يشيع اليوم (الاثنين) جثمان المرجع الديني آية الله العظمى حسين علي المنتظري في مدينة قم الإيرانية المقدسة، والذي وافته المنية مساء أمس الأول (السبت 19 ديسمبر / كانون الأول 2009) عن عمر ناهز الـ 87 عاما في منزله بمدينة قم بعد صراع طويل مع المرض.
- ولد المرجع الديني آية الله العظمى حسين علي المنتظري العام 1922، في مدينة نجف آباد القريبة من مدينة أصفهان.
- أحد كبار قادة ومهندسي الثورة الإسلامية في إيران العام 1979. وكان من المقربين لقائد الثورة الإمام الراحل آية الله العظمى السيد روح الله الموسوي الخميني منذ مطلع الستينيات من القرن الماضي. والمنتظري يعتبر أحد منظري الثورة الإسلامية وأحد واضعي دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكان قد رأس المجلس التأسيسي الذي كتب دستور الجمهورية الإسلامية في 1979 قبل عرضه على الاسفتاء العام. بعدما تشكل النظام الجمهوري الإسلامي تم إقرار نظرية ولاية الفقيه للحكم، وعينه الإمام الخميني ومجلس الخبراء، نائبا للإمام وخليفة له. وظل يلقب بخليفة الإمام من العام 1979 حتى 1989 في الصحف ووسائل الإعلام وعلى لسان المسئولين، كبارهم وصغارهم. والمنتظري هو أبرز من ألَّف ونظَّر لولاية الفقيه من علماء الدين في إيران.
- والده كان فلاحا، ورغم امتلاكه مزرعة وحديقة، إلاَّ أنه كان يعمل مزارعا لأحد المالكين. وكان والده مثل العديد من أبناء مدينة نجف آباد آنذاك يحضرون الدروس الدينية ويتعلمون مقدمات اللغة العربية والعلوم الدينية والقرآن، وكان يخطب ويقيم صلاة الجماعة إلى جانب عمله في المزرعة.
- تتلمذ المنتظري في بداية حياته على يد والده، وذهب إلى المدارس القديمة (الكتاتيب)، لكنه ترك المدرسة بعد أن تعرض للجلد على يد أحد المعلمين.
- بعدها أرسله والده إلى مدينة أصفهان، وحضر هناك دروس الشيخ منصور في الأدب.
- وفي العام 1937، ذهب إلى مدينة قم المقدسة للدارسة في حوزاتها الدينية. وكان حينها المرجع الكبير آية الله العظمى عبدالكريم الحائري على رأس الحوزة الدينية.
- ونظرا إلى أن الحكومة الإيرانية في ذلك الوقت كانت تجري امتحانا للراغبين في الانضمام إلى المدارس الدينية في الحوزة ومن كانوا يريدون ارتداء العمامة، شارك المنتظري في الامتحان ونجح. واعتمد في بداية دراسته الدينية على الأموال التي يرسلها إليه والده (رغم قلتها وعدم كفايتها)، وذلك لعدم صرف الحوزة راتبه في أول عشرة أشهر على إقامته في قم المقدسة.
- حكم عليه بالإعدام العام 1975، في عهد شاه إيران رضا بهلوي بسبب قيادته نشاطات المعارضة تحت إشراف الإمام الخميني، لكنه لم ينفذ. وأطلق سراحه بعد ذلك بثلاثة أعوام في 1978 مع قرب انتصار الثورة الإسلامية، وأصبح عضوا رئيسيا في المجلس الثوري الإيراني الذي قاد السنوات الأولى للجمهورية الإسلامية إلى حين اكتمال المؤسسات الدستورية.
- تم اختياره ليكون خلفا لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام الراحل الخميني، وعينه الإمام الخميني نائبا له وسماه «الفقيه الأعلى»، وقال إن شخصيته تتلخص عدة مرات في شخصية المنتظري.
- أثناء الحرب العراقية الإيرانية (1980 - 1988) توترت علاقات إيران مع عدد من الدول العربية المجاورة، وقد اتهم وقتها شقيق صهر الشيخ المنتظري (السيد مهدي الهاشمي) بالوقوف وراء هذا التوتير، واتهم الهاشمي بملفات داخلية وخارجية مختلفة، ولم تفلح المراسلات بين الإمام الخميني والمنتظري في وقف محاكمة وإعدام السيد مهدي الهاشمي (شقيق صهر المنتظري ومدير مكتبه السيد هادي الهاشمي). وبعد إعدام مهدي الهاشمي في 28 سبتمبر/ أيلول 1987 تأثرت العلاقة بين المنتظري وقادة الجمهورية الإسلامية الآخرين بشكل مباشر. وكان السيد مهدي الهاشمي يتسنم منصب رئيس مكتب حركات التحرر العالمية في الحرس الثوري الإيراني (الباسداران)، واتهم باتهامات كثيرة من بينها التدخل في شئون دول عربية وخليجية، وقتل، وتزوير وثائق، وتسريب خبر الزيارة السرية للمبعوث الأميركي روبرت ماكفرلين إلى إيران (في مايو/ أيار 1986) إلى مجلة «الشراع» اللبنانية التي نشرت الخبر في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 1986 (ما سمي في أميركا لاحقا بـ «إيران - غيت»). وكانت محكمة رجال الدين، وهي محكمة ثورية خاصة أنشئت بمرسوم لمحاكمة رجال الدين تولت أولى القضايا لها بعد إعادتها إلى العمل في 1987 من خلال محاكمة مهدي الهاشمي وإصدار حكم الإعدام عليه.
- وفي مارس/ آذار العام 1989، اتخذ الإمام الخميني قرارا تاريخيا بعزل المنتظري من منصبه (خليفة الإمام)، بسبب استمرار اختلاف مواقفه من سياسات الحكومة. وعاش بعدها في مدينة قم المقدسة.
- في العام 1997، تم فرض الإقامة الجبرية عليه.
- أصيب في العام 2001 بأزمة قلبية حادة وذلك بعد انقضاء حكم بالبقاء خمسة أعوام رهن الإقامة الجبرية، وظل على إثرها في المستشفى لفترة طويلة.
- رفعت عنه الإقامة الجبرية العام 2003 لأسباب صحية خلال رئاسة الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي.
- في يونيو/ حزيران 2009، كسر عزلته السياسية ودعم المرشح مير حسين الموسوي في انتخابات الرئاسة.
- انتقد بعدها المنتظري نتيجة الانتخابات الرئاسية وقمع التظاهرات التي أعقبت الانتخابات، وقال إن «النظام يمكن أن يسقط إذا تواصل قمع التظاهرات السلمية في إيران، وإنه إذا لم يتمكن الشعب الإيراني من المطالبة بحقوقه المشروعة من خلال تظاهرات سلمية وتم قمعه فإنه من المحتمل أن يؤدي تصاعد التبرم إلى تدمير أسس أية حكومة مهما كانت قوتها».
- رغم أن عددا من أبرز تلامذته الأوفياء تسلموا المناصب التنفيذية الرفيعة بعد انتخاب محمد خاتمي رئيسا للجمهورية (وخاتمي نفسه يعد من تلامذته والمعجبين بشخصيته)، غير أنهم لم يتمكنوا من رفع الإقامة الجبرية عنه، بل إن عددا منهم، مثل وزير الداخلية السابق عبدالله نوري والباحث وعالم الدين المثقف محسن كديور وحجة الإسلام حسن يوسفي اشكوري، تعرضوا للمحاكمة في محكمة رجال الدين الخاصة، ثم السجن بسبب دفاعهم عنه وبسبب انتقادهم لممارسات النظام.
- كان المنتظري مؤمنا بمبدأ الوحدة بين المسلمين وبضرورة إزالة الخلافات السنية الشيعية، ومن مناصري وداعمي القضية الفلسطينية منذ سنواتها الأولى، وتميز بعلاقاته الوطيدة مع مختلف علماء المسلمين في أنحاء العالم، ولذلك اقترح الاحتفال بـ«أسبوع الوحدة الإسلامية» الذي يصادف أيام المولد النبوي الشريف، وظلت الجمهورية الإسلامية تحتفل بهذا الأسبوع حتى بعد إزالة المنتظري من خلافة الإمام الخميني في 1989.
العدد 2663 - الأحد 20 ديسمبر 2009م الموافق 03 محرم 1431هـ
وافته المنية
وافته المنية مساء أمس الأول (السبت 19 ديسمبر / كانون الأول 2009) عن عمر ناهز الـ 87 عاما في منزله بمدينة قم بعد صراع طويل مع المرض.
نعي الخامنئي لمنتظري
و قد امتحنه الله في الايام الاخيرة من حياة الامام الراحل (رض) اختبارا صعبا وخطيرا فنسأل الله سبحانه أن يشمله بمغفرته ورحمته ويجعل من المشاكل الدنيوية كفارة لتلك المرحلة....
لا تعليق نو كومنت
مهام مجلس صيانة الدستور
تناط بأعضاء مجلس صيانة الدستور مهمة مزدوجة هي: مرة عند الترشيح لعضوية المجالس التشريعية,، ومرة عند إصدار المجالس للقوانين واللوائح، فهو يشرف على جميع الاستفتاءات التي تجرى بدولة إيران، سواء تعلقت بالبلديات أم التشريعيات أم الرئاسيات أم اختيار أعضاء مجلس الخبراء، فلمجلس صيانة الدستور تقييم المرشحين وإعلان رأيه بشأن أهليتهم للترشح. ومن معايير المجلس في تقييم المترشح صحة العقيدة الإسلامية والولاء للنظام ولاية الفقيه. (المصدر: الجزيرة نت)
رحمه الله
لم يرضى بالظلم، فنحاه السلطان. حلم بثورة للأمة الإيرانية تحتضن أبنائها لا أن تستعبدهم باسم الدين.
نعي السيد القائد لمنتظري
بلغنا أن الفقيه الكبير الحاج الشيخ حسين علي منتظري رحمه الله قد رحل عن الدنيا والتحق بالرفيق الاعلي .
لقد كان الفقيد الراحل فقيها متبحرا واستاذا بارزا تربي علي يديه الكثير من الطلبة وكرّس فترة طويلة من حياته في خدمة النهضة التي اعلنها الامام الخميني (طاب ثراه) وقام بالعمل الجهادي الكثير وتحّمل كثيرا من المصاعب.
و قد امتحنه الله في الايام الاخيرة من حياة الامام الراحل (رض) اختبارا صعبا وخطيرا فنسأل الله سبحانه أن يشمله بمغفرته ورحمته ويجعل من المشاكل الدنيوية كفارة لتلك المرحلة....
اللهم ارزقنا الثبات
الجهاد و التضحية شرف لكن الثبات هو توفيق إلهي.
عنفوان الحرية .. ايها الفقيه الاعظم
انه عملاق الحرية .. عنفوانه وشموخه كان ارفع من المناصب الدنيويه الزائله
رحل عظيماً .. لم ينحني
ومن يقرأ عن وسائل الاعلام الرسمية الايرانية يقرأ كيف الظلم واقع عليه .. هل إيران بلد الإسلام الحالم او العادل والنزيه ام انها خرافه بإسم الدين ؟
ردي الى الزائر رقم واحد
ان كنت تتحدث عن ألفين او ثلاثة آلاف او حتى 10 آلاف ايراني يأكدون جبروتية الحكم الإيراني هم الاكثرية ، فماذا تقول عن الملايين الكثيرة التي تأيد بأن حكومة ايران هي الحكومة الشرعية الحقيقية الوحيدة في الكرة الأرضية ؟؟ تتحدون عن 10 آلاف او اقل من الايرانيين المتظاهرين ضد الحكومة الإيرانية وتنسون الملايين الأخرى الجالسة في بيوتها التي تأكد انها مؤيدة للحكومة ،، رحمك الله يامنتظري وفي جنان الخلد ان شاء الله تعالى
مهندس الثورة ونعم المهندس
الله يرحمه ويحشره مع محمد وآل محمد
لأنه قال كلمة الحق...فرضت عليه الإقامة الجبرية وسيرته الذاتية تعكس مدى جبروتية الحكم في ايران..نحن في البحرين لا نعيش الواقع الإيراني وكثير من الإيرانيين يشتكون ذلك