العدد 2780 - السبت 17 أبريل 2010م الموافق 02 جمادى الأولى 1431هـ

قوّتنا العلمية والأمنية والسياسية تقطع الطريق على أعدائنا

السيد محمد حسين فضل الله comments [at] alwasatnews.com

مَرَّتْ علينا قبل أيام الذكرى الخامسة والثلاثين للحرب الأهلية اللبنانية، وهي الحرب التي رُسمت خطوطها خارج الحدود، وأرادت الولايات المتحدة الأميركية من خلال خطط وزير خارجيتها الأسبق هنري كيسنجر أن تُنهي القضية الفلسطينية في لبنان، كما أرادت للبنانيين أن يكونوا وقودها المشتعل، ورمادها المنثور في نواحي البلد الأربع... وتطلّعت إلى انشغال اللبنانيين بلعبة القتل الدامي لحساب العدوّ الذي وجد الطريق مفتوحا أمامه ليعبر إلى لبنان، فيحتل جزءا من أرضه، ويدخل من خلال عملائه واستخباراته إلى بقية الأجزاء.

إننا عندما نستذكر الحرب لندرك حجم المآسي والويلات التي حلّت بالوطن، فلكي نؤكد بأن كل الحروب والصراعات الداخلية الدموية ليست مشروعة، ولكي نأخذ العبرة من مسيرة السلم الأهلي والوحدة التي استطاعت أن تغذّي شجرة المقاومة التي استطاعت الانتصار على الاحتلال، لتقدّم للعرب والمسلمين وأحرار العالم واحدا من أرقى نماذج التحرير في العام 2000، ولتبعث برسالة حاسمة للعدوّ في العام 2006، ولتقول للبنانيين بأنها لا تزال - إلى جانب الجيش الوطني - الحصن الحصين في مواجهة أية مغامرة قد يقدم عليها العدوّ، وأيّ عدوان قد يُحضِّر له.

ونحن عندما نستذكر الحرب نريد للبنانيين ألا يفسحوا المجال لكل المغامرين في الداخل أن يعبثوا بأمنهم وسلامهم الأهلي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وألا يستمعوا إلى تلك الكلمات التي تريد لهم أن يدخلوا في صراعات ونزاعات داخلية، حتى وإن انطلقت هذه الكلمات من مواقع روحية رسمية تريد للعائلات اللبنانية أن تتقاتل تحت عنوان حماية هذه البلدة من أهل البلدات الأخرى، في الوقت الذي تُنكر على المقاومين الشرفاء أن يحتفظوا بسلاحهم الذي حرر الأرض ليواجه العدوّ الذي لا يتوانى عن الحديث بأنه سيعتدي على لبنان مجددا.

إننا نؤكد على اللبنانيين أن يكونوا «فريقا واحدا» في مواجهة العدوّ وكل من يهدد وحدتهم، وألا يفسحوا المجال لكل من يحاول النيل من هذه الوحدة تحت عناوين تتصل بلعبة الآخرين، أو بالقضاء الدولي الذي غالبا ما ينطلق من «أجندة» سياسية خارجية، ومن برنامج عمل يتصل بالأهداف الصهيونية بطريقة وبأخرى... وعلى الجميع أن يعرفوا أن تعاظم قوة لبنان بقدراته وإمكاناته ووحدته يشكّل حماية وحصانة لسيادة البلد، لا انتهاكا للقرارات الدولية كما يقول العدوّ.

ومن ذكرى الحرب اللبنانية نتطلّع إلى فلسطين المحتلة، إلى الحرب الجديدة التي تُشن على الشعب الفلسطيني لطرده من أرضه، في سياق قرارات جديدة لجيش الاحتلال الذي يتحضّر لطرد عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة الغربية بحجة أنهم متسللون، فيما يواصل زحفه الاستيطاني داخلها ليزرعها بالمستوطنات، ويملأها بمئات الآلاف من المستوطنين الذين يستقدمهم من أوروبا وبلاد الغرب، في ظل صمت مريب من الأمم المتحدة، وبيانات عربية جديدة تدعو الفلسطينيين إلى عدم الانصياع لقرار العدوّ، لتتركهم في الميدان وتطلب منهم أن يقلّعوا شوكهم بأظافرهم، وتمهّد السبيل أكثر لسياسة الترحيل التي تمثل هدفا أساسيا لكل حكومات العدوّ.

إننا نؤكد على العرب والمسلمين جميعا أن يتحمّلوا المسئولية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وأن ينطلق كل فريق في خط الدفاع عن المقاومة، وتوفير أفضل الظروف لها لكي تحقق بالقوة ما تعجز بيانات القمم العربية والاجتماعات الطارئة لمجلس الجامعة العربية عن تحقيقه.

أما قمة ما يسمّى بـ «الأمن النووي» التي عُقدت في العاصمة الأميركية، فقد أنهت أعمالها ببيان دعا إلى وضع ضوابط جديدة على اليورانيوم العالي التخصيب، وليثير الحديث حول خطورة حصول المنظمات التي يصفها بالإرهابية على مواد نووية يمكن تحويلها إلى سلاح نووي، متجاهلا الأخطار الكبرى المتمثلة بالترسانات النووية الهائلة التي تمتلكها الدول الكبرى، إلى جانب الكيان الصهيوني.

لقد أُريد لهذه القمة أن تصفّق للدول النووية، وأن تمهّد السبيل لمحاصرة إيران، وأن تتغاضى عن الخطر الإسرائيلي الذي يهدد أمن المنطقة والعالم، وأن تتناسى المقدّمات التي دفعت بالكثيرين إلى مواجهة المواقع الدولية بالأساليب الدامية، وعلى رأس هذه المقدمات ما يتسبب به الاحتلال الأميركي والإسرائيلي من ويلات ومآسٍ لشعوب المنطقة، التي يريدونها منزوعة من سلاح المقاومة والشرف والكرامة لحساب عدوٍّ متغطرس يملك أضخم مخزون من أسلحة الدمار الشامل، كما يملك أنيابا نووية وترسانة هائلة من القنابل القادرة على تدمير العالم العربي والإسلامي بكامله.

إننا في الوقت الذي ندعو إلى كشف أهداف وغايات هذه القمة بالمواقف السياسية، وبالرصد الإعلامي، واستشراف المراحل القادمة، نؤكد على شعوبنا أن تعمل على مختلف الصعد لصناعة عناصر القوة العلمية والأمنية والسياسية، بما يقطع الطريق على أعداء الأمة ومحاور الهيمنة والاستكبار.

إقرأ أيضا لـ "السيد محمد حسين فضل الله"

العدد 2780 - السبت 17 أبريل 2010م الموافق 02 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 4:26 ص

      14 نور //تابع ل: هم السرطان ونحن الذين سنستأصلهم

      الذي هو حاصلُ ُ على قدمٍ و ساق وراء الكواليس هناك وهو بالتحديد لحشد قرار الدول لفرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولكن هناك من يعارض ذلك من الدول التي لديها مصالح مع ايران ونحن على علم بأن ايران فطنةُ ُ في ذلك الذي يدور وراء الكواليس ولكن علينا نحن أن نوضح للعالم أن ما يجري هو حربُ ُ على الجميع لا على إيران فاللدول العربية أوجه الكلام أنتم بالفعل محاصرون ولكن ليس من ايران و إنما من القوات التي هي في عقر داركم فإن ما قرروا أن يعتدوا عليكم هم لحاجتهم لنفطكم و مقدراتكم فكيف ستردون ؟

    • زائر 3 | 4:18 ص

      14 نور //تابع ل: هم السرطان ونحن الذين سنستأصلهم

      فالعالم يشهد ولادة جديدة لكسر نظام العبودية في كل مكان و خصوصاً ضد الدول التي تهيمن على العالم والتي كانت تمد الأنظمة البائسة في العالم بالقوة للسيطرة على شعوبها لسلب ونهب ثرواتها وخيراتها وترك أهل بلادها يموتون جوعاً وهم حكام هذه البلدان ينامون على الحرير ممتلئةُ ُ بطونهم ينامون قريري العيون وشعوبهم ينامون في العراء جياع يطلب من الله ويتمنى أن لا يطلع عليه الصباح إلا وهو بين يدي رحمة الله فنهايتهم قريبة كل القرب فما عليهم إلا أن يترقبوا و في ترقبهم هذا هلاكهم, أما بالنسبة لمضمون الجمع الغفير

    • زائر 2 | 4:12 ص

      14 نور //تابع ل: هم السرطان ونحن الذين سنستأصلهم

      وأما بالنسبة للوضع في فلسطين وسياسة الإبعاد فهم يخططون لنكبة جديدة لربما ستدفع الفلسطينيين و العرب لتقديم مزيداً من التنازلات المرة وهو بناءً على الماضي الذي عرفوه عن أصحاب العروش لدينا ولكنهم لم يتعلموا بأن هذه المرة إحداثيات الشارع العربي تقول غير ذلك فإن بوادر قيام الشعوب من فك الحيح الذي يحيط بأعناقها قد بات قريباً جداً جداً و الحكام العرب هم أعلم الناس بذلك الآن فهم يرون ويسمعون ماهو حاصل في الشارع ومثالها الشارع المصري الفلسطيني الأردني اليمني العراقي المغربي الإفريقي وغيرها من دول العالم

    • زائر 1 | 4:05 ص

      14 نور // هم السرطان ونحن الذين سنستأصلهم

      سيدي و نور عيني سلامُ ُ كريم جميل أطبعه على جبهتك و أشاطرك الحديث, اللبنانيون بأغلبيته و ليس بمن لا زالوا تحت جناح النسر الأمريكي و إنما من عاشوا هذه الحرب ومن لمس وعاش وطئيتها هؤلاء من شعروا بقيمة المقاومة التي طردت اليهود وغيرهم ممن كانوا يخططون لجعل لبنان نافذة أخرى تدعم الكيان الغاصب و اليوم هم يكنون الولاء لهذه المقاومة التي أظهرت لهم معدن قائديها و مجاهديها الذي كان دليلهم دمائهم التي تناثرة على أرضُ ُ كانت بالأمس محتلة فأسروا الجميع بتنازلهم عن كل مالهم لأشقائهم بالوطن فهم أشراف و قادة

اقرأ ايضاً