العدد 2680 - الأربعاء 06 يناير 2010م الموافق 20 محرم 1431هـ

من قال إن التجنيس بلا حسنات!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

يستغرق الكثيرون في البحرين بذكر سوءات التجنيس القائم على قدم وساق في البحرين منذ عدة سنوات وللآن، ويذهب أغلبيتهم بعيدا في التباكي على حظ هذا الشعب العاثر لما يسببه من ضغطٍ على الخدمات من تعليم وإسكان وصحة وطرق وشوارع، بل إن البعض يذهب إلى أبعد من ذلك فيرى فيه نموذجا للتغيير الديمغرافي السريع لبنية المجتمع البحريني، وما إلى ذلك من الاتهامات التي ما أنزل الله بها من سلطان والتي ما يفتأ يرددها العديدون بين فينة وأخرى، بينما يغفلون عن حسنات التجنيس التي يراها الحصيف رأي العين، وكأنهم في ذلك يقفون عند «ولا تقربوا الصلاة» دون أن يكملوا بقية الآية الكريمة!

نعم، وأقولها بالفم الملآن إن للتجنيس حسناتٌ لا ينكرها إلا متحامل لا ينظر إلا بعينٍ واحدة، وأول تلك الحسنات هو الجهد الجهيد الذي تبذله الدولة من أجل زيادة موارد الدولة عبر البحث عن مكامن أخرى للنفط في البر والبحر من البحرين؛ لأن بقاء الموارد على صورتها الحالية يعني أن السلطة لن تكون قادرة على الإيفاء بالمتطلبات المتزايدة لحاجات شعبها من البحرينيين الأصليين والجدد الآخذ في النمو سريعا بسبب القفزات الديمغرافية المتزايدة، التي فاقت المتوسطات العالمية للنمو السكاني بقرابة الضعف، إذ لهؤلاء حاجات وحقوق يجب الإيفاء بها للمحافظة على حالة الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي للدولة، ذلك أنه لابد للسلطة أن توفر المستلزمات الأساسية على الأقل لـ «شعوبها البحرينية»، حتى تضمن بقاء الأمور في السكة التي رسمت لها، أفلا نحمد الله على أن التجنيس دفع للإسراع في البحث عن موارد أكبر للبحرين؟

الحسنة الأخرى هي أن البحرين برقعتها الحالية التي تقارب 800 كيلومتر مربع لن تكون قادرة على استيفاء الطلب المتزايد على الأراضي السكنية، بعد موجات التجنيس التي تهب على البلاد، فبعد أن كان عدد الطلبات في البلاد في العام 1992، لا يزيد عن 700 طلب، وصل الآن إلى 7 آلاف طلب سنويا، رغم أن الزيادة الطبيعية للبحرينيين تتناقص كل عام.

ويبدو أن الأمر استدعى أن يتم السماح لمتنفذين من أهل الخير بدفان ما يقارب 88 كليومترا جديدا من البحر، وبمليارات الدنانير، دون أن يدخل في جيب الحكومة فلس أحمر أو أصفر واحد، ومن دون أن تخصص منها ولا مشروعا عاما واحدا للآن إذا استثنينا «المدينة الشمالية» التي لا يعلم إلا الله والراسخون في النفوذ ما مآلها ومصيرها.

السلطات أرادت أن تحيي أرضا جديدة ولشعب جديد، والمهم في الأمر، أننا في البحرين ممتنون لكلِ مشاريع الدفان التي تمت لأنها بكل بساطة وبعيدا عن الدعاوى المغرضة، تكاد تنتشل البحرين من قعر القائمة من بين دول مجلس التعاون من حيث المساحة وتجعلنا على الأقل نقترب من مساحة قطر التي تكبرنا حاليا بـ 15 مرة على الأقل، فيكفينا أسفا أن أرضنا الصغيرة المساحة، ويكفينا فخرا أن هناك من يصل الليل بالنهار بترخيص أو بدون ترخيص للقيام بعمليات الدفان التي ستزيد رقعة أرضنا، وستدفع الجهات المعنية إلى جلب المزيد وتجنيسهم؛ لأنه لا يجوز أن تبقى أرضٌ في البحرين بلا مواطنين!

الحسنة الثالثة هي أن السلطة بدأت تفكر أكثر في مواطنيها وخاصة أولئك المجنسين الذين يتوفر لهم أغلب الخدمات التي لايزال يحلم بها الأصلاء في هذه الأرض من سكن ووظائف، فهؤلاء يحتاجون إلى رعاية خاصة من الدولة بعد أن ضحوا بتراب بلادهم من أجل ثرى دلمون وأوال وتايلوس، ولا يجوز أبدا تركهم «يتمرمطون» كباقي المواطنين في حياتهم، ولعلي لا أغالي إذا ما قلت إن التراجع عن زيادة أسعار البنزين وهو لفتة كريمة من حكومة كريمة، لا ترضى أن تزداد الأعباء على هؤلاء الذين ضحوا بجوازاتهم الزرقاء والبنفسجية والبنية من أجل اللون الأحمر، كما أنه فيما يبدو قد حسبتها الحكومة فوجدت أن توجهها لقصر الدعم على المواطنين لن يجدي لأن كثيرا من الأجانب الموجودين حاليا سيصبحون عاجلا أو آجلا مواطنين بحرينيين، وبالتالي فكأنك «يا بوزيد ما غزيت»!

الحسنة الرابعة وهي حسنة حقيقية، إن فئات الشعب الأصلي بدأت تتماسك تدريجيا في اتخاذ موقف موحدٍ إزاء ملف التجنيس، فاليوم ابن الزلاق والبديع وجو وعسكر والحد والمحرق وقلالي يشعرون بذات الأسى الذي يشعر به أهالي سترة والسنابس والمالكية والدير، وقد بدأنا نسمع أصواتا حتى من النواب أنفسهم تقول إن المجنسين أصبحوا أصحاب الحظوة الأولى في البلد قبل المواطنين الأصلاء.

نعم، ربما لاتزال الأصوات ضعيفة وخافتة إزاء فداحة ما يجري إلا أنها حسنة مهمة أدّاها التجنيس إلى المواطنين - المنشطرين طائفيا - ليبدؤوا بالتفكير بحاضرهم ومستقبل أبنائهم.

وعليه نختم بالقول، من يقول إن التجنيس كله سيئات عليه بمراجعة نفسه والنظر إلى الجانب المشرق في الأمر... إذ يبدو القادم أكثر إشراقا، فحمدا وشكرا على نعمة التجنيس!

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 2680 - الأربعاء 06 يناير 2010م الموافق 20 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 6:01 م

      كم استلمت نظير المقال.

      الحسنات ذهبت إلى جيبك.

    • زائر 24 | 2:02 م

      من فوائد التجنيس أيضا ..

      أن تتحول أحياء سكنية بأكملها الى الجالية السورية الذين يحبون الجلوس فوق الكراسي عصراً خارج منازلهم الجديدة والدردشة وشرب الشاي والقهوة والذي يريد ان يشاهد مسلسل باب الحارة يذهب لمدينة حمد لرؤيته على الهواء مباشرة. وما في داعي لرؤية الأفلام الهندية عندنا أفلام يومية أكشن ,كوميدي ,رعب ورومانسية.

    • زائر 23 | 11:32 ص

      أرض العرب لكل العرب

      هذا كان رد المجنس عندما كنت في زيارة لسوق المحرق وكان قد أغلق الموقف ولم أستطع المرور وعندما عاتبته ووصل بنا الحوار بان قلت له هذا وطني أنا قال أنا ايضا وارض العرب لكل العرب ،هذه أهم فوائد الاحتلال عفوا التجنيس ؟؟؟؟؟؟

    • زائر 21 | 8:55 ص

      الحسنة السادسة

      زيادة قوات الأمن وتكوين جيش متنوع الجنسيات يحمي تراب الوطن من الغرباء المواطنين.

    • زائر 20 | 6:20 ص

      ويلي على التجنيس

      ماهي اسباب التجنيس؟ او بالاصح استبدال نصف شعب ؟ السبب هو الولاء لارض هذا الوطن ولعروبته. فالولاء يتضمن المواطنة واستحقاق الفرد للتنعم بخيرات البلد. والسبب الثاني هو المشاركة ببناء هذا الوطن ورفعه وليس حرقه وتشويه سمعته. واللبيب بالاشارة يفهم

    • زائر 19 | 6:14 ص

      هههه

      اعجبتني باسلوبك الساخر فعلا ....

    • زائر 17 | 5:25 ص

      لم يكفي التجنيس حتى طعنا في عروبتنا وولائنا

      إن أول ما يغذّاه المجنس هو أنك قادم على شعب ليس لديه ولاء لوطنه إنما ولاءه لبلد آخر.
      لذلك لو دخلت في نقاش مع أي من المجنسين فلن تسمع غير هذه الإسطوانة. لا والأدهى بدت هناك جهات تعمل التشكيك في مصداقية إنتماء البحرين لعروبته
      رغم أن بعض هذه الأقلام نسيت أصلها من أين أتت!
      محاولات يائسة مرة بالتشكيك في ولاءنا لأرضنا
      ومرة بالتشكيك في انتماءنا لعروبتنا رغم أن شواهد التاريح أكبر من أن يتنكر لها كويتب او متعرب
      فنحن شعب لنا تاريخنا المشرف قبل الإسلام ومن فجر الإسلام

    • زائر 16 | 5:18 ص

      ما هو شعور المجنسين

      إن بعض المجنسين هم من دول عانت من احتلال المحتل وإلى الآن بلدهم ترزخ تحت وطأة الإحتلال فما هو شعورهم وهم يرون المحتل يلعب بخيرات بلدهم وهم مطردون مشردون منه؟ اليس هذا نفس ما يذوقوننا. الأدهى والأمر من ذلك أن هناك من غرس في نفوسهم أننا شعب بلا ولاء لوطنه لا أدري من أين أتو بهذه الفرية ؟ ألم يكن هذا الشعب هو الذي صوت لعروبة البحرين في السبعينات ألم يكن هذا الشعب هو من حمل سيارة الملك من على الأرض الم يصوت على الميثاق ب98%

    • زائر 14 | 4:11 ص

      التجنيس

      كيف يشعر هؤلاء بقساوة التجنيس وهم جالسين فى قصور مشيدة ويتنقلون من مكان الى مكان بدون اي زحمة ولا يذهبون الى مستشفى لكي يرون بأم اعينهم الزحمة وطول الانتتضار بل افضل الاطباء في خدمتهم وفي اي وقت الله يوالينه العافية

    • زائر 13 | 3:26 ص

      المجنسين

      اكثر المجنسين فى البحرين عديمين كرامة لو كنت مجنس للملمت ملايسى وخرخت من هذا البلد با كرامتى

    • زائر 11 | 2:44 ص

      حسن حيدر

      الــــتــــــــجــنـــــــيـــــــس شــــر مـــطـــلـــق

    • محب البحرين | 1:51 ص

      حسافة يالبحرين

      "شر البلية ما يضحك"

    • زائر 10 | 1:33 ص

      الحسنه الخامسه(عبد علي عبا س البصري)

      ارجو الانصاف في الموضوع حيث ان المجنسين ليسو من الفئه الكادحه ،بمعنا انهم لا ينازعوننا في اقواتنا وأعمالنا وانما ينازعون الآخرين في وظائفهم وقواتهم ومجتمعاتهم.

    • زائر 9 | 1:20 ص

      ولا يحيط المكر السيئ الا بأهله

      لا نقول الا المشتكى الى الله ولكن ستدور الدوائر وسينقلب السحر على الساحر كما حدث مع العثمانيون عندما قدموا الاتراك وصارت نهاية دولتهم على ايديهم

    • زائر 8 | 12:06 ص

      بهريني انا بهريني

      هههه
      اي والله صدقت نشكرهم لان وحدوا السنه والشيعه بالنقطه ذي
      تعال شوفو المدارس شلون يوميا مشاجرات بين المجنسين والبحريني
      بهريني انا بهريني

    • زائر 7 | 11:19 م

      !!!!!!!!!

      وان من حسنات التجنيس فتح مجمعات تجارية ليستفيد المستثمر الاجنبي!!!!!!!!!!

    • مواطن مستضعف | 11:01 م

      إليك و إلى (كافة كتّاب الأعمدة المحترمين):

      عوفيتم يا من تشدّقت عروقهم الطيبة بتراب البحرين الطاهر. أكثروا من مثل هذه الأطروحات القيّمة, فأنتم صوت الشعب المحروم.
      وفقكم الله لما يحب ويرضى

    • زائر 6 | 10:52 م

      الى متى

      لو ادرك الكل المخاطر الكارثية التي تنتظرهم وابنائهم لما غط جفن لأحد ولفترشوا الشوارع احتجاجاً على مشروع تفريغ البلد من مواطنيه الاصلين بوتيرة واصرار لم يشهد العالم مثيل لها

    • زائر 3 | 9:13 م

      لغة

      ازيدك اخي الكاتب من حسنات التجنيس عرفنة اللغة الايرانيه ( خيلي ممنون )

    • زائر 2 | 8:44 م

      في الصميم

      ( ذلك أنه لابد للسلطة أن توفر المستلزمات الأساسية على الأقل لـ «شعوبها البحرينية» ) ...بالفعل بدلا من ( شعب بحريني ) اصبحنا ( شعوب بحرينية )

    • زائر 1 | 7:46 م

      هه

      سلمت

اقرأ ايضاً