العدد 2854 - الثلثاء 29 يونيو 2010م الموافق 16 رجب 1431هـ

دروس من جنوب إفريقيا... للاعبين

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

يعتبر اللاعب العمود الفقري والعنصر الأساسي الأول لممارسة الرياضة بشتى أنواعها وأشكالها، وقد رأينا في لاعبي كأس العالم أموراً كثيرة تمكن أي لاعب من النهوض بمستواه والصعود عالياً إلى عالم المشاهير، فالصبر والشجاعة والعزيمة وعدم التهاون في الخصم وتعاون الفريق بأكمله والعطاء بكل صدق وغيرها الكثير من الأمور التي تجعله يعمل بجد من أجل الخروج على أقل التقادير بالمنافسة على المراكز الأولى حتى لو لم يفز، ليظل ذلك خالداً في ذاكرة الأيام وليتحدث الجميع عنه وعما صنع.

الدرس الثالث الذي يمكننا أن نتعلمه من جنوب إفريقيا هو للاعبين، لما يمثله من عنصر حساس في الرقي بالرياضة أو حتى انحطاطها، والجميع يأمل أن تكون استفادتهم من البطولة العالمية بالشكل الإيجابي الذي يساهم في رفع مستوى اللاعب والدوري الذي يلعب فيه، فتقوى المنافسة بقوة اللاعب الذي ربما يكون بإمكانه قلب موازين المباراة.

ولكي نربط الكلام النظري بالواقع العملي لابد لنا أن نتذكر بعض الأمثلة فيما نقول، فها هو المنتخب الأميركي وعلى رغم عدم تقديمه العرض المتوقع كفريق وصل قبل عام إلى نهائي كأس القارات وكان قريبا من تحقيق المفاجأة بالفوز على البرازيل التي لولا خبرتها لما تمكنت من قلب معطيات تلك المباراة، لكن الأميركان قدموا صورة رائعة عن العزم والصبر في كل مبارياتهم، فقلبوا التوقعات، وبعد تأخرهم بالنتيجة أمام إنجلترا ومن ثم سلوفينيا وغانا حققوا التعادل في النهاية، وسعوا أمام الجزائر لتحقيق الهدف الذي يؤهلهم وتمكنوا من ذلك في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، كانت تلك عزيمة قلما تجدها في فرق أو منتخبات أخرى تستسلم في حال تأخرها.

ليس فقط ما نستفيده العزيمة والصبر وغيرهما مما سبق ذكره، فهناك الاستفادة من الروح العالية التي يتمتع بها اللاعبون والتي كانت كفيلة بإبعادهم مثلا عن الدخول في نقاشات غير مجدية مع الطواقم التحكيمية على رغم أخطائهم الفادحة، كما حصل للاعبي إنجلترا والمكسيك الذين احتجوا لثوان ودقائق معدودة وعادوا للعب من جديد، وكأن شيئا لم يكن.

يمكننا أن نتذكر كيف قدم بعض الحراس مباريات ولا أروع من دون خوف وثبتوا أمام الهجمات الخطيرة وكانوا ندا لأبرع هدافي العالم، كما هو الحاصل لحارس نيجيريا أو سويسرا مثلا.

نتذكر أيضاً كيف حدثت بعض المناوشات بين بعض اللاعبين في المباريات كما حصل في مباراة البرازيل وساحل العاج في الدور الأول، والتي طرد على إثرها النجم البرازيلي كاكا، الذي هو الآخر خرج بهدوء تام من دون اعتراض على رغم عدم اقتناعه بأسباب الطرد، لكنهم خرجوا في الأخير مقتنعين بالنتيجة مصافحين الخاسر والغالب معاً من دون وضع الحواجز، كل ذلك يتطلب اللعب بصدق وروح رياضية من أجل تقديم الصورة المفضلة عن اللعبة التي يمارسها، وفي النهاية تلك هي قوانين الكرة.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2854 - الثلثاء 29 يونيو 2010م الموافق 16 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً