العدد 2665 - الثلثاء 22 ديسمبر 2009م الموافق 05 محرم 1431هـ

أصدق وأجمل أنواع التكريم

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

طلب أحد لاعبي منتخباتنا الوطنية تغيير لعبته المفضلة والانتقال لمزاولة لعبة كرة القدم فقط من أجل تحقيق غاية طال أمدها، تفاجأ المسئولون وهم يرون إلحاح هذا اللاعب رغبته في لعب كرة القدم، وبعد سؤاله عن فحوى ذلك، كانت الإجابة: « الحصول على وظيفة تقيه حر الدنيا وفقرها»، وهو يرى جميع لاعبي منتخب الكرة وقد عملت أكبر الجهات الرياضية والحكومية على توفير وظائف لمن لا يعمل، قبل خوضهم غمار الملحق الأخير لنهائيات كأس العالم، من دون أن يحققوا الهدف المنشود بالتأهل للمونديال العالمي أو يحققوا إنجازا أي كان ولو لمرة واحدة، في مقابل تحقيقه الإنجاز تلو الإنجاز وبقائه يصارع من دون وظيفة».

غياب هذه الوظيفة، أمست تجبر لاعبي منتخباتنا الوطنية واحدا بعد واحد ويوما بعد يوم لأن يخرجوا على صفحات الصحف ليعلنوا وبشكل ذليل حاجتهم الماسة إلى وظيفة تسد فقرهم وتكفل عائلتهم وتبعدهم عن مد يد الحاجة، وليناشدوا المعنيين للتدخل لحل هذه المشكلة، أصبحت الحياة في البحرين تعتمد على الخروج إلى الشارع أو الاعتصام أو التحدث في الجرائد والصحف من أجل حلحلة لهذه المواضيع العالقة طوال هذه السنوات.

آخر هذه الأمثلة تصريح لاعب منتخبنا للكرة الطائرة وأفضل لاعب صد في البطولة الخليجية الأخيرة يونس عبدالكريم وزميله محمد حبيب ومناشدتهما السلطات الرياضية في البحرين، من دون نسيان الكثيرين قبلهم، فقد بحت أصواتهم وهم يطالبون دولتهم بإنصافهم نظير التضحيات التي يبذلونها في سبيل الأرض التي ولدوا عليها وترعرعوا فيها.

هل يحتاج أمثال يونس وحبيب ولاعب نادي النجمة علي مرهون ولاعب نادي باربار تيسير محسن ولاعب داركليب الدولي ميرزا عبدالله وغيره أن يخرجوا على صفحات الصحف ليعلنوا مأساتهم، وأنا أتحدث هنا عن لاعبي المنتخبات الوطنية وليس لاعبي الأندية، أم أصبحنا بحاجة إلى أن يزاول هؤلاء تغسيل السيارات أو جمع العلب كما حدث لبعض لاعبي منتخباتنا السابقين، كلاعب المنتخب الوطني للكرة الطائرة صادق إبراهيم ولاعب منتخب كمال الأجسام وحامل فضية العالم عباس مكي لكي تبدأ السلطات الرياضية بعملها بإيجاد حل لمشكلات أبرز اللاعبين الذين تعتمد عليهم صفوف المنتخبات الوطنية.

الموقف الذي يتعرض له أمثال يونس عبدالكريم ليس وليد المصادفة، وعبدالكريم ليس اللاعب الأول الذي تتمثل له هذه المشكلات، فجميع اللاعبين يعيشون بين نارين، أولهما خدمة الوطن وناديه مهما يكن وفي أي وقت، وثانيهما أن يحصل على قوته اليومي ليصرف به على عائلته التي يعيلها، وكل هذه الأمور مطالب أن يقوم بها في وقت واحد.

هذا الموقف يؤكد لنا أن اللاعبين بشتى المنتخبات الوطنية يعانون الكثير، وأنهم بحاجة ماسة إلى أن تتدخل الدولة لمساعدتهم، لا أن تضعهم في خندق لا يعرفون الخروج منه وهي تطالبهم بأن يساهموا في رقي منتخباتها، إذ من غير المعقول أن يقوم اللاعب بمساعدة الدولة على تحقيق البطولات من دون أن تقوم هي بمساعدتهم بتوفير وظيفة كريمة لهم، في ظل الحياة الصعبة التي يعيشها المواطن البحريني أصلا.

المشكلة ليست وليدة المصادفة، ومعناها أن تدخل الحكومة في فرض قانون معين يساعد اللاعب هو الحل الأمثل، كما هو الحاصل مع اللاعبين المستوردين من الخارج وقد أعطيت لهم الجنسية البحرينية ليلعبوا براحة نظير الوظيفة الكريمة التي تحصلوا عليها، هذا إذا كانوا يعملون في الحقيقة لأن غالبيتهم وعلى ما يبدو ليسوا في البحرين، ويسافرون للعب باسم البحرين فقط من دون خوف قطع الرزق الذي هو أهم شيء في هذه الحياة.

الهبات والمكرمات التي تعطى للاعبي منتخب كرة القدم، اعتقد بأنها خلقت نوعا من الانفصام لدى لاعبي المنتخبات الأخرى، إذا ما عرف اللاعب أنه سيسافر وسيلعب وسيبذل كل ما في طاقته من دون أن يحظى باحترام الجهات المعنية، حتى لو عاد بالبطولة فإن التكريم الواجب من الدولة لن يكون إلا بعد سنة أو أكثر.

أكبر تكريم لهذه المنتخبات ولاعبيها الذين يحققون الإنجازات هو توفير الوظيفة الكريمة لهم، وليس بصعب على القيادة الرياضة والسياسية التي نشرت خبر توظيف كل لاعبي منتخب كرة القدم أن تعيد ذلك مع أبطال حققوا الإنجازات ورفعوا اسم البحرين عالية وهم ينتظرون التكريم نظير ذلك.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2665 - الثلثاء 22 ديسمبر 2009م الموافق 05 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 8:07 م

      التكريم للوزراء فقط

      ويش يخلي هاللاعبين أحسن منا يعني، جاب بطولات احنا جبنا شهادات، أكو قاعدين بلا توظيف بس يعني تبون تتوسطون ليهم .. ثانياً محد قال ليهم يروحون يلعبون كووورة أنا واحد تحسرت على الكورة لكن ما شفت روحي طلعت في نادي أو منتخب لأني عرفت النتيجة سلفاً .. كل يوم وطالعين لينا بمقال والله خبر حتى تتوسطون للاعبين! .. صايرة الوسط تتشفع للاعبين عند الحكومة وباقي الشباب خلهم ياكلون تبن أحسن ليهم :(*&^

اقرأ ايضاً