العدد 2956 - السبت 09 أكتوبر 2010م الموافق 01 ذي القعدة 1431هـ

يوميات مواطن مرهق: الترقية

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

لا يعرف المواطن المرهق على وجه التحديد، ما هي الأسباب التي حرمته منذ سنوات من الحصول على الترقية المستحقة؟! لكنه يعلم في قرارة نفسه أنه بذل طيلة 20 عاماً من العمل قصارى جهده، حتى وهو يرى من يتوظف بعده، يتجاوزه بسرعة ليبقى هو (محلك سر).

ذات مرة، جلس على مكتبه وهو ينظر من الحاجز الزجاجي إلى مديره وهو جالس (يتفرفر)على مقعده الدوار و(يتكعكع)بين الفينة والأخرى، وتحدث في سره قائلاً لنفسه: «لو كان أبو فلان يحبني لكان وقف إلى جانبي ولو لمرة واحدة وطلب في تقييم آخر العام أن أحصل على درجة... ولو كان يحبني لكان قد رشحني للوظائف الإدارية الشاغرة التي توفرت وستتوفر أيضاً... لكنه لا يحبني! لكن لماذا لا يحبني؟ والله لا أعلم، بل ولا أستطيع أن أسأله أصلاً لأنني لا أملك الجرأة... أحسبه يعتقد أن الإدارة إدارة (جده) ورثها عن أبيه! يرقي من يشاء وحسب مزاجه، ويترك أمثالي لا حول لهم ولا قوة... الله ينتقم منه».

فجأة، وقف المدير صارخاً وملوحاً من وراء الزجاج: «أنت... تعالَ إلى هنا»... حمل المواطن المرهق نفسه ووقف أمام المدير: «نعم طال عمرك آمر»... فصرخ المدير في وجهه: «لماذا تدعو علي لأن ينتقم الله مني؟ لماذا تقول إنني أتحكم في الإدارة وكأنها ورث ورثته من أبي عن جدي... ها... هل تعتقد أنني لا أكون مديراً ناجحاً إلا إذا منحتك ومنحت من هم على شاكلتك من الموظفين والموظفات الترقية التي يطمحون إليها؟ هيا أجب».

من دون شك، وقف المواطن المرهق واجماً في غاية الاستغراب! فهو كان يحدث نفسه... فكيف التقط المدير ما كان يدور في قلبه من كلام؟ لا لا... لا شك أنها تهيؤات... وبالفعل، كان المواطن المرهق يتخيل..., نعم يتخيل وكأنه في أحلام اليقظة... كل ذلك المشهد كان من قبيل الأحلام والتخيلات، ففي الآونة الأخيرة، أصبح هو وبعض الموظفين يخشون الحديث عن أوضاعهم الوظيفية وعن حرمانهم من الترقي لئلا يركض أحد الوشاة من الموظفين والموظفات وينقل الكلام إلى المدير فيقع ما لا يحمد عقباه!

وهو يعلم أن الكثير من المسئولين أصبحوا يشجعون الوشاة، ويزرعون لهم عيوناً وآذاناً بين الموظفين لكي ينقلوا لهم ما يدور في الكواليس... وأولئك الوشاة، في الغالب، يحصلون على الترقيات والامتيازات والدلال والدلع حتى لو كان أداؤهم مثل وجوههم.

المواطن المرهق، كان يعلم جيداً أنه وغيره الكثير من الموظفين والموظفات... مساكين، محرومون من الترقيات لأنهم يعملون بكل إخلاص وأمانة من جهة، لكنهم لا يرتضون لأنفسهم أن يصبحوا كالدمى في يد هذا المسئول أو ذاك... فليس من شيمهم أو من أخلاقهم العمل كمخبرين في العمل ينقلون الأقاويل والافتراءات عن زملائهم وزميلاتهم إلى السيد المسئول المحترم الذي يعشق مثل هذا النوع من الوشاية بدلاً من معاملة الجميع وفق تكافؤ الفرص ووفق اللوائح الوظيفية التي تعطي كل ذي حق حقه... يتصرفون في إداراتهم وكأنها ملكاً لهم... غير أن المواطن المرهق قرر في لحظة من اللحظات أنه لن يسكت عن حقه، فهل سينجح، وهل سينجح أمثاله ممن يستحقون الترقيات فلا يحصلون عليها؟ ربما

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 2956 - السبت 09 أكتوبر 2010م الموافق 01 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 2:58 م

      في احدى الشركات

      مررت بهذا الموقف بالضبظ. فقد عملت في دائرة الموارد البشرية لمدة عشر سنوات و عندما وجد شاغر لدرجة اعلى نقل المدير صديقة الذي ينتمي لطائقتة الى دائرتنا و اعطاه الترقية و بقيت انا في مكاني

    • زائر 7 | 12:51 م

      عزيزي زائر 5

      حتى أحنا موظفين الحكومة لا ترقيات لاحوافز لا زيادة نكرف كرف اليهد ولا شي اللهم زيادة آخر السنة 7 دينار ويقصصونها بعد في التقاعد والتأمين و1% وبس راحت ال7 دينار
      الحوافز للربع والترقيات وبنشوف آخر السنة في الجرايد الخدمة صرفت أي قد حوافز للمتميز، والمواظب، وللي قام بعمل خارق
      موظف وزارة صحة (منبطة جبده)وزارة اللي ينوح واللي ما ينوح ياكل من عيش لحسين

    • زائر 6 | 12:15 م

      هزليات الزمن

      من أصل يمني ، ثلاثيني العمر، مدرسا متكاسلاً لمدة 3 سنوات ومن بعدها معلم أول وبسرعة البرق ومدير مساعد كالصاروخ ثم مديراً لمدرسة اختارها بنفسه ..
      هو متعال ، دخل في مناوشات مع بعض من عارضوه ، فضربهم بالقاضية ، لأنه واصل ولأن الوزارة وزارة جده
      انها هزليات الزمن

    • زائر 5 | 9:13 ص

      لازياده

      الشركات الخاصه لازيادات و لا ترقيات ومكانك راوح حتى الموت او التقاعد وان حصلت على راتب جيد فاعلم انك خارج على التقاعد مبكرا لان راتبك يمكن الشركه ان توفره الى ستة موظفين اجانب

    • فيلسوف | 5:52 ص

      خلها على الله يا استاذ

      كل هذه الظروف يمر بها الكثير من الموظفين وخصوصا الموظفين اللذين يعملون بجهد وطاقة اكبر من طاقاتهم ومجهوداتهم . بصراحة هذه مشكله تستوجب الوقف ومعالجتها ولنحارب الفساد بكل انواعه يجب علينا ان نضع حد للترقيات للموظفين اللذين لا يستحقون هذه الترقية وتاتيهم جاهزة مجهزة . بصراحة وجب علينا ان نضع مسؤلين اكفاء ورؤساء من اصحاب الكفاءة ويتميز بالحيادية لان اللذي يحدث الان هو عكس ما اقووله تماما والمتضرر هو الموظف المسكين من ذه الفئة وخلها على الله يا استاذ

    • فيلسوف | 5:49 ص

      الترقيات واللي يترقون هم الموظفين المستهترين

      مما لا شك ان الموظف يعمل لمدة 15 سنة وهو اساسا توظف على الدرجة 5 على سبيل المثال اي انه ينتظر اكثر من 15 سنة لينال الدرجة التي تلي الدرجة التي توظف عليها. بصراحة لايوجد قانون ولا نظام لهذه المشكله اي انه اغلب الموظفين الان اللذين يحصلون على الترقية هم الموظفين المتسربين والموظفين الحيالين والموظفين اللذين لا يجلسون ويسيرون عكس الاتجاه الصحيح هم في النهاية يحصلون على شرف الترية في كل 4 اعوام وهناك ايضا تمييز واضح في الترقيات والمسئول يريد ان يحارب على نفسه لو يحارب على موظفيه

    • زائر 4 | 2:13 ص

      إيدك على الجرح

      آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
      حطيت إيدك على الجرح! في مدرستنا جايبين لنا موظفة مؤهلاتها ثانوية عامة! وما أستبعد تتم ترقيتها بعد سنة أو ثنتين، وأصحاب الشهادات يبلونها ويشربون مايها، أو يبيعون ماي في الشوارع!
      اللهم أبدل سوء حالنا بحسن حالك يا كريم

    • زائر 3 | 12:42 ص

      لااله الا الله

      لاتستغر يامغرور ترى الدنيا دار غرور

    • زائر 2 | 12:30 ص

      جوريه

      اذا دعتك قدرتك على ظلم ماهو دونك فتذكر قدرة الله عليك

    • زائر 1 | 11:05 م

      الترقية و التمييز

      معذور الموظف إن أصيب بالإحباط المؤدي إلى قلة الحماس و ضعف الأداء وذلك لأن الترقية في غالب الأحوال تقوم على التمييز بين الموظفين وهذا ما نلاحظه في وزارت الدولة .

اقرأ ايضاً