العدد 2866 - الأحد 11 يوليو 2010م الموافق 28 رجب 1431هـ

كأس العالم يقدم صورة جديدة عن جنوب افريقيا

قدم كأس العالم لكرة القدم 2010 وجها جديدا لجنوب افريقيا أمام باقي دول العالم، مبدلا الصورة النمطية عن هذا البلد الذي ابهر العالم بتنظيمه المميز للمهرجان الكروي الأهم في العالم.

وتصدرت صور افضل لاعبي كرة القدم في العالم ومشاهد المشجعين المغتبطين والمدرجات الضخمة عناوين صحف العالم اجمع بعدما علقت في الاذهان على مدى سنوات صور حقبة الفصل العنصري واخبار الجرائم والفقر الذي لا يزال يعانيه الملايين في بلاد "بافانا بافانا".

وقال رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما "قبل 20 عاما، لم يرد احد زيارتنا (...) اما اليوم فاصبحت بلادنا مقصدا شعبيا"، بعد سنوات من سقوط نظام الفصل العنصري الذي هيمن على البلاد حتى العام 1994. واضاف "لقد شاهد العالم بلدنا بمنظار جديد".

وشاركت كبريات الصحف العالمية زوما في رأيه، اذ حيت الصحف الالمانية تنظيم جنوب افريقيا "عيدا كبيرا وناجحا"، فيما وصفت واشنطن بوست كاس العالم 2010 بانه "احتفالية عالمية". اما صحف باريس فاشادت "بالتنظيم الجيد للمونديال". من جهتهم، استمتع الوافدون الاجانب الى جنوب افريقيا والذين لم يتسن لهم معاينة احزمة البؤس في الدولة المضيفة باقامة ممتعة مدى شهر كامل، مستفيدين من التسهيلات "العصرية" في البلاد والمحال التجارية الضخمة اضافة الى البنية التحتية الجديدة والملاعب الرياضية المميزة في هندستها.

وتأتي هذه الاشادة الدولية بمونديال جنوب افريقيا لترد على المشككين في قدرة هذه الدولة على انجاح الحدث الرياضي العالمي. وفي هذا السياق قالت صحيفة "صنداي ستار" المحلية في عددها الاخير "لقد قالوا ان كاس العالم في جنوب افريقيا سيكون اخفاقا كبيرا، وان المشجعين سيتعرضون للاعتداء والقتل، وان الفوضى ستكون مسيطرة".

وتسجل جنوب افريقيا احد اكبر مستويات الجريمة في العالم بمعدل 50 جريمة قتل يوميا، يتركز معظمها في المناطق المحرومة. وادت هذه النسبة المرتفعة الى تغذية المخاوف قبل انطلاق المونديال، الى درجة تحدثت احدى الصحف البريطانية عن احتمال اندلاع "حرب سكاكين".

ولم يتم تسجيل اي اصابة لمشجع اجنبي خلال كاس العالم 2010 باستثناء اصابة اميركي واحد بالرصاص. ويعود الفضل في ذلك الى انتشار كثيف للشرطة في مختلف المدن في البلاد. وقال الوزير المساعد للشرطة فيكيلي مبالولا "لقد خضنا الحرب وانتصرنا فيها". وحظي الزوار الاجانب اثناء المونديال باستقبال حار من جانب السكان المحليين، من اصحاب البشرة السوداء او البيضاء على السواء، مقدمين بذلك صورة تصالحية عن شعب جنوب افريقيا.

وراى الفرنسي بول ديتشي المتخصص في علم السياسة ومؤلف كتاب "كرة القدم والسياسة" انه "اجمالا، قدمت هذه المسابقة (الرياضية) صورة ايجابية عن البلاد التي اوحت بعودة الامور فيها الى طبيعتها". ودعا مع ذلك الى الحذر في مقاربة التاثيرات الحقيقية للحدث الكروي، "اذ لا يمكن حل المشاكل الخاصة لاي بلد عبر مسابقة رياضية عالمية".

ولا تزال جنوب افريقيا تعاني الاثار السلبية لعقود التمييز العنصري. فمنذ 16 عاما، عادت الديمقراطية واستقر الاقتصاد الا ان لون البشرة لا يزال معيارا لتحديد مجمل الحياة الاجتماعية. ولا يزال البيض والسود يعيشون في احياء متباعدة بوضوح ولا يتزاوجون، وثمة تباعد كبير في مداخيلهم. فمعدل البطالة لدى السود يفوق 40 في المئة فيما لا يتخطى هذا المعدل عند البيض 4 في المئة.

وهذا الانقسام لا يستثني الرياضة، اذ لا تزال لعبة الروكبي محصورة بشكل او بآخر بالبيض فيما كرة القدم تشكل اللعبة المفضلة في المناطق ذات الغالبية السكانية من السود. وقد تهاوت هذه الحواجز خلال فترة كأس العالم، ولكن السؤال: الى متى؟.

وفي هذا الاطار، لفت بول ديتشي الى ان "الرياضة تشكل تعبيرا عن عاطفة موقتة. نستطيع التجمع في يوم ما لمتابعة احدى المباريات، لكن هذا لا يعني ان السكان سيعيشون من بعدها معا".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • الديب الاحمر | 3:38 م

      من حلاوت افريقه

      هدويش الناس شنها مجانين بكاس الاهرار

    • زائر 8 | 5:09 ص

      عجيب غريب

      كا سياس جابو القول على هندوراس وعلى شيلي وعلى البرتغال واهلهم الي دور 8 وجاب القول على المانيا واهلهم الي نهائي وجاب القول على هولندا وخذو الكاس اسالفه ومافيه ان كاسياس اهو الي العب بروحه في كل الاماكن وبية الاعبين مالهم دور سواء من برشلونه من فريق غير مع العلم انه برشلونه 8 لاعبين منه في المنتخب

    • زائر 7 | 4:50 ص

      زائر واحد

      جنوب افريقيا اغنى منكم وكفاية ملاعبهم حلوة مو انتوا ما عندكم ملعب واحد عدل

    • زائر 6 | 4:17 ص

      رقم 5 - شكرا الوسط

      زائر رقم 5
      أقرأ الايام الرياضية فالمحررين (مدريدين ) مثلك
      وخل لنا الوسط
      مع العلم اول مرة أسمع عن ان الوسط الرياضي منحاز
      ويمكن انك اختلطت عليك المفاهيم فمن ينقش اسمه بالصخر لابد ان يذكر ابيت او لا
      هاردلك ومبروك لجميع عشاق البرشا (كأس العام) البطولة السابعة لبرشلونه
      :)
      شكرا الوسط

    • زائر 5 | 2:37 ص

      قريبا سنزيحك ايها المتعجرف البرشلوني في الوسط الرياضي

      الى من يهمه الامر في صحيفة الوسط
      انظروا بأم أعينكم للانحياز الواضح والصريح من قبل شخص متعجرف مشجع لنادي برشلونة يسيطر بهواه على اتجاه الوسط الرياضي طالما هو باق فيه
      فقد نشر هذا اليوم في الصفحة الاولى الرياضية صورة للاعب انيستا البرشلوني الذي احرز الهدف القاتل في المباراة النهائية وتغاضى متعمدا عن ان من رفع الكأس اولا وكان صاحب الفضل الكبير للوصول لكأس العالم هو الحارس العملاق وكابتن المنتخب الاسباني كاسياس حارس نادي ريال مدريد
      الى متى تستمر هذه المهزلة يا ادارة الوسط؟

    • فيلسوف | 1:41 ص

      شكرا لجنوب افريقيا ومبرووك لاسبانيا

      بصراحة استمتعنا بشماهدة مباريات كاس العالم وخصوصا التوقيت اي ان التوقيت كان مناسب جدا لجميع الناس لمشاهدة المباريات الممتعة وياريتها تعود في اقرب فرصة بصراحة استمتعنا بالمباريات الجميلة والرائعة في جنوب افريقيا لان الوقت كان مناسب جدا لرؤيتها والاستمتاع بها وفي عام 2014 نتمنى بان يكون الوقت مناسب لرؤية المباريات وفي عام 2014 سيكون في البرازيل . ومبروزوك لاسبانيا كاس العالم 2010

    • زائر 4 | 1:27 ص

      لكل بلد أراد تغيير صورته

      عليه انهاء التمييز بكل أشكاله
      أن يكافئ الفرص بين مواطنيه
      يحتضن المؤهلين منهم و ذوي التخصصات في مجالاتهم
      أن يطور بناه التحتيه
      يطرد الحرامية
      و مثال لذلك جنوب أفريقيا حيث تعايش الاسود مع الابيض عندما عملوا لذلك بالا يطغى أحدهما على الاخر
      فمهما طال الزمان فلا بد للقيد أن ينكسر

    • النعيمي2 | 1:00 ص

      أوه أفريكا !

      اوه أفريكا !

    • زائر 3 | 12:51 ص

      الوجه الآخر

      كل هذا من أجل ارضاء الدول الغربية الذي ساندت الحكومة العنصرية وتغيير صورة هذا البلد السيئ، او بالأحرى ارضاء البيض في هذا البلد الفقير. أنا لا استطيع فهم وجود بشر أبيض في هذا البلد الأفريقي!! معناها ليسوا سكان أصليين؟

    • زائر 2 | 12:23 ص

      كاس العالم سنة 4030

      بتكون انشالله في البحرين وبيتكلم العالم عن وحرق التايرات

    • زائر 1 | 11:45 م

      الفقر يهلك ..

      شكرا جنوب افريقيا على هذا المونديال بالرغم من الفقر الكبير الذي تعانينه ..

اقرأ ايضاً