العدد 2840 - الثلثاء 15 يونيو 2010م الموافق 02 رجب 1431هـ

دروس من جنوب إفريقيا... للجمهور

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

يساورني شعور بشأن مدى استفادة المعنيين بالرياضة من الدروس الكثيرة التي تقدمها بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010 التي انطلقت مؤخرا في جنوب إفريقيا، سواء اللاعبين أو الجمهور أو حتى الحكام وكذلك المشاهد الرياضي والمسئول في النقل التلفزيوني.

الحديث سيوجه هذه المرة إلى الجمهور، يقولون إنه اللاعب رقم (12) في لعبة كرة القدم، وانه اللاعب الإضافي أيضا في لعبات كرة اليد والطائرة والسلة، وانه العنصر الذي يساهم بشكل كبير في رقي ونمو وتطور المسابقات المختلفة على حد سواء.

انه الجمهور، فهو الذي يعطي المنافسة الحماس، وهو الذي يزيد من عزم اللاعبين ويشد من أزرهم وتحقيقهم الفوز، وهو الذي دائما ما كنا نسمع أن اللاعبين يسعون إلى الفوز من أجل إسعاده.

الدرس الأول الذي نستفيده من بطولة كأس العالم هو للجمهور الذي يعتبر بلا شك عصب اللعبة في كل الدول التي تمارس الرياضة بشتى أنواعها. لقد رأينا كيف كان الجمهور مؤثرا جدا على منافسات البطولة سواء تلك المقاعد الخالية الواضحة في كثير من المباريات، أو تلك التي كان فيها الجمهور فعالا وشجع بكل ما أوتي من قوة وحماسة.

لقد رأينا كيف كان الجمهور المختلف الأصناف والألوان ومن بلدان شتى يجلسون إلى جانب بعضهم بعضاً من دون أن يكون لذلك أي خطر على المباريات في أن يتشابك جمهور الفريقين في المدرجات، ومن دون أن يضع المنظمون إلى جانبهم رجال الشرطة لمنع حدوث ذلك، كما لم يضع المنظمون سياجا يحيط بالملعب من أجل منع الجمهور من الدخول لضرب الحكم أو اللاعبين أو غيره.

هذا هو التشجيع الصحيح والنموذجي الذي يرفع مستوى اللعبة ويطورها، ذلك أن الجمهور كان يعرف أن مشاهدة المباراة هي من أجل تشجيع الفريق أولا، والترفيه عن النفس ثانيا من أجل الابتعاد عن المشكلات التي تحيط بالإنسان من كل صوب.

لو افترضنا أننا عملنا في مسابقاتنا على وضع مقاعد جمهور الفريقين إلى جانب بعضهما، أو أن نلغي السياج المحيط بملعبي الأهلي والمحرق والاستاد الوطني وكذلك في الصالة الرياضية بالجفير وصالتي مجمع أم الحصم لجعلنا ذلك نتساءل، هل سيخرج الجمهور واللاعبون والحكام كذلك من المباراة سالمين، لأن التشجيع في بلدنا يشابه إلى حد كبير ما يحصل في الكرة الإنجليزية، وهو التشجيع المتعصب، الذي يجعل الفرد في حال غير طبيعية نتيجة لعبه مع ناد منافس له بشكل دام.

بالتأكيد هذا يذكرنا بما حدث في الموسم الماضي من حوادث مؤسفة في جميع المسابقات، وكيف عانت مجموعة القرارات التي أوقعتها الاتحادات على الأندية التي قد لا تكون هي السبب.

ونحن بعد توديعنا جميع المنافسات في اللعبات المختلفة، نتمنى أن يكون الجمهور استفاد جيداً من إحدى الدروس التي قدمها جمهور جنوب إفريقيا، علنا نخرج من الموسم المقبل بصفحة بيضاء ناصعة خالية من الشوائب.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2840 - الثلثاء 15 يونيو 2010م الموافق 02 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 7:03 ص

      الأمل ضعيف

      معظم المشجعين والإداريين لدينا في رأسهم حذاء أو كرة فكيف سيستفيدون من الدرس؟

اقرأ ايضاً