العدد 2927 - الجمعة 10 سبتمبر 2010م الموافق 01 شوال 1431هـ

الآثار البيئية والصحية لأحداث 11 سبتمبر

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

اليوم هو الذكرى التاسعة لأحداث 11 سبتمبر / أيلول 2001 في الولايات المتحدة وأتذكر هذا اليوم جيداً حيث كنت في غرفتي في سكن الطلبة في مدينة نيوكاستيل الإنجليزية أعكف على كتابة أطروحة الدكتوراه ولكن وبسبب جسامة هذه الأحداث فقد تسمرنا أمام شاشة التلفاز وتصفح الإنترنت لساعات طوال. في هذه المقالة، نحاول بحث الآثار البيئية الناتجة من اصطدام الطائرتين ببرجي مبنى التجارة العالمي ما نتج عن تدميرهما كلياً في ذلك اليوم ولكن نتائجها السياسية والاقتصادية والبيئية مستمرة إلى يومنا هذا سواء من قبل ملايين البشر الذين فقدوا أرواحهم أو بلاد تم غزوها، أو ثروات ضاعت في البورصات العالمية، أو آثار بيئية وصحية يعاني منها الآلاف إلى الوقت الحاضر.

الجهة المسئولة عن الشئون البيئة والسلامة العامة والصحة في الولايات المتحدة هي وكالة حماية البيئة الأميركية وبالتالي فقد قامت بالاستجابة السريعة لهذه الحالة الطارئة وبالتنسيق مع جهات حكومية لتنفيذ عدة مهام. أولاً، رصد جودة الهواء والماء والغبار لتوثيق الأخطار البيئية المحتملة في مانهاتن، وثانياً، الإشراف على عملية كنس الشوارع من الحطام والأغبرة، وثالثاً، التخلص يدوياً من النفايات الصلبة الخطرة، ورابعاً، إنشاء قاعدة بيانات على صفحات الإنترنت لتقديم نتائج الرصد إلى الجمهور ووسائل الإعلام، وخامساً، تقديم معدات وقائية للعمال، وأخيراً، تقديم برامج لكيفية تنظيف السكن في الأماكن المغلقة والملوثة.

على الرغم من أن الجهود المبذولة من قبل السلطات الحكومية للحد من الآثار الصحية والبيئية على العمال، والمتطوعين، ورجال الإطفاء عن طريق استخدام المعدات الوقائية خلال عمليات الإنقاذ والتنظيف إلا أن الأبحاث التي تم إنجازها بعد عدة سنوات من هذه الأحداث أكدت على زيادة عدد الإصابات المؤدية إلى حالات الوفاة مثل السرطان وأمراض الرئة كالربو. إحدى الدراسات الميدانية على 5 آلاف من العمال وجدت أن وظائف الرئة قد ضعفت بمقدار 10 في المئة. تأكد الباحثون أن الأسباب المؤدية إلى هذه الآثار هي بالأساس ناتجة من انتشار مليون طن من الأغبرة الناتجة من حطام مبنى مركز التجارة العالمي والذي يحتوي على أكثر من 2500 نوع من الملوثات كالمواد غير الليفية، وحبيبات الأسمنت، والزجاج، والأسبستوس (مادة مسرطنة)، والرصاص والزئبق. أما احتراق كميات ضخمة من وقود الطائرات بالإضافة إلى الحرائق التي ظلت مشتعلة لعدة أشهر فقد نتج عنها إطلاق مواد مسرطنة إلى الهواء الجوي مثل الدايوكسن، والهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات، والكادميوم، والرصاص.

المحاكم الأميركية شهدت العديد من القضايا التي قام بها رجال الإطفاء والمتطوعون وسكان مدينة نيويورك ضد مسئولي مدينة نيويورك لزيادة قيمة التعويضات خاصة بعد أن تبين أن معظمهم لا يملكون تأميناً صحياً بينما من المتوقع أن يبلغ فاتورة العلاج عدة مليارات من الدولارات. لذلك فقد طلبت الأجهزة الرسمية من الجميع التسجيل في هذه القضية حتى لا يضيع حقهم وحقوق عائلاتهم في حال إصابتهم بمرض عضال حتى بعد سنين من انتهاء القضية

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 2927 - الجمعة 10 سبتمبر 2010م الموافق 01 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:59 ص

      الخلاصة ..مجيد جاسم

      أشكر صاحب التساؤل .. المقالة مركزة على الجانب الإمريكي من المشكلة أما الجانب العالمي من أفغانستان و العراق فذلك يحتاج الى كتب و ليس مقالة من عدة مئات من الكلمات. هناك أشياء مفيدة في المقال يمكن الإستفادة منه في المجال المحلي من خلال الجانب العملي لوكالة حماية البيئة الإمريكية و المتوافرة على صفحات النيت (آلاف من الصفحات). أما بالنسبة لدراسة تقييم الأثر البيئي فدراسة من هذا النوع يجب عمله قبل القيام بالمشروعات العملاقة كمبنى التجارة العالمي الجديد و الجانب الإمريكي لابد أنه إستفاد من الخبرة

    • زائر 1 | 4:52 ص

      اين الاخلاصة

      أثار فضولي المعرفي عنوان الموضوع ورحت أتفحص في مفرداته لاحصل على خلاصة تجسد اهداف المقالة وتاتي بالجديد المفيد بيد انني لم اجد ذلك وكون الكاتب على دراية بمنهجية البحث العلمي كان عليه في اطار معالجته للمشكلة ان يجري مقاربة لبعض المشكلات المشابة والمحيطة بواقعنا وياتي بخلاصة تفيد في تطوير اليات العمل الاداري في شان تقييم الاثر البيئي في هكذا حالات وكنت اتمنى من الكاتب ان يناقش الاثر الارتادي للحدث فيما نجم من حروب ونزاعات عسكرية التي تركت اثارها البيئية في المناطق الاخرى من العالم-باحث بيئي

اقرأ ايضاً