العدد 2701 - الأربعاء 27 يناير 2010م الموافق 12 صفر 1431هـ

من (بنطلون) إلى...!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

قبل دخول فصل ما يسمى بـ «الشتاء» في البحرين تسوقت مع أسرتي، واشتريت من بين ما اشتريت سروالا (بنطلون) قطنيا لابني من أحد المحلات التجارية المعروفة، والتي تحمل اسما لامعا، وتبدع في صوغ عباراتها الإعلانية البراقة التي تجبرك على اقتناء بضاعتها.

ارتاح ابني في لبس السروال، وأيضا ارتحت أنا وأمه في النظر إليه، فقد أسعدتنا «كشخته» ولكن كل ذلك كان في المرة الأولى التي لبسه فيها، وأما في المرة الثانية فقد تحول (البنطلون) إلى (هاف)!! فقد انكمش انكماشا عجيبا ولم تغنِه تلك العبارات الدعائية، ولم تسمنه من جوع!

ابني ذو الخمس سنين فقط سأل أمه بغضب: أين باقي (البنطلون)؟!، فصرنا نضحك ولكن ابني كان يبكي، ويسأل من سرق باقي (البنطلون)؟

كان من الصعب علينا نحن الاثنين إقناعه بأن القماش انكمش، وأن القطن إذا لم يعالج معالجة جيدة فإنه ينكمش من أول (غسلة)؟ فصرنا نحن نضحك وهو يبكي!

ذكَّرني هذا (البنطلون) المغشوش بخدماتنا الإسكانية التي يروّج لها «البوربوينت الإسكاني السحري» بعبارات دعائية خيالية تتفوق على كل عبارات المحال التجارية، ولكنها ما أن تقترب من الواقع حتى تنكمش انكماشا عجيبا، بأكثر من انكماش (البنطلون) وتحوُّله إلى (هاف)!

وآخر صيحات انكماش بضاعة (البوربوينت) إعلان وزارة الإسكان أمام لجنة المرافق العامة في مجلس النواب عن توجهها لدراسة خفض مساحة الوحدة الإسكانية إلى النصف، لتبدأ من 100 بدلا من 200 متر مربع!، فأيهما أرحم انكماش (البنطلون) وتحوُّله إلى (هاف) أم انكماش البيت الإسكاني وتحوُّله إلى مرحاض - وانتون بكرامة - وهو بيت العمر الذي تنتظره الأسرة البحرينية الكريمة ربع قرن من الزمان؟!

لا أعتقد أن شركة (البنطلونات) لو سمعت بتضرر أحد زبائنها بأنها ستلزم الصمت حيال هذه الفضيحة المجلجلة وستبذل قصارى جهدها لضمان إنتاج ملابس من دون انكماش، من خلال معالجة خامها القطني معالجة جيدة، ولكن وزارتنا الإسكانية العتيدة بدلا من السير على المنوال ذاته، فهي من تخطط لهذا الانكماش، وهي من تروِّج له، وتبرِّر له، وكأن المعادلة الفيزيائية في الطقس المتقلب لبلادنا الحبيبة هي كلما تمددت الأرض من جهاتها الأربع للكبار، انكمشت من تحت أقدام الصغار، فهذه هي خاصية التمدد والانكماش في البحرين، والله المستعان على خاصية التبخُّر فهي أدهى وأمر!

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 2701 - الأربعاء 27 يناير 2010م الموافق 12 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • النعيمي2 | 7:17 م

      ليش !

      مقال رررررررررررررررروعة يفطس من الضحك موفق استاذنا فعلا كل شيء من صوب الحكومة الرشيدة في انكماش والأسعار في توسع والخ الخ الخ ؟؟؟
      خله على الله !

    • زائر 15 | 12:46 م

      الحل عندي وانا بوهندي

      اقترح فتح المجال لتجنيس قصدي استيراد النخيل البلاستيكي بدون ضرائب علشان نسوّي عشاش من خوص ونرجع الى زمن البساطة والترشيد في الانفاق وذلك حفاظا على البيئة واستغناءا عن الكهرباء ولوازمها اما عن نظام الصرف الصحي فسنتبرع به الى مراعي منطقة الجزيرة في سوريا لكي يتمتع (موطنونا ) الجدد بانتاج الاعلاف لاغنامهم وبعرانهم والله ولي التوفيق.... اخوكم مواطن مع وقف التنفيس.

    • زائر 14 | 12:08 م

      قارئ

      مرحاض يا عقيل ميرزا تشبه حجم بيوت الاسكان الجديده هذا التشبيه فيه اساءه للناس

    • زائر 13 | 7:53 ص

      تنكمش بالبرودة

      تسلموا على المقال
      يا ريت وزارة الاسكان تراجع حساباتها

    • زائر 12 | 5:33 ص

      من الأولى

      أوليس من الأولى أن تفكر الحكومة باسترجاع الأراضي المغصوبة من قبل ( الهوامير ) بدلاً من اللجوء إلى تصغير مساحة البيوت ؟!
      أوليس من الأولى التوقف عن التجنيس وسحب الجنسيات من المجنسين بدلاً من اللجوء إلى هذه الحلول المقززة ؟

    • الغدير | 3:55 ص

      من الهم

      بيني وبينك أنا قابل حتى بالـ(هاف) ألعن أبوها ديره

    • زائر 11 | 3:36 ص

      كل شيء سيتقلص عشان خاطر الضيوف

      هناك ضيوف حلوا على هذا سواء برغبة أهله أو بدونها
      وعليكم أن توسعوا بيوتكم بل وأن تخلوها من اجلها لا فقط أن تتقلص بيوتكم أما سمعت رئيس مجلس النواب ماذا قال في شأن استرجاع الأراضي الموهوبة هذه ليست من شيم العرب وأنتم أيضا عليكم أن تقبلوا بحمامات تسكنوا فيها وذلك من أجل الغرباء ومن أجل الآخرين الذين يستوطنون أراضي شاسعة في البحرين رغم صغر حجمها من أجل هؤلاء وهؤلاء لا بد أن نخرج من بيوتنا ونعطيها لهم هدية ما من وراها جزية
      هذا هو المفروض وصح لسانك يا عقيل

    • زائر 8 | 1:25 ص

      تسلم يا بن خالتي عقيل على هذا المقال

      يعحبني جدا مثالك الرائع وكم هومناسق جدا على وزارة الاسكان ، لأن الكل متضايق منهم وأنا منهم لا يحلون مشاكلنا الاسكانية بل يعقدونه ويضيعون الوقت علينا ولا نستانس بشبابنا ونحصل على هالبيوت لين عجزنا

    • زائر 7 | 12:57 ص

      تشبيه بليغ!

      ههههههههه تشبيه جدا بليغ أيها الكاتب العزيز، وصدق المثل الا ايقول للوزارة ( بدل ما اتكحلها عمتها! )والله المستعان

    • فقيرة الى الله | 12:43 ص

      هذا يسمى غش عيني عينك

      نشكرك على ما كتبت فنعم الكلام ما قلت

    • زائر 6 | 12:42 ص

      تسلم يالميرزي

      تألق فى صباح مشمس صراحة انتظر بفارغ الصبر لاحتساء قهوة الصباح من كل خميس لرشفه بسكرة من حبر عقلك لاحرمنا الله من طلعتك البهية -واسعدت صباح خميسا كل مافيه فرجا- تحيات ابوعلي

    • زائر 4 | 12:30 ص

      الى متى

      في ظل التجنيس كل شىء يجب ان يتقلص او يتبخر لتوفير المساحات وكل الفرص للمجنسين من هنود وباكستنانين و عرب

    • زائر 3 | 12:21 ص

      زين ما صار هندرويل!!!!!!

      هههههههه...... زين ما صار هندرويل يا عقبل
      بس بيوت الاسكان راح تصير هندرويل قريباً، والله يبارك في سياسة هالوزارة التعبانه

    • زائر 1 | 11:07 م

      ماذا لو وافق النواب على هذه البيوت!!!؟

      اذا وافق النواب على هذه البيوت فأنا شخصياً سوف أكفر بشيء اسمه برلمان ولن أنتخب أحد لا أنا ولا أسرتي بل وسوف أدعو أهالي منطقتي بأن لا يصوتوا لأي نائب.
      كفانا حرمان كفانا تضييق كفانا ظلم كفانا تمييز وكفانا ذلل وكفانا مهانة.

    • حسين العليوات | 11:01 م

      تقزر يا استاذ عقيل

      هههههههههه كم هو اسلوب قوي ونادر استاذ عقيل، ونسأل الله ان لا تحدث خاصية التبخر فالانكماشات تخنقنا فما بالك بالتبخر،، هههههه اعجبتني في هذا المقال كثييييراً استاذ عقيل ولك اكبر تحية

    • حسين العليوات | 11:01 م

      تقزر يا استاذ عقيل

      هههههههههه كم هو اسلوب قوي ونادر استاذ عقيل، ونسأل الله ان لا تحدث خاصية التبخر فالانكماشات تخنقنا فما بالك بالتبخر،، هههههه اعجبتني في هذا المقال كثييييراً استاذ عقيل ولك اكبر تحية

اقرأ ايضاً