العدد 2700 - الثلثاء 26 يناير 2010م الموافق 11 صفر 1431هـ

معرض البحرين الدولي للطيران

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

أقامت البحرين الأسبوع الماضي وبنجاح مبهر يعادل الكثير من المعارض الدولية المشابهة، معرض الطيران الدولي للمرة الأولى على قاعدة الصخير الجوية التي تم إنشاؤها خلال فترة قياسية «خمسة شهور» فقط، وسط حضور شخصيات مهمة دولية وخارجية، في دلالة واضحة على قدرة أجهزة الحكومة الرسمية على إقامة هذه الفعاليات والمشاريع الأخرى التي تحتاجها البحرين.

هذا الصرح الكبير وغيره من المشاريع الكبيرة كحلبة البحرين الدولية ومدينة القدرة أمثلة عريضة على القدرة الكبيرة لدى الدولة من أجل تنفيذ كل هذه وغيرها من المشاريع التي تخدم أكبر قدر ممكن من الشرائح في هذا البلد وأحد أهم الفعاليات التي بإمكانها إبراز وإبهار العالم بقدرات البحرين، وهم الشباب والرياضة، لكن وعلى العكس، فإن ما يتم إنجازه وبسرعة فائقة لا يمكن الاستفادة منه طوال العام، بل ولمناسبات بسيطة قليلة.

الأمثلة كثيرة كما قلنا في الرياضة، منها ملعب الدولة الوحيد «الاستاد الوطني» الذي أصبح مكانا لجميع الاستعمالات، فأصبح البحرين بلدا يلعب بأكمله على ملعب واحد فقط، وإن تعطل هذا الملعب فإن المباريات تعاني التأجيل أو النقل من مكان لآخر، وكأن الأندية (تشحت) لتلعب، والأدهى من ذلك فإن هذا الملعب يستخدم في كل شيء، للحفلات الغنائية والعروض الفنية، وفي جميع الاستعمالات، فبعد انتهاء هذه الأمسيات غير الرياضية، نبدأ من جديد في إصلاح ما خلفته هذه الأمسيات، بعد أن تتهالك أرضيته العشبية.

مسألة الأندية النموذجية مثال آخر، أصبحت تثير الضحك والاشمئزاز أكثر من كونها فكرة جيدة، ولاسيما أن المؤسسة غير قادرة على الوفاء بالعهود التي وقعها مسئولوها، حتى أن بعض الأندية التي اندمجت حين بدأت الفكرة عادت لتفك دمجها لتعيش بعض الارتياح بعد أن كان البؤس والمعاناة يغلف حياتها اليومية، وهذا دليل على فشل هذه التجربة التي لايزال البعض يطبل لها من أجل ماذا؟

الدول القريبة منا تعرف جليا أهمية الرياضة في إبهار العالم بالإمكانات التي تمتلكها كل دولة، فتلك قطر تحارب بكل قوتها أكثر من 5 دول من أجل استضافة حدث عالمي بقيمة كأس العالم لكرة القدم 2022، وهي التي استضافت أكثر من مسابقة عالمية وقارية، سيكون آخرها الشرف التي حظيت به في تنظيم بطولة كأس العالم لأندية كرة اليد ولـ4 سنوات مقبلة، ولا يمكننا نسيان الإمارات التي نجحت وستنجح في السنة الماضية بشكل أفضل في استضافة بطولة العالم لأندية كرة القدم، كل هذا النجاح يعود بالدرجة الأولى إلى القيمة الكبيرة للمنشأة التي تستضيف هذه الفعاليات.

النجاح الكبير الذي حققته الدولة في استضافتها لمعرض الطيران الدولي على رغم كونه الأول هنا، لم يكن فقط للزحف الجماهيري الكبير الذي حضر، أو للعروض المذهلة لسلاح الجو البحريني، أو للتنظيم بشكل عام للمعرض، وإنما أيضا للمنشأة التي استضافت الحدث، من خلال القاعدة الجوية المتطورة التي احتوت على مدرج ومساحات منظمة بشكل ينافس ربما ما هو موجود في معرض فارنبره الدولي في بريطانيا – وفارنبره هي التي عقدت اتفاقا مع البحرين لتنظيم هذا المعرض البحريني- أو حتى في معرض دبي.

في البحرين أيضا نطمح إلى تحقق ذلك وتدخلا من الحكومة يفضي بأن تكون سندا وداعما للعملية الرياضية في البحرين لما له من أثر على إنعاش العملية الرياضية، وخصوصا إذا عرفنا أن الرياضة ليست بمنأى من وجوب تدخل الحكومات في عملية إصلاحها، كما هو الحاصل في مثال دولة الإمارات وقطر.


مسابقة غير معادة

لم يحبذ الاتحاد البحريني لكرة القدم على ما يبدو إعادة المسابقة الصورية التي طبقها على الصحافة المحلية الموسم الماضي لبطولة كأس الملك، بعد أن شاهد الأخطاء الفظيعة التي حدثت في المسابقة الماضية، وهو الذي يعرف أن هذه المسابقة لو طبقت في الموسم الحالي فإن مصيرها الفشل، لأن جميع العاملين ليس فقط في «الوسط الرياضي» بل حتى في الملاحق الأخرى تأكد أنه لا جائزة ولا مسابقة حقيقية توجد، وإنما مسابقة صورية لتجميل الواقع السيئ الذي تعيشه رياضتنا دائما وهذه إحدى صورها «القبيحة»، لذلك فضل الاتحاد هذا الموسم أن «يتمنن» الملاحق الرياضية بأن يفعل الشيء ذاته، وأن يعلن عن ثقته بالملاحق في تقديم الصورة اللائقة كما حدث في الموسم الماضي بصورة لم تكن مسبوقة، وهذا ما لن يحدث هذا الموسم بالتأكيد.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2700 - الثلثاء 26 يناير 2010م الموافق 11 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً