العدد 2715 - الأربعاء 10 فبراير 2010م الموافق 26 صفر 1431هـ

«من أكبر الأخطاء أن تصبح نائبا في البحرين»... هل ذلك صحيح؟

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

أعاد ما أعلنه النائب العزيز عبدالحليم مراد يوم أمس الأول في جلسة النواب حينما قال انه «لا يتشرف بالمجلس، وان اكبر الأخطاء في حياته هو دخوله البرلمان»، إلى ذهني كلماتٍ مماثلة أسمعها بين الفينة والأخرى من عدد من النواب من كتلٍ شتى يشكون فيها حالهم مع الناس، ويسبون ويلعنون اليوم والساعة التي دخلوا فيها الانتخابات ووصلوا فيها المجلس النيابي.

وربما سمع الكثير من المواطنين مقولاتٍ مشابهةٍ من بعض نوابهم في مناسباتٍ مختلفة، وهو ما يدفعني للتساؤل هل فعلا يرى نوابنا أنهم مخطئون بامتهانهم العمل النيابي؟ وأشدد هنا على أن النيابة في البحرين أصبحت مهنة يسترزق منها أغلب النواب رزقه ورزق عياله، وربما لم تعد عند البعض قضية يناضل من اجلها... والشواهد على ذلك عديدة!

في الحقيقة النواب في هذا الباب على عدة أوجه، منهم من لا يقول بأنه ارتكب خطأ بدخوله البرلمان ولو سألته عن نيته في إعادة ترشحه لرد بالإيجاب، ومنهم من يسب ويلعن في الخفاء والمجالس المغلقة اليوم الذي دخل فيه البرلمان، لكنه لا يتجرأ على قول ذلك في العلن، كما انه بعد كل «الضجيج» والندم الذي يبديه، يعاود الترشح مرة ثانية، وقسمٌ آخر أصبح على يقين أن الناس لن تعاود انتخابه، لذلك فهو يهيئ الأجواء لرحليه بكرامة عن البرلمان من خلال ما يبديه من ضيقٍ وحسرةٍ على ترشحه ووجوده في البرلمان.

ولكي لا يتجه الحديث وكأنني اقصد النائب العزيز عبدالحليم مراد في أي من التصنيفات المذكورة، فأقول إنني لم اعهد منه إلا الصدق وذلك ما اعرفه عن عموم نواب كتلة الأصالة النيابية وعلى رأسهم النائب غانم البوعينين الذي أكن له كل الاحترام - رغم أننا قد نختلف معهم في رؤيتهم للعديد من القضايا الوطنية - لذلك لا أظن مراد إلا قاصدا ما قال، وهو بذلك يكون أول النواب في برلمان 2006 ممن يتجرؤون على قول هذا الكلام في العلن وعلى مرأى ومسمع الإشهاد، ومع اقتراب المجلس النيابي من نهاية وقرب الانتخابات.

وإذا عدنا لصلب الموضوع، فإن ما من شيء أكثر إزعاجا للنائب من الصورة التي يراها الآخرون عنه، وكحقيقة وواقعٍ أقول، إنني ما حضرت مجلسا أو ندوة وكان فيها أحد النواب إلا وأصابه من «القصف العشوائي» ما قد يجعله لا ينام قرير العين يومها، فالناس ترى – وذلك من حقها - أنها لم تنتخب فلانا من النواب الأربعين حتى يعطي لنفسه تقاعدا بآلاف الدنانير، وسيارة فخمة سعرها يتكون من رقمين، أو سفراتٍ لأقاصي الأرض وأدانيها، ولم تنتخبه ليكون ضيفا عند كبار المسئولين والوزراء حاملا حاجاته الشخصية وطلبات المقربين منه، - أما ما ليس من حقها - فهو أن تلقي كل الإخفاقات في البلد على رأس النواب وكأن خزانة بيت المسلمين بأيديهم، وكأن الحل والعقد بنواصيهم!

في الحقيقة لا أظن أن أحدا من النواب الـ 39 الباقين على استعداد لأن يقول ما قاله مراد على العلن؛ لأن ذلك ببساطة يفتح أمامهم بابا لا قبل لهم به، وخاصة أن المزايا التي يحصل عليها أكثرهم – وعليهم بالعافية بها - في الغالب لا يماثلها انجاز يضاهي ما يدفع لهم، وسواء أتفقنا أو اختلفنا على كونهم السبب في ذلك أم الحكومة.

أقول ليس من اكبر الأخطاء أن تصبح نائبا في البحرين، لكن من أكبر الأخطاء أن تقر لنفسك تقاعدا باذخا في الوقت الذي نحن نعيش في قلب الأزمة الاقتصادية، ومن أكبر الأخطاء أن تأخذ أكثر مما تعطي وتنجز، وإذا ما كان من حديثٍ عمن يستحق الرواتب ذات الثلاثة أصفار التي يحصل عليها النواب، فلربما وجدنا أعدادهم لا تزيد عن أصابع اليدين في أحسن الأحوال.

لا نريد منكم - أعزاءنا النواب - أن تكونوا بزهد أبي ذرٍ الغفاري، لكننا أيضا لا نريد منكم أن تكونوا «قياصرة» من أموال الشعب، لا نطلب منكم أن تسكنوا بيوتا آيلة للسقوط، لكننا لا نريد أن نرى «فللكم» تشاد من الثروات العامة، نريد عملا يوازي مقدار ما تحصلون عليه وإن لم يتبعه إنجاز قد لا يكون تحقيقه بيدكم.

وإذا كان أحد النواب قد تجرأ وقال إن اكبر الأخطاء هو دخوله المجلس، فيجب أن يكون الناس أكثر شجاعة ليقولوا لبعض الآخرين من النواب ممن لا يعمل منهم أو يتمصلح على حسابهم إن من اكبر الأخطاء أننا انتخبناك، وسيكون خطأ اكبر لو أننا أعدنا انتخابك مجددا.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 2715 - الأربعاء 10 فبراير 2010م الموافق 26 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 7:14 ص

      من أكبر الأخطاء أن تصبح إمعة.. نبيل العابد

      الخطأ ليس خطأ النواب وحدهم، المجتمع هو المسئول أولا وأخيراً عن وصول أي مرشح تحت قبة البرلمان، في اعتقادي ليس المهم أن يفوز حزب أفراده منتشرون هنا وهناك في مناطق البلاد المكتضة بغالبية أو بأقلية المهم أن يضع النائب في اعتباره أن لكل مواطن حق الإستفادة بكافة الخدمات والمشاريع التي هي حق كفله الدستور لجميع المواطنين بغض النظر عن الانتماء المذهبي، وهو ما يجب على الحكومة أن تغرسه في وجدانهم من خلال مصداقية منها في المبادرة في تحقيق أسس العدالة بين الطائفتين كمجتمع واحد حينها لن نسمع جعجعة دون طحين.

    • زائر 9 | 3:56 ص

      لن ننتخب أحدخلاص000

      إن من اكبر الأخطاء أننا انتخبناك، وسيكون خطأ اكبر لو أننا أعدنا انتخابك مجددا(اقتباس).ومن اكبر الأخطاء اذا أعدنا انتخاب اي أحد مرة أخرى كفايةاننا لودقنا مرتين مع ان المؤمن يجب ان لا يلدق من جحر مرتين0

    • زائر 8 | 3:06 ص

      الدخول في محكر الحمام

      النزاهة نادرة في هذه الأيام ونظافة الدمة أكثر من نادرة لذلك لو أصب الناس بعدم الثقة وخيبة الأمل فهذا من الطبيعي.
      هذا بالإضافة إلى وجود المتنفعين والإنتهازيين هناك أصحاب الإجندة المذهبية أيضا ولهم مشروعاتهم
      ومن يرتجي خيرا من إمثال هؤلاء وهؤلاء فهو اقل من سادج

    • زائر 7 | 12:09 ص

      الى

      لو استعرضنا كل مسيرة البرلمان فسنجد ان القضايا المصيرية لا يتم بحثها وان تم ذلك لا يكون الا على استحياء ومثالنا على ذلك ملف التجنيس ربما تكون المزايا التي ينفرد بها برلمان البحرين هي السبب

    • حسين العليوات | 11:24 م

      الاعتراف بالخطأ هو أكبر الانجازات والفوز

      حسن المدحوب لك الشكر الكبير،في أحد الأيام كنت اناقش أحد الأخوان وبدء بالقول هل تعتقد بأن كل شيء بيد النواب؟النواب لايستطيعون فعل كل شيء فنحن نعذرهم على بعض تقصيرهم فأجبته بما انه يعلم منذ البداية بأن ليس بيده شيء فلماذا شارك بالمجلس؟عليه منذ البداية عدم الترشح وان قاصدا للتجرمة فلعل وعسى يتستطيع نفع شعبه فهاهو الآن دخل التجربة ورأى انه في الحقيقة ليس بيجه شيء وماتدريده السلطات هو ماسيحدث فلماذا يعلن عن ترشح كتلته مرة أخرى؟هل فقط لعدم قول بأن الكتلة انهزمت؟الاعتراف بالخطأ ليس بهزيمة وانما تصحيح

    • زائر 6 | 10:40 م

      احسنت صنعا

      فضيلة الشيخ مراد
      ان ما قلته في المجلس عين العقل ,, ففضيلتكم لا يليق بها هذا المكان ,, مكانتكم اسمى من هذا المستوى ,, انت اخرجت ما يجول بخاطرك من سنين ,, فكما يقال ان وقت الغضب يخرج الكلام الذي لا تستطيع البوح به وقت الاسترخاء ,, فها انت قد ازحت ثقلا عن صدرك لطالما كتم انفاسك فارحته بتأوهات بينك وبين نفسك,, فهنيئا لك على شجاعتك
      فضيلة الشيخ احترمك واحترم مواقفك واراءك الوسطية المتعقله,, واتمنى ان لا تقع في نفس الخطأ وتكرره فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين
      اخوك ومؤيدك
      حسين الفردان

    • زائر 5 | 10:40 م

      من الكبائر أن تصبح نائبا في البحرين

      بل من الكبائر.... يامدحوب

    • زائر 4 | 10:40 م

      هل يصدق القول ؟؟؟؟؟؟؟؟

      هل يصدق القول ؟؟؟؟؟ ننتظر وربما سمعنا من غيره في الايام القليلة القادمة لانه امتلك الشجاعة وقالها واظنه ملتزم بها هل يمتلك غيره نفس الشجاعة ويقولها صادقا والايام سوف تكشف المستور ونرى نتيجة السجال الذي دار مع رئيس المجلس من صدق قوله هل فعلا دعاية انتخابية فالننتظر والايام مسرعة .....

    • زائر 3 | 10:35 م

      برلماااااااان ملهاة

      برلماننا أصبح معظم الشعب لا يرى فيه إلا ملهاة ، تشغل به الحكومة الناس عن حقوقهم من خلال مسرحياته ومن خلال تركيبته العرجاء وفي النهاية تفعل ما تشاااااااااااااء .

    • زائر 2 | 9:53 م

      انه لا اراه خطأ

      انه لست هنا كمتحدث عن السنه النواب ولكن سأكون حيادي.يوجد من الناس الكثر يشككون في عمل النواب في البرلمان كالدفاع عن حقوقهم وتحقيق بعض مطالبهم.ولكن المسأله ليست اذا كان النائب سيصرخ او سيفضح او سيستقيل هنا سيحصل على مطالب الشعب بسهوله.او اذا نائب اصبح ضد 10 نواب فما اظن ايضا مطالبه ستتنفذ.كثير من الناس يظنون ان عمل النائب هو عمل سهل ومجرد اقرأ كم ورقه في البرلمان والموضوع خلص.
      اعتبر هالمهنه من اصعب المهن لكثره الضغوط على الشخص والسب واللعن والكلام الفاضي الذي يقال عنه سواء صح ام غلط.

    • زائر 1 | 8:53 م

      نعم صحيح !!

      اتكلم عن نفسي فحتى لو كان راتب النائب خمسة الاف دينار شهريا ويعطى سيارة فخمة جديدة كل عام فلن ارشح نفسي للبرلمان والسبب هو اننا لا نعرف ماذا نريد من النائب في البرلمان ولا نعرف ما الفرق بين النائب البلدي و عضو البرلمان ولا نعرف حتى صلاحيات عضو البرلمان

اقرأ ايضاً