العدد 2819 - الثلثاء 25 مايو 2010م الموافق 11 جمادى الآخرة 1431هـ

بانتظار معرفة بنود التقرير المشهود

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

للوهلة الأولى توقع الكثيرون أن تخرج لجنة تحقيق إخفاق المنتخب الوطني لكرة القدم في الوصول إلى كأس العالم 2010 «بخفي حنين»، وها هي اللجنة تطل علينا من جديد بعد 6 أشهر تقريبا وتحديدا بعد مباراة 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي مع نيوزيلندا بخبر وصول التقرير النهائي إلى رئيس اللجنة الأولمبية وبزوغ شمسه بعد تقليب وتحميص مستميت من أعضاء اللجنة، وأصبح الجميع بانتظار ما سيكشف عنه التقرير، لكي يعرف الأسباب الحقيقية التي أدت إلى العصف بالحلم العالمي للمرة الثانية على التوالي.

الخبر الأخير للجنة لم يحفل بشيء جديد سوى ابتعاث التقرير إلى اتحاد الكرة، وقبله بأسبوع بعض صور الاستقبال والسلام على رئيس اللجنة الأولمبية، من دون إيضاح للأسباب التي تعرفت عليها اللجنة للإخفاق، أو حتى الموعد المحدد للكشف عن حقيقة ما تم التوصل إليه، هذا إذا تم الكشف عنها، وإلا فإن من اعتقد بأن لجان التحقيق المختلفة التي تنصّب هنا وهناك دائما ما تخرج «بخفي حنين»، وتكون فيها النتائج حبرا على ورق فقط من دون تنفيذ، يجانبه الخطأ، وقد مر على الاستقبال والكشف عن التقرير 7 أيام كاملة.

نتذكر حينها وتحديدا في يومي 15 و17 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أصدر رئيسا اللجنة الأولمبية والاتحاد البحريني لرفع الأثقال والتربية البدنية تعليماتهما بتشكيل لجنة تحقيق لكشف حقيقة إخفاق منتخب كرة القدم، وأخرى للبحث في الخطأ الإداري الذي أدى إلى عدم مشاركة المنتخب البحريني في بطولة العالم للماسترز لبناء الأجسام التي أقيمت في بولندا حينها، سيما أن الحالتين متشابهتان إلى حد كبير من حيث الدعم الكبير الذي تحصل عليه المنتخبان والاتحادان لتسهيل مشاركة كل منتخب، لكن النتيجة واحدة، فشل في منتخب الكرة، والأدهى عودة منتخب بناء الأجسام من دون مشاركة، لكن حتى الآن لم يعرف أحد أسباب الإخفاقين اللذين سيبقيان طي الكتمان على ما يبدو.

في النهاية نتساءل، هل سيأخذ التقرير طريقه إلى النور أم لا ومتى؟ هل ستتم محاسبة المقصرين الكبار أو الصغار إذا ثبت تقصيرهم، أم سيتم التكتم عليهم؟ هل سيكون للجنة التحقيق دور في تحديد المدرب الجديد للمنتخب، أم أن الوقت سيكون كفيلا بنسيان شيء اسمه إخفاق ولجنة تحقيق ونتائج.

في الحقيقة الجميع استبشر خيرا بنقل تبعية الاتحادات الرياضية للجنة الأولمبية وهذا هو الحاصل في جميع الدول التي تسير بالرياضة بالطريق الصحيح، وبالتالي فإن الشارع الرياضي يستبشر خيرا كذلك ويتطلع لأن يسمع عن أي تحرك لهذه اللجنة، هذا التحرك الذي يضع بالتالي الجمهور البحريني عند الحقيقة التي ستخفف ربما الصدمة التي عاشتها وستعيشها الجماهير بشكل دائم في ظل تواصل الأخطاء، وخصوصا أن اللجنة أعلنت مع بدأ انطلاقتها بأنها لن تتوانى في محاسبة المقصرين في عملهم، وأنها ستطبق لوائح الثواب والعقاب على الجميع بلا استثناء من لاعبين وإداريين، مؤكدة أن اسم الوطن وسمعته فوق كل شيء وأنها لن تسمح بتكرار هذه الأخطاء مستقبلا، وهذا ما يتطلع له الشارع الرياضي.

أخيرا، أحد الأشخاص العاديين المحبين للمنتخب الوطني، أشار حين تم الإعلان عن تشكيل اللجنة، إلى أن فشل المنتخب الوطني في التأهل إلى نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا حدث نتيجة لإفرازات متراكمة هي «عدم وجود بنية تحتية، عدم وجود إعلام حر، كثرة الأندية والمراكز الشبابية، المخصصات المالية الضعيفة التي لا تفي بغرض للأندية، لاعبون عاطلون عن العمل، التجنيس الرياضي»، هذه النقاط جاءت من شخص عادي، فكيف ستكون نقاط الشخصيات التي ستحتويها لجنة التحقيق؟.


المنتخب الوطني أيضا

يوما بعد يوم يشعر الشارع الرياضي أن الإخفاقات السابقة للمنتخب الوطني لن تفيده في شيء في البطولات والاستحقاقات المقبلة، وهو يرى عجز اتحاد الكرة عن اختيار مدرب جديد للمنتخب مع اقتراب بطولة الخليج الـ 20 عن الانطلاق وتبقي 5 أشهر كاملة.

فبينما بدأ المنتخب السعودي إعداده وواصل مقارعة منتخبات عالمية، نجد المنتخبين العماني واليمني قد أنهيا قبل أيام اللعب في بطولة دولية ودية، فيما بدأ المنتخب الإماراتي كذلك إعداده للبطولة ولكأس آسيا قبل أيام، ومن قبلهما المنتخب القطري، نرى بأن اتحادانا لا زال يحلم في العسل، حتى المنتخب الأولمبي الذي سيلعب بعد شهرين مقبلين، أصبح يعاني من دون مدرب، حينها لن ينفع الندم وسيضع الجميع مسئولية أي إخفاق جديد على المدرب، لنعود من جديد لتشكيل لجان تحقيق جديدة لمعرفة الأسباب، لتسير الحياة مع كرة القدم بهذه الطريقة على ما يبدو؟

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2819 - الثلثاء 25 مايو 2010م الموافق 11 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً