أدان وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة أمس (الأربعاء) «محاولة الاغتيال الآثمة التي تعرض لها مدير تحرير صحيفة «الوطن» مهند أبو زيتون من قبل مجموعة من الملثمين».

ووجه الوزير الأجهزة الأمنية المختصة «لتعقب الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاء فعلتهم الأثيمة لتظل مملكة البحرين وطن الخير والحرية والعدالة». وقال: «إن محاولة الاغتيال عمل إرهابي يهدف إلى تكميم الأفواه، وتهديد حرية الصحافة في محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في المملكة، وتعريض حياة الناس للخطر». كما ادان رئيس هيئة شئون الإعلام الشيخ فواز بن محمد آل خليفة الحادث.

في وقت سابق، صرح رئيس النيابة في المحافظة الوسطى، أسامة العصفور بأن النيابة العامة وفور تلقيها بلاغاً بتعرض شخص للاعتداء وتعرض جزء من سيارته للحرق انتقلت إلى مكان الواقعة وعاينت سيارة مقدم البلاغ وهو مدير تحرير «الوطن». وقال العصفور إن النيابة العامة طلبت تقارير مسرح الجريمة والمختبر الجنائي وطلبت عرض المجني عليه على الطبيب الشرعي لمعاينة ما به من إصابات، وتحريات رجال الأمن.

مدير تحرير صحيفة «الوطن» يتعرض لاعتداء من قبل مجهولين

الوسط - محرر الشئون المحلية

أعلن مدير تحرير صحيفة «الوطن» البحرينية المقرّبة من الحكومة مهند أبوزيتون لوكالة فرانس برس أنه تعرض فجر الأربعاء لاعتداء من قبل مجهولين أمام مبنى الصحيفة في الرفاع، جنوب العاصمة المنامة.

وقال أبوزيتون أن ملثماً اعترضه عندما أدار سيارته الساعة الثالثة فجراً وسأله ما إذا كان يعمل في صحيفة «الوطن»، وبعد أن رد بالإيجاب، لمح ملثماً ثانياً، فذهب إليه «لكن الأول قام بضربي في الكتف بأداة حادة وأسال الدم مني فتعاركنا» بحسب قوله.

وأضاف أبوزيتون أن الملثمين هربا إلا أن حريقاً شبّ في السيارة وتم إخماده.

وذكر أبوزيتون، وهو فلسطيني الجنسية، أنه تقدم ببلاغ إلى الشرطة والنيابة العامة، وتم أخذ البصمات من السيارة إضافة إلى معاينة مكان الاعتداء. وحول ما إذا كان مستهدفاً شخصياً، قال أبوزيتون، «لا أستطيع أن أجزم ما إذا كان الملثمان يستهدفانني شخصياً أم لا، لقد سئلت إن كنت أعمل في الصحيفة وهذا يعني أنه قد لا يعرفني لكن زملاء آخرين خرجوا قبلي بدقائق ولم يحدث لهم شيء».

ومن جنب آخر، تحدث أبو زيتون لوكالة انباء البحرين عن تفاصيل الاعتداء الذي تعرض له من قبل ملثمين اثنين فجر اليوم الاربعاء قائلا انه كان خارجا من مبنى الصحيفة في الثالثة فجراً وركب سيارته فلمح ملثماًكان واقفاً خلف سيارته فنزل ليستطلع الامر ففوجئ بملثم آخر يتوجه نحو المقصورة الامامية لسيارته حيث اشعل النار فيها .

وقال ابو زيتون انه حاول مقاومة الملثمين الا ان احدهم كان يحمل آلة حادة وضربة على يده اليسرى محاولا توجيه ضربة اخرى للراس مسببا له بعض الجروح ثم لاذا بالفرار من موقع الحادث. وذكر ابو زيتون انه طلب المساعدة من احد موظفي الصحيفة بعد الحادث مشيرا الى انه لم يتعرف على مرتكبي حادث الاعتداء ضده .

واكد مدير تحرير «الوطن» لوكالة «بنا» انه شخصيا يحب ان يرى البحرين كما كان يراها دائما بحرين الخير والمحبة وكما عرف شعبها دائما وانه لن يسمح لهذه الحادثة بان تغير هذه الصورة او النهج الذي اتخذته صحيفة الوطن للدفاع عن امن واستقرار المملكة .

النيابة العامة

إلى ذلك، صرح رئيس النيابة في المحافظة الوسطى أسامة العصفور بأن النيابة العامة وفور تلقيها بلاغاً بتعرض شخص للاعتداء وتعرض جزء من سيارته للحرق انتقلت النيابة العامة لمكان الواقعة وعاينت سيارة مقدم البلاغ وهو مدير تحرير صحيفة «الوطن».

وقال العصفور إن النيابة العامة طلبت تقارير مسرح الجريمة والمختبر الجنائي وطلبت عرض المجني عليه على الطبيب الشرعي لمعاينة ما به من إصابات، وتحريات رجال الأمن. وذكر أن المجني عليه بيّن خلال الاستماع لأقواله أنه وأثناء ما كان خارجاً من مقر صحيفة «الوطن» وصعد في سيارته أحس بحركة غريبة خلف السيارة، وعندما خرج من السيارة شاهد شخصاً ملثماً وعندها خاطبه الملثم عن عمله في صحيفة «الوطن»، وظل يتحدث معه، إلا أنه لا يعلم ماذا كان يتحدث به الملثم.

وأضاف أن المجني عليه بيّن أنه في هذه الأثناء فتح شخص آخر ملثم سيارته، وقام الشخص الأول بالاشتباك معه، ما سبب له جروحاً وخدوشاً، وبعدها فرّ الملثمان كل واحد منهما إلى جهة.

وبيّن العصفور أن المتحدث ذكر أنه حاول القبض على أحد الملثمين، إلا أنهما تمكنا من الهرب وعند عودته شاهد سيارته تحترق فطلب النجدة من حارس الأمن في الصحيفة وقاموا بإطفاء النار التي أحرقت الجزء الأمامي من السيارة.

تصريح وزير الداخلية

من جانبه، أدان وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة «محاولة الاغتيال الآثمة التي تعرض لها مدير تحرير صحيفة الوطن مهند أبو زيتون من قبل مجموعة من الملثمين». ووجه الأجهزة الأمنية المختصة «لتعقب الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاء فعلتهم الأثيمة لتظل مملكة البحرين وطن الخير والحرية والعدالة». وقال: « إن محاولة الاغتيال عمل إرهابي يهدف إلى تكميم الأفواه، وتهديد حرية الصحافة في محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في المملكة، وتعريض حياة الناس للخطر».

وأضاف: « إن المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد حضرة جلالة الملك قد أكد على الدور الوطني للصحافة في مجال الرقابة والتثقيف باعتبارها منبرا من منابر الرأي، ووسيلة من وسائل الحوار والتواصل في إطار القانون الذي كفل حرية التعبير وحرية الكلمة المسئولة والمنحازة لقضايا الوطن، وأن اللجوء إلى العنف والتعرض لأصحاب الكلمة الصادقة والشريفة من شأنه الإضرار بالمسيرة الديمقراطية والمساس بالحريات العامة».

وأكد على أن وزارة الداخلية لن تتوانى في تطبيق القوانين والأنظمة على كل من يخرج عليها من محرضين ومغرراً بهم ، وقال : « إن حماية الرأي والتعبير وحماية الصحفيين واجب دستوري أصيل يحتم علينا جميعا صيانته واحترامه حتى تتمكن الصحافة من تأدية رسالتها على الوجه الأكمل ، وتعكس بجلاء آراء المواطنين وكافة المواقف الوطنية الصادقة المعبرة عن التأييد والولاء للقيادة وتوحيد الصف والتصدي بكل حزم لمن يتخذ الإجرام وسيلة في فرض أجندته المشبوهة والمخططات الإرهابية».

جمعية الصحفيين

وقد أدانت جمعية الصحفيين البحرينية بشدة «محاولة الاغتيال التي تعرض لها مدير تحرير صحيفة الوطن البحرينية الزميل مهند أبوزيتون من قبل مجموعة من الملثمين الخارجين على القانون». وأكدت الجمعية في بيان أصدرته أمس (الأربعاء) «تضامنها الكامل والتام مع الزميل أبوزيتون ومع صحيفة الوطن ومع كافة الصحفيين والصحفيات في الصحيفة في مواجهتهم للإرهاب الدنيء».

وقالت «إن هذا الاعتداء يجب ألا يمر ولابد من تعقب مرتكبيه وتقديمهم للقضاء العادل لينالوا ما يستحقونه من عقاب على فعلتهم الشنيعة». وشددت على «أن هذا الاعتداء لن يثني أصحاب القلم من أداء مهماتهم ورسالتهم النبيلة ومحاربة الإرهاب والعنف والتخريب وكل الأجندات التي تستهدف النيل من الاستقرار والأمن ومن مسيرة الحرية والديمقراطية التي تشهدها البحرين».

اتحاد الصحافة الخليجية

واستنكر «اتحاد الصحافة الخليجية» الاعتداء على الزميل أبوزيتون، و «أي شكل من أشكال الاعتداء على الصحافيين سواء مباشرة أو بالمضايقة أو المنع من ممارسة حقوقهم القانونية والمهنية، معتبرا ما حدث نتيجة تعبئة مغلوطة وتحريض غير مبرر من قبل أطراف تعمل على نشر الفتنة والعبث بأمن مملكة البحرين في سبيل مصادرة حريات المجتمع وحقوق أفراده». وحث اتحاد الصحافة الخليجية «القيادة البحرينية على إجراء تحقيق في الحادثة، مؤكدا أن مثل هذه الممارسات لن تثني الصحافيين عن مواصلة عملهم التوعوي والتنويري من أجل العدالة والحرية وسيادة القانون».