العدد 2915 - الأحد 29 أغسطس 2010م الموافق 19 رمضان 1431هـ

إصلاح البنية التحتية هدف كل تطوير

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

مازالت الرياضة البحرينية تعاني سوء البنية التحتية والتي هي العصب الأساسي للتطوير، وإن غابت غاب كل شيء عنها وجعلها تعيش الهشاشة والضعف على طريق الموت البطئ وهذا ما نلمسه خلال هذه السنوات في معظم الأندية المحلية التي تضع برامجها على كف عفريت خوفاً من تراكم الديون والعجز المالي بسبب ضعف الإمكانات المالية على رغم وجود الطاقات البشرية المتميزة ولكن وكما يقال «يد واحدة لا تصفق».

مهما فعلنا وجملنا وقمنا بمحاولات فردية لهذه اللعبة أو تلك ورصدنا الموازنة الضخمة من أجل بطولة واحدة ووقتية لتحقيق إنجاز فإننا لن ندرك الهدف الأكبر والمطلوب في التطوير لأن أي انتكاسة سيكون الإحباط النتيجة المؤثرة في النفوس وعندها يصعب العمل في مثل هذه الظروف الصعبة.

الرياضة البحرينية بحاجة لإنعاش طبيعي وهو واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ولا نحتاج لفيلسوف أو مكتشف من الخارج يخرج علينا ليقول إن البنية التحتية هي الحاجة الماسة إن أردنا التطوير؛ لأن أنديتنا وسوء مبانيها الآيلة للسقوط وضعف الموازنات وكثرة العجز المالي وسوء التدبير الإداري هو الذي يطفح الآن في الوجود ورائحة سوء البنية التحتية ليست وليدة اليوم يشمها الجميع عن بعد، والذي لا يصدق ذلك عليه التوجه إلى الأندية بدءا من نادي البديع مروراً بالاتفاق وبني جمرة والشباب وإن كان جديداً فاسألوا عنه أهله وأبنائه وحتى النادي الأهلي الغابر الذي لم يحصل حتى على الافتتاح الرسمي هو يعاني سوء البنية التحتية بلا ملاعب للفئات العمرية وما لديه من استاد ليس ملكاً له وإنما في حوزة المؤسسة العامة وعرجوا على نادي المنامة والنجمة المعدوم (قبل النموذجي) ومروا على أحد الجسور الثلاثة لينقلكم إلى المحرق وهناك سترون نادي البحرين الذي مرت عليه السنوات من دون تغيير ونادي البسيتين وإن كان جديداً إلا أنه يحتاج الكثير من الأمور، واذهبوا إلى نادي الدير الساقط وليس الآيل للسقوط وجاره سماهيج وانطلقوا نحو قلالي والحد ومن ثم إلى نادي المحرق بعراقته وتاريخه وسمعته ولكنه مازال صغيراً قياساً بالأندية الكبار في دول المنطقة ولا يصح أن نسميه نموذجياً. ونخرج منه وعلى طريقنا قبل الخروج من جزيرة المحرق لنضع عيوننا على نادي الحالة المتهالك. ثم توجهوا إلى نادي النبيه صالح المعدم ومن ثم إلى سترة الخالية من ناد وملاعب كروية ومن هذه الجزيرة أيضاً واصلوا مسيركم نحو المعامير ونويدرات والعكر ومنها إلى المدينة وقبلها توبلي ثم شدوا رحالكم نحو الرفاعين الشرقي والغربي لترون بام أعينكم حال هذه الأندية وبعدها انطلقوا نحو المنطقة الغربية في المالكية واتحاد الريف والتضامن وكلها شواهد حية مؤلمة على ما نقوله. وهناك نادٍ في العاصمة هو النصر الذي يئن من حال المتردي وأيضاً نادي أم الحصم الذي هو الآخر فيه الآلام نفسها التي حملتها كل الأندية.

فقط نحتاج لزيارة سريعة وخاطفة لمشاهدة هذه الأندية بالعين المجردة ونقوم بمواساتها ومواساة إداراتها ونعظم لها الأجر الكبير على حالها الذي يعجز عنه الصبر في صبر هؤلاء الذين يقودون أنديتهم في ظروف صعبة بل مستحيل العمل فيها ولكن تلك القلوب المعتصرة ألماً ارتفعت فوق جراحاتها من أجل البحرين وأهلها ودخلت العمل التطوعي بمرارة ولكن حباً في ترابها لتعوض المخاطر المالية وصعوبة اللقاءات مع المسئولين في المؤسسة العامة. ولو فردنا لكل ناد تقريراً خاصاً به لقرأنا الويلات والمصائب والآهات ولسمعنا منهم معاناتهم الحقيقية من كل الأندية بلا استثناء حتى من يسمون بالكبار الأهلي والمحرق والرفاع والنجمة، فجميعها تندب حظها العاثر في سوء البنية التحتية التي تحتاج إلى ثورة ونهضة متجردة برصد الموازنة الضخمة للبناء الجديد وإنعاش خزاناتها من أجل الحفاظ على الطاقات البشرية قبل أن نبدأ بإغلاقها لصعوبة إدارتها من دون الإمكانات المالية. نحن أمام ظروف صعبة وحرجة تمر بها الرياضة البحرينية. وكل خطوة تريد التطوير من دون أن تحمل هم البنية التحتية وإصلاحها فإنها خطوة فاشلة وغير مجدية، فالأصل في كل تطوير إصلاح البنية التحتية والتي نأمل أن لا تطول كثيراً وأن نسعد بقرار من قبل القيادة السياسية ببناء الأندية النموذجية لكل الأندية دون استثناء وعندها سترون ما ستكون عليه هذه الأندية من تطور كبير مع وجود الإمكانات البشرية الموهوبة والمتميزة التي يحسدنا ويغبطنا عليها أبناء المنطقة الخليجية التي لديها الإمكانات الأخرى. أملنا أن تحمل الأيام المقبلة مثل هذه الأخبار السعيدة في ظل التغييرات المحتمل وقوعها في المؤسسة العامة للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية والتي نأمل بأن تصب في صالح الرياضة المحلية وأساسها إصلاح البنية التحتية بأكملها.

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 2915 - الأحد 29 أغسطس 2010م الموافق 19 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً