العدد 2768 - الأحد 04 أبريل 2010م الموافق 19 ربيع الثاني 1431هـ

المدرسة والشراكة المجتمعية: الشراكة مع الأولياء نموذجا

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

لعلّ من أبرز نقاط قوة المدرسة الحديثة هي انفتاحها على المحيط الخارجي انفتاحا إيجابيا، حيث تحرص وزارة التربية والتعليم على التواصل المثمر بين المحيط المدرسي بمختلف مكوّناته والمجتمع البحريني بشتى مؤسساته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعلمية وحتى السياسية.
من أجل ذلك تعقد الندوات العلمية في المدارس فيحضرها الطلاب والمدرسون، ومن أجل ذلك يخرج الطالب في زيارات ميدانية إلى هنا وهناك فيحولون معارفهم النظرية إلى واقع ميداني إجرائي به، فتزداد تلك المعارف رسوخا ونضجا.
وبذلك تتحقق إلى حد بعيد تلك الشراكة الموجودة بين المدرسة والمؤسسات المجتمعية.
غير أن هناك شراكة ضرورية لابد من التأكيد عليها والتذكير بها ألا وهي الشراكة مع أولياء الأمور فمهما كانت هذه الشراكة واقعة فنحن نطلب المزيد منها لأنها هي أساس تطوير تحصيل الطالب العلمي. فالمدارس ولا شك تعقد اللقاء الدوري المفتوح لكل فصل دراسي مع أولياء الأمور وتتفاوت نسبة إقبال الأولياء عليه من مدرسة إلى أخرى لكن في العموم يعتبر حضور أولياء الأمور لهذا اللقاء محترما في غالبية المدارس.
غير أن التواصل بين الأولياء والمدرسين خصوصا والهيئة الإدارية عموما تتفاوت من بيئة إلى أخرى وتختلف مقاصده من هنا إلى هناك. وإليكم بعض النماذج الواقعية:
من الأولياء من يحرص شديد الحرص على ملاقاة المدرسين تقريبا أسبوعيا سواء لقاء مباشرا أو من خلال الاتصال بالهاتف قصد الاطمئنان على مستوى ابنه وتحسن نتائجه واعتدال سلوكه، ومن الأولياء من لا تراه في المدرسة إلا حين يستدعى لمشكلة أو لضعف كبير في النتائج فيقع استدعاؤه للإعلام أو تباحث الموضوع.... ومن طرائف الحالات ولي أمر يدخل المدرسة - وهذا خاصة في التعليم الثانوي - فيسأل عن ابنه وهو لا يعرف في أي صف ولا في أي مستوى أحيانا. كما نلاحظ تقاطر المكالمات أو الزيارات للمدرسين فقط قبل تنزيل درجات الأعمال سعيا نحو ضمان أعلى درجة ممكنة وهذا دون تعليق، وكذلك وللأسف من أولياء أمور من لا نراهم أبدا.
انطلاقا من جرد هذه الحالات الواقعية وأنا هنا لا ألقي المسئولية على أولياء الأمور. ونحن إذ نستعرض واقع الشراكة بينهم وبين المدرسة فإنما غايتنا تطوير هذه الشراكة والدفع بها نحو مدى بعيد لتزيد من توفير المناخ الملائم للطالب قصد تحسين نتائجه فحين يشعر الطالب بالمتابعة المستمرة لأولياء الأمور والتواصل الإيجابي بينهم وبين المدرسين فإنه ولابدّ أن يستفيد من هذه المتابعة إن عاجلا أو آجلا.
وربما تجربة كراس المراسلات أو ما يعرف بالإنجليزي dairy والمعتمد في كثير من المدارس الخاصة وسيلة واقعية ممكنة، فلِمَ لا نجرّبها في مدارسنا الحكومية إذ يسجل المدرس ملاحظاته أو توصياته بشكل أسبوعي أو يومي ليطلع عليها ولي الأمر وأحيانا يردون عليها أو يكتب ولي الأمر ملاحظاته فيقرؤها المدرس ويرد عليها... إلخ
إن تعويد أبنائنا على مثل هذه العادات الحسنة ممكن بالحرص المتبادل بين أولياء الأمور والمدرسين.
فضلا عن ذلك فإنه يمكن القيام بدورات تدريبية وندوات ومحاضرات لأولياء الأمور في المدارس وفي الأوقات المناسبة ينهض بتنشيطها مختصون في التربية والتعليم أو المدرسون من ذوي الخبرة والتجربة ومثل هذه اللقاءات يمكن أن تخلق عادات جديدة بين الأب وابنه، كما يمكن أن تحل مشاكل كثيرة ربما كانت تمثل عوائق نفسية أو ذهنية أمام الطالب، وحين يطلع الأب على تجارب غيره من أولياء أمور خلال سنوات مضت أو حين يستمع إلى مختص في مجال معين ربما قد يغير من طريقة تعامله مع ابنه أو ربما يجد الحل الأمثل من خلال الاستماع لمشكلات مشابهة في تلك اللقاءات.
هذا وإننا لنقف وقفة إكبار لكل أولياء الأمور وخاصة حين نراهم يتوافدون على المدارس لليوم المفتوح أو غيره كما نقف وقفة إجلال للأمهات الساهرات على تفوق أبنائهن. وكل ما نرجوه هو مزيد من تفعيل الشراكة الإيجابية بين الأولياء والمدرسين لما فيه خير الطالب والتعليم في البحرين.
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 2768 - الأحد 04 أبريل 2010م الموافق 19 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً