العدد 2791 - الثلثاء 27 أبريل 2010م الموافق 12 جمادى الأولى 1431هـ

دوري اليد في نفق مظلم

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

يستشعر المتابع القريب من لعبة كرة اليد ومسابقاتها، دخول اللعبة في نفق مظلم من التعاسة وغياب الإثارة المعتادة سابقا، فترى أهم المباريات بين فرق المقدمة تخلو على الأقل من أحد العناصر المهمة في إثارة اللعبة.

لا أدري بالضبط ما يحتاجه دوري الدرجة الأولى لكي تعود إليه الإثارة والمتعة، لكن نظرة من قريب فقط وتحرك بسيط من مدرجات المنصة الرئيسية لصالة اليد إلى شقيقتها السلة، تجد الإثارة كلها حاضرة في صالة تشتعل نارا، لا تجد لنفسك فيها مكانا لتشاهد المتعة والندية الحاصلة، لتعود من جديد إلى مكان هادئ جدا في صالة اليد لتتابع مباريات يغيب عنها الحماس أو قد يحضر في بعضها، لكن من دون جمال فني يشد الناظرين، حتى في تلك المباريات التي تلعب بين فرق المقدمة، أو التي يكون فيها الجمهور حاضرا بكثافة لكنه يظل هادئا نظير غياب الإثارة.

من هنا يكمن التساؤل، ما هو الفارق الذي يجعل من لعبة كرة اليد تخبو منها الإثارة في مقابل اشتعالها عند السلة، على رغم أن اللعبتين تعرفان بأنهما تجلبان الضغط والعصبية والإثارة والمتعة حال كون المباراة في أفضل مستوياتها.

أرى أن غياب الرعاية للعبة أصابها بالملل الواضح، حتى أصبحت المسابقات الرسمية كدوري الكبار وكأس الاتحاد تلعب للحصول فقط على الميداليات الملونة وكأس البطولة، حتى أمست مكافآت الفوز والخسارة غير موجودة، لا بل والأدهى من ذلك فإن الاتحاد أصبح غير قادر على إعطاء الفرق الفائزة في الموسم الماضي بالمراكز الثلاثة مكافآتها المالية، والسبب معروف، غياب الرعاية عن أنشطة الاتحاد ومسابقاته.

الجهد الرائع الذي يقوم به اتحاد السلة ولاسيما في توزيع مكافآت الفوز والخسارة والتأهل إلى الدورة السداسية ومن بعدها الرباعية، يضاف إليها اختيار أفضل اللاعبين في كل أسبوع أو كل مباراة من المباريات المهمة، يجعل من هذه المسابقات ذات إثارة وندية غير مسبوقة، ولو عدنا بالذاكرة للوراء لثلاثة أعوام ماضية، كان الجميع يحسد اتحاد اليد على المبلغ الكبير الذي يتحصله من رعاية بيت التمويل الخليجي حينها، والذي كان قد أعطى ثماره بشكل كبير في تقوية المسابقات حتى الفئات السنية، وهو ما يتطلب من الاتحاد أن يعمل بكل ثقله، على رغم أن العمل منصب الآن على التحضير للمنتخبات الوطنية من أجل الحصول على رعاية تعين الدوري مما يعانيه.

في الجهة المقابلة، فإن العتب أيضا ينصب على إدارات الأندية التي لا زالت تصارع من أجل عدم إدخال لعبة كرة اليد في عالم الاحتراف، وهي الوحيدة في ذلك في البحرين، والذي اعتقد بأنه سيكون نقطة الانطلاقة في وضع خريطة كرة اليد من جديد على سلم الإثارة، فهي لا تريد التفكير أساسا في هذه الفكرة، وقد نقدم الأعذار لهذه الإدارات وخصوصا أندية القرى التي لا تجد من يعينها على دفع رواتب مدربيها، فهل تجلب لنفسها صداعا آخر، لكن هذا لا يلغي فكرة أن هذه الإدارات أيضا هي أحد الأسباب التي تدفع بهذا الدوري إلى الملل، إذ إن غالبيتها قادرة على جلب اللاعب المحترف ولو بثمن بخس، كما يحصل لبعض فرق كرة القدم لديها.

هذه الفرق تجدها تدعم فرق كرة القدم بلاعبين أجانب، على رغم مشاركتها في دوري الدرجة الثانية، لكنها تعاند من أجل جلب هذا الأجنبي لفريق كرة اليد على رغم أنها في دوري الكبار، وبنظرة بسيطة على فرق دوري اليد، نجد بأن فرق الأهلي، النجمة، الشباب، التضامن، الاتحاد، البحرين، الاتفاق، قادرة على جلب اللاعب الأجنبي كما هو الحاصل في فرق القدم لديها، لكن حتى الأندية الأخرى كأم الحصم، باربار قادرون على ذلك وفقا لما هو موجود حاليا لديها في هذا الموسم، وبالتالي لا أعذار لهذه الإدارات التي تحتاج بالتالي فقط لتحسين عمليات التسويق لديها مع بعض التحركات لتتحصل على المبالغ التي سيكون بمقدورها جلب اللاعب الأجنبي.

نقطة ثالثة وأخيرة أيضا تجعل من دوري اليد يغالبه الملل والنعاس، الحضور الجماهيري، نعم، لا ننسى المشاكل التي تعاني منها مدرجات اللعبة من حوادث شغب تعكر مزاج مسئولي الاتحاد وتضطر الجميع لاتخاذ ما يلزم، لكن يتطلب من الجميع، سواء اتحاد أو إدارات أندية أو حتى جماهير، حل هذه المشكلات من أجل استعادة ذلك الدوري الجميل، وخصوصا من أولئك المتعصبين لأنديتهم، والذين يعتقدون أنهم يدافعون عنها، فهم على العكس يفسدون عليها الكثير ويجعلونها تعاني الأمرين من كثرة العقوبات التي لن يدفعها هؤلاء وإنما الأندية.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2791 - الثلثاء 27 أبريل 2010م الموافق 12 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً