العدد 2861 - الثلثاء 06 يوليو 2010م الموافق 23 رجب 1431هـ

دروس مجانية... للحكام

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

لعل من أبرز الأمور التي جلبت الانتباه في بطولة كأس العالم الحالية، الأخطاء التحكيمية الفادحة والكثيرة التي ارتكبها مجموعة من الطواقم المشهود لها، في مقابل تألق آخرين لم يكن العالم قد عرفهم قبل ذلك، إلا أن تلك الأخطاء وذلك التألق والتعامل السلبي والإيجابي مع هذه الحالات، يعد أحد أبرز الدروس المستفادة التي يمكننا استخراجها من هذه البطولة الأكبر على مستوى العالم.

فقد شاهد الجميع كيف تسببت أخطاء الحكام، الإيطالي روسيتي والأوروغوياني لاريوندا وحتى الهندوراسي كارلوس باسترانا بخروج منتخبات المكسيك وإنجلترا وبارغواي على التوالي، في المقابل شاهد الجميع التألق المفاجئ للحكم الأوزبكي رافشان الذي أجبر منظمي كأس العالم على إسناد المباراة تلو الأخرى للطاقم الآسيوي، وها هو يدخل التاريخ بإدارته للمباراة الخامسة في البطولة التاسعة عشرة للمونديال.

تلك كانت أمثلة حية لنماذج من الحكام الذين أداروا المباريات بطرق مختلفة، اعتمدت في بعضها على الخبرة والحيوية والوقوف جنبا إلى جنب أمام كل الأخطاء، واتخاذ القرارات الصائبة من دون الالتفات لأطراف خارج المستطيل الأخضر، فيما في الطرف الآخر، أوضحت الأخطاء الفادحة التي خرج بها المونديال، ضرورة الوحدة التي يجب أن يكون عليها الحكام الثلاثة داخل الملعب، لكون أي خطأ يتحمله الطاقم بأكمله، وهذا ما حصل مثلا للحكم العالمي السويسري بوساكا الذي يعد أحد أبرز الحكام العالمين، ولكن على رغم احتسابه لركلة جزاء صحيحة وطرد صحيح على حارس منتخب جنوب إفريقيا في لقائه مع الأوروغواي، إلا أن الطاقم أبعد من المونديال، فقط بعد إدارته لمباراة واحدة، والسبب يعود ليس لركلة الجزاء والطرد اللذين كانا صحيحين بشهادة جميع خبراء التحكيم، وإنما لحالة التسلل التي سبقت وتسببت حينها في احتساب ركلة الجزاء، وبالتالي أثر حكم الراية كما حصل في لقاء المكسيك والأرجنتين، في نتيجة اللقاء، ليحرم حكام الراية زملاءهم الذين تألقوا داخل الملعب من البقاء في المونديال، في دلالة واضحة على أهمية أن يكون الطاقم بأكمله وحدة متكاملة في قراراته، ولعل ذلك ما دعا الاتحاد الدولي لاختيار طواقم موحدة من كل بلد.

بالتأكيد فإن هذه الأخطاء وذلك التألق للحكام الآسيويين على الأقل، جاءت خير درس لحكامنا المحليين مع اقتراب انطلاقة الموسم الجديد، وخصوصا أن وسائل الإعلام الحالية ومنها قناة الجزيرة الرياضية وحتى العمل المتواضع لملحق «الوسط الرياضي» من خلال فقرة «صافرة المونديال» مع الحكم الدولي المتقاعد جاسم مندي، ماهي إلا سبيل يستدل به حكامنا على الطريقة المثلى لإدارة المباريات ومعرفة الأخطاء التي وقع فيها حكام المونديال، في محاولة تجنبها في إدارتهم للمباريات المقبلة، لعل ذلك يفيدهم في الوصول إلى مراتب عالمية كما هو الحال للحكم الأوزبكي الذي يعد الآن بمثابة أفضل حكم آسيوي قادر على مواصلة المشوار في مونديالات قادمة، وهذا ما نتمناه لحكامنا كما حدث لمندي وإبراهيم الدوي.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2861 - الثلثاء 06 يوليو 2010م الموافق 23 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:03 ص

      ABU ZINAB

      THERE IS MISTAKES BUT NOT FOR STUDY BECAUSE ARBITER IS HUMANE AND HE RUN MORE THAN BLAYERS.

اقرأ ايضاً