي متى

      الى متى دائما البحرين تتنازل
      لازم اكون امين عام المجلس بحرينى سواء المطوع او اي واحد اخر وهذا حق

    • زائر 8 | 6:41 ص

      سياسة دولة قطر الشقيقة متخبطة

      أتمنى من دولة قطر أن تكون عامل توحيد لا عامل تفريق بين الأشقاء في مجلس التعاون في الخليج العربي.

    • زائر 3 | 3:46 ص

      ثقيل

      الصراحة المطوع من أثقل الشخصيات السياسية في الخليج

اقرأ ايضاً